قيادي من «فيلق القدس» رافق وفد الخارجية الإيرانية في آستانة

مستشار خامنئي يدعو لاستمرار مفاوضات تعزز «مشروعية» نظام الأسد

قيادي من «فيلق القدس» رافق وفد الخارجية الإيرانية في آستانة
TT

قيادي من «فيلق القدس» رافق وفد الخارجية الإيرانية في آستانة

قيادي من «فيلق القدس» رافق وفد الخارجية الإيرانية في آستانة

كشفت المصادر الإيرانية حضور اللواء محمد رضا فلاح زادة، القيادي في «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني في مؤتمر آستانة حول سوريا، ونقلت وكالة «مهر» الرسمية الإيرانية عن مصادر مطلعة قولها إن فلاح زادة الرفيع رافق الوفد الإيراني برئاسة مساعد وزير الخارجية حسين جابر أنصاري، بصفة مستشار عسكري.
من ناحية أخرى، اعتبر مستشار المرشد الإيراني الدولي، علي أكبر ولايتي، أن اجتماع آستانة حول سوريا «أظهر أن جميع الأطراف تعترف بمشروعية الحكومة السورية».
جدير بالذكر، أن اللواء فلاح زادة كان قد أصيب بجروح خلال المعارك في محافظة حلب بشمال سوريا، ونقل إلى مستشفى عسكري بطهران في منتصف مارس (آذار) الماضي بعد إصابة قذيفة سيارته في اليوم الذي فقدت إيران أربعة من عناصر «القبعات الخضر» القوات الخاصة التابعة للجيش الإيراني. وكان فلاح زادة قد تولى منصب محافظ محافظة يزد لست سنوات قبل توجهه إلى سوريا لقيادة العمليات العسكرية هناك.
وأفادت المصادر الإيرانية بأن القيادي في الحرس الثوري «شارك في المفاوضات بعد تحقق انتصارات ميدانية في حلب بدور استشاري»، كما بررت حضور قيادي من القطاعات العسكرية الإيرانية المشاركة في المعركة السورية بـ«أهمية القضايا الميدانية والعسكرية» المطروحة و«تقدم القضايا العسكرية على السياسية». ونشرت وكالة «مهر» بالفعل، صورة تظهر فلاح زادة جالسًا إلى جانب أنصاري.
أما بالنسبة لولايتي فإنه قال إن «اجتماع السوريين وفصائل المعارضة باستثناء النصرة و(داعش)، في حد ذاته، يظهر أن الجميع قبل بالهدنة والعمل تحت نظم الحكومة السورية في المستقبل»، وأردف مدعيًا أن «مفاوضات آستانة أظهرت أن جميع الأطراف، سواء تركيا أو غيرها من الدول المتحالفة معها، بما فيها الدول التي لم تحضر المفاوضات، رضخت مباشرة وغير مباشرة لمشروعية النظام في سوريا».
في السياق ذاته، أشار ولايتي لرفض طهران مشاركة أميركا في الاجتماع، فقال إن بلاده استبعدت من الاجتماع دول غربية بما فيها أميركا لدورها في «تحريض ودعم أعداء» السوريين، مشددا على أن الرفض الإيراني للوجود الأميركي «جاء بتنسيق مع دمشق». ورأى مستشار المرشد ووزير الخارجية الأسبق، أن توقع نهاية الخلافات من خلال مفاوضات آستانة «غير المنطقي بل خاطئ». وأردف مواصلة تنظيم المباحثات «خطوة إلى الأمام».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.