الجيش يؤمن طريق المخا ـ تعز ويقطع إمدادات الميليشيات من موزع

سقوط قتلى وجرحى في شبوة من صفوف الانقلابيين

الجيش يؤمن طريق المخا ـ تعز  ويقطع إمدادات الميليشيات من موزع
TT

الجيش يؤمن طريق المخا ـ تعز ويقطع إمدادات الميليشيات من موزع

الجيش يؤمن طريق المخا ـ تعز  ويقطع إمدادات الميليشيات من موزع

تتوالى انتصارات قوات الجيش اليمني، المسنودة من طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، في جميع المحافظات اليمنية التي تشهد مواجهات عنيفة في ظل تقدم قوات الجيش وتطهير المدن والمحافظات من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
ففي تعز، أعلنت قوات الجيش اليمني، تحقيقها تقدما جديدا في الجبهة الشمالية، وسيطرت على جولة الأربعين ومحيط الكهرباء في الوقت الذي لا تزال المواجهات مستمرة في مسعى من قوات الجيش لاستكمال سيطرتها على الجبهة وتحرير المنطقة ووادي جديد والمناطق المجاورة، وذلك بعد مواجهات عنيفة سقط فيها قتلى وجرحى من صفوف الميليشيات الانقلابية.
ويأتي ذلك بعد أقل من 24 ساعة من إعلان قوات الجيش، سيطرتها الكاملة على مدينة وميناء المخا، في محافظة تعز، وذلك في إطار عملية «الرمح الذهبي» التي أطلقها الجيش اليمني قبل نحو أسبوعين لتحرير السواحل الغربية لليمن من قبضة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، والتي تمكنت من تطهير منطقتي ذو باب ومعسكر العمري وعدد من المناطق الصغيرة، إلى جانب مدينة المخا التاريخية.
وقال المحلل السياسي، باسم الحكيمي، إن «معركة الساحل الغربي تعني تغيرا نهائيا في موازين القوة داخل اليمن، فضلا عن السيطرة على خطوط الإمداد ووقف عمليات التهريب للميليشيات الانقلابية فهو يجعل من الانقلابيين عصابات تنتشر في مناطق جبلية مقطعة الأوصال ومحاصرة».
وأضاف: «كما أن الانتصار والتحرير يحرم ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية من رمزية سيادية تتمثل في سيطرتها الحالية على منافذ بحرية وموانئ، وهي من المنشآت الحيوية والسيادية»، مذكرا بأن أهم ما في معركة المخا أنها «تجعل من تحرير تعز قرارا ليس أكثر لأن المخا سيفتح الطريق أمام كل شيء، وسيؤمن ظهر المقاومة وجانبها لتنطلق بكل قوتها إلى الجهة الشرقية، وأظن أن حركة كبيرة ستنفجر في كل قرية وواد في المناطق الشرقية وتحيل تعز إلى كتلة لهب كبيرة تحرق الميليشيات دفعة واحدة».
وبغطاء جوي من طيران التحالف، باشرت قوات الجيش اليمني تمشيط مدينة المخا الساحلية، غرب تعز، من جيوب ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، وقال مصدر عسكري، بحسب ما نقل عنه المركز الإعلامي للقوات المسلحة، أن قوات الجيش «تمكنت من تأمين طريق المخا – تعز، وقطع الإمدادات القادمة للميليشيات من مديرية موزع، الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين».
وأضاف أن «المعارك متواصلة على المدخلين الشرقي والشمالي للمدينة وسط انهيار فلول الميليشيات وفرارها في اتجاه الحديدة عبر منطقة الخوخة الساحلية وسقوط العشرات منها بين قتيل وجريح». كما أكد المصدر ذاته أن قوات الجيش اليمني «تحاصر بقايا عناصر الميليشيات وسط مدينة المخا، بينما تواصل فرق الجيش الهندسية تفكيك الألغام التي زرعتها الميليشيا قبل انهزامها وفرارها من المواقع التي كانت تتمركز فيها داخل المدينة».
وللتعويض عن خسائرها المادية والبشرية، صعدت الميليشيات الانقلابية من قصفها العنيف وبشكل هستيري على أحياء مدينة تعز السكنية، الغربية والشرقية، من مواقع تمركزها، وسقط على أثرها قتلى وجرحى من المدنيين علاوة على الخسائر المادية.
وقالت السلطة المحلية في تعز، إن «الانتصارات كبيرة لأبطال الجيش مسنودين بقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في مختلف جبهات القتال بمحافظة تعز، خصوصا الجبهة الغربية ومدينة المخا التي أوشكت على الانعتاق من رقبة الميليشيات الانقلابية بعد أن عاثت فيها خرابا وحولتها إلى ممر لتهريب الأسلحة والمرتزقة لقتل اليمنيين الأبرياء».
وأكدت في بيان لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «لقد شكلت معركة التحرير الوطني ضد الانقلابيين الحوثيين وحليفهم صالح نموذجا مكتمل الوضوح للروح الوطنية التحررية للإنسان اليمني، الذي يحفر مجده اليوم في سواحل اليمن وجبالها ووديانها وقراها متشبثا بحلم الدولة الاتحادية المدنية في مواجهة عصابات انقلابية قادمة من مجاهل التاريخ، ومستنقعات الجهالة والظلام والكهنوت».
وأشارت إلى أن «تجارب الأشهر الماضية مع الانقلابيين بما شهدتها من محادثات وحوارات عقيمة وعبثية، قد أرشدت اليمنيين إلى الخيار المناسب لمواجهة الانقلابيين، وهو خيار الكفاح الوطني حتى إنجاز معركة التحرير واستعادة الوطن وتحقيق السلام العادل الذي يعيد للدولة سلطتها وللقانون هيبته ويعالج الآثار الكارثية للانقلاب على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية كافة».
وفي جبهة شبوة الجنوبية، تمكنت قوات الجيش وقوات التحالف، من إفشال محاولات هجوم شنته عليها ميليشيات الحوثي وصالح على مواقعها في «طوال السادة ومحيط هجر كحلان في مديرية عسيلان محافظة شبوة». وقال مصدر عسكري إن 8 عناصر من ميليشيات الحوثي وصالح، بينهم قيادات، لاقت مصرعها في حين سقط 13 آخرون من الانقلابيين خلال المواجهات.
وفي جبهة ميدي، يواصل طيران التحالف العربي تمشيطه لمواقع الميليشيات الانقلابية في قرية المخازن، جنوب مدينة ميدي، وتمكنت من تدمير رشاش عيار 12.7 تابع للميليشيات بقصف لطيران الأباتشي التابع للتحالف العربي.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.