الكشف عن هوية منفذي تفجير قرب السفارة الإيطالية في ليبيا

وزير خارجية روما يغازل حفتر مجددًا

الكشف عن هوية منفذي تفجير قرب السفارة الإيطالية في ليبيا
TT

الكشف عن هوية منفذي تفجير قرب السفارة الإيطالية في ليبيا

الكشف عن هوية منفذي تفجير قرب السفارة الإيطالية في ليبيا

أعلنت أمس ما يسمى بقوة الردع الخاصة، الموالية لحكومة الوفاق الوطني في العاصمة الليبية طرابلس، أنها توصلت إلى ما وصفته بأنها أدلة قاطعة لملابسات قضية التفجير الذي تم على مقربة من مقر السفارة الإيطالية وأمام مبنى وزارة التخطيط.
وقالت القوة في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إنه تم الكشف عن هوية المنفذين، الذين لقوا مصرعهم داخل إحدى السيارتين: «وسنكشف كل من كان وراء هذا العمل الإرهابي، الذي تبيّنت تفاصيله لأهداف سياسية الغرض منها إرباك المشهد في طرابلس، ولن يكون الضحية في هذا الصراع السياسي سوى المواطن البسيط».
وتابع البيان موضحا «نحن كقوة الردع الخاصة لن نكون طرفًا في هذا الصراع، بل سنقتفي أثر كل من يحاول زعزعة أمن واستقرار العاصمة وكشف المتآمرين عليها».
من جهتها، قالت الإدارة العامة لحماية البعثات الدبلوماسية إن السفير الإيطالي أكد بقاءه في طرابلس، مؤكدا أن لديه ثقة كبيرة في الأمن الدبلوماسي في طرابلس لحمايته وتوفير الأمن لحماية أعضاء البعثة أثناء تجولهم في العاصمة. وحذرت الإدارة «أي شخص يحاول أن يعبث أو يحاول مس أي سفارة أو أي بعثة دبلوماسية داخل العاصمة بأنه سيواجه رادعا كبيرا»، على حد تعبيرها.
من جهته دافع أنجيلينو ألفانو، وزير الخارجية الإيطالي، عن دعم بلاده لحكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج والمدعومة من بعثة الأمم المتحدة، حيث قال أمس في مقابلة مع صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية إن بلاده «لن تدعم هذه الحكومة بناء على أمر من شخص ما، بل على أساس قرار منبثق عن الأمم المتحدة». لكنه غازل في المقابل المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني بقوله: «لكننا كنّا أيضا أول من اقترح إعطاء دور لحفتر».
وقال ألفانو وفقا للتصريحات التي نقلتها وكالة أنباء «آكي» الإيطالية إنه «يجب على الأطراف الليبية أن تحقق السلام فيما بينها»، مضيفا بخصوص تعزيز إيطاليا للحوار: «لقد فعلنا ذلك في الماضي، ونحن مستعدون للقيام به مرة أخرى».
وهذه هي المرة الثانية على التوالي التي يلجأ فيها وزير الخارجية الإيطالي إلى مغازلة حفتر سياسيا عبر وسائل الإعلام، حيث سبق له أن أعلن مطلع هذا الشهر أن بلاده تسعى لتحقيق اتفاق شامل لكل الأطراف في ليبيا، يضم حفتر أيضا.
ومن جانبه، اتهم حفتر إيطاليا بالانحياز في ليبيا «للجانب الخطأ»، في إشارة إلى حكومة السراج، وفق بيان مقتضب صدر من مكتبه.
وكان ملف الوضع في ليبيا حاضرا على جدول أعمال الاجتماع، الذي عقده أمس رئيس الحكومة الإيطالية جينتيلوني بمقرها في روما، بحضور وزيري الخارجية والدفاع ومسؤولين أمنيين آخرين.
ميدانيا، اتهم الجيش الوطني، الذي يقوده المشير حفتر، الجماعات الإرهابية التي ما زالت تتحصن داخل بنغازي بحرق منازل المواطنين لتغطية هزائمهم وهروبهم ومحو آثارهم، وذلك بعد ما وصفه بالتقدم الناجح لقوات الجيش.
وقال العقيد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش، أمس إن «القوات المسلحة تمكنت من تحرير بعض العائلات العالقة في منطقة الاشتباكات في قنفودة غرب المدينة»، موضحا أن الإرهابيين الذين يحاولون منع هذه العائلات من الخروج أصابوا امرأة بطلق ناري.
في غضون ذلك، التقى مُقرر المجلس الأعلى للدولة غير المعترف به دوليا في طرابلس مع مسؤولة الملف الليبي في وزارة الخارجية البريطانية شارلوت نورت، حيث بحثا العراقيل التي تواجه تنفيذ الاتفاق السياسي، وسُبل تذليلها وفق الآليات المنصوص عليها في بنود الاتفاق.
وقال بيان أصدره المجلس إن مقرره أكد خلال الاجتماع الأول من نوعه حرص المجلس على ضرورة الإسراع في إيجاد حلول ناجعة لإخراج البلاد من أزمتها ورفع المعاناة عن الشعب الليبي.
في غضون ذلك، قالت المنظمة الدولية للهجرة إنها ساعدت أمس 46 مهاجرا من بنغلاديش للعودة إلى بلادهم، بعدما تقطعت بهم السبل وأصبحوا محتجزين في مدينة مصراتة بغرب ليبيا. وأوضحت المنظمة في بيان وزعته بعثة الأمم المتحدة أن المهاجرين الذين كانوا محجوزين في مصراتة، أبلغوها برغبتهم في العودة إلى بلادهم طواعية، مشيرة إلى أن برنامج العودة الطوعية تكفل بترتيب أوضاعهم بالتنسيق مع سفارة بنغلاديش، وحصولهم على رعاية طبية ومواد غير غذائية.
يشار إلى أن برنامج العودة الطوعية في المنظمة الدولية للهجرة، الذي يساعد المهاجرين الذين يرغبون في العودة إلى بلدانهم، تموله وزارة الخارجية البريطانية من ضمن برامجها في إعادة الإدماج للمهاجرين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.