«المركزي التركي» يرفع أسعار الفائدة عكس رغبة إردوغان

4 % زيادة في مبيعات العقارات... وإيران تخفض سعر الغاز 13.3 %

«المركزي التركي» يرفع  أسعار الفائدة عكس رغبة إردوغان
TT

«المركزي التركي» يرفع أسعار الفائدة عكس رغبة إردوغان

«المركزي التركي» يرفع  أسعار الفائدة عكس رغبة إردوغان

أصدر البنك المركزي التركي، أمس الثلاثاء، قرارًا برفع أسعار الفائدة الأساسية 75 نقطة أساس، مضطرًا إلى هذه الخطوة التي تثير خلافًا مع الرئيس رجب طيب إردوغان الذي يرفض رفع أسعار الفائدة، لدعم الليرة التركية التي خسرت 25 في المائة من قيمتها مقابل الدولار، منذ منتصف يوليو (تموز) الماضي وحتى الآن.
وقرر مجلس السياسات النقدية بالبنك المركزي التركي في اجتماعه أمس الثلاثاء، زيادة أسعار الفائدة من 8.5 في المائة إلى 9.25 في المائة، وهو الارتفاع الثاني في معدلات الفائدة التركية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بهدف تعزيز قيمة الليرة في مواجهة العملات الأخرى، وبالأخص الدولار الأميركي.
وكان البنك المركزي التركي قرر في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي رفع سعر الفائدة القياسي 50 نقطة أساس، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ عام 2014، بسبب التراجع المستمر في سعر الليرة التركية، وتصاعد مخاوف التضخم بفعل صعود الدولار والمخاطر الأمنية الداخلية والعمليات الإرهابية المتكررة.
ورفع البنك المركزي التركي سعر إعادة الشراء لأسبوع واحد إلى ثمانية في المائة. ورفع سعر الإقراض لأجل ليلة واحدة إلى 8.5 في المائة من 8.25 في المائة. وأبقى البنك على سعر اقتراض ليلة واحدة عند 7.25 في المائة. ويستخدم «المركزي» أسعار فائدة متنوعة لتزويد السوق بالسيولة.
وفقدت الليرة نحو 25 في المائة من قيمتها مقابل الدولار، مع تخفيض تصنيف تركيا الائتماني.
وانتقد إردوغان البنك المركزي مرارا، بسبب محاولاته رفع أسعار الفائدة. وكرر دعوته إلى خفض تكاليف الائتمان.
ويقول إردوغان، إنه «عدو» لأسعار الفائدة التي يرى أنها تكبح النمو الاقتصادي، وقد انتقد البنك المركزي عشية قراره برفع الفائدة في نوفمبر الماضي. وقال: «ليس لدي ما أقوله ضد استقلال البنك المركزي، لكن ليس بوسعي السماح بنزع إرادة شعبي وحقوقه عن طريق أسعار الفائدة المرتفعة».
على صعيد آخر، أظهرت بيانات هيئة الإحصاء التركية أمس الثلاثاء، ارتفاع مبيعات العقارات في تركيا بنسبة أربعة في المائة خلال عام 2016، إلى 1.341 مليون وحدة، مقارنة مع مبيعات بلغت 1.289 مليون وحدة خلال عام 2015.
كما انخفضت المبيعات الإجمالية للأجانب بنسبة 20.3 في المائة، على خلفية بعض الاضطرابات الداخلية، لا سيما محاولة الانقلاب العسكري التي وقعت في يوليو (تموز) الماضي.
وتصدر العراقيون المشترين بـ3036 عقارا، يليهم السعوديون بـ1886 عقارا، ثم الكويتيون بنحو 1744 عقارا، وفقا لما أظهرته البيانات.
وحافظت إسطنبول على صدارة المدن الأكثر مبيعا خلال عام 2016 بنسبة 17.3 في المائة إلى 232 ألف منزل، فيما نمت مبيعات في العاصمة أنقرة بنسبة 10.8 في المائة إلى 144 ألف وحدة.
في سياق آخر، ألزمت محكمة تحكيم دولية إيران بخفض سعر الغاز المصدر لتركيا ودفع تعويضات عن فترات سابقة.
وقال رئيس شركة الغاز الوطنية الإيرانية، حامد رضا عراقي، أمس، إن بلاده ستخفض سعر تصدير الغاز الطبيعي إلى تركيا 13.3 في المائة، وتدفع لها 1.9 مليار دولار تعويضا، عقب قرار المحكمة.
وطلبت المحكمة الدولية من إيران خفض سعر صادرات الغاز إلى تركيا بين 13.3 و16.6 في المائة، لكن تم الاتفاق لاحقًا على خفضه 13.3 في المائة فقط.



كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
TT

كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)
شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)

قبل أسابيع من تنصيب دونالد ترمب، المتشكك في قضية المناخ، رئيساً للولايات المتحدة لفترة ولاية ثانية، انسحبت أكبر ستة مصارف في البلاد من «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات» الذي كانت أسسته الأمم المتحدة بهدف توحيد المصارف في مواءمة أنشطتها في الإقراض والاستثمار وأسواق رأس المال مع صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050.

والتحالف الذي تم تأسيسه في عام 2021 يطلب من المصارف الأعضاء وضع أهداف علمية لخفض الانبعاثات تتماشى مع سيناريوهات 1.5 درجة مئوية بموجب اتفاقية باريس للمناخ للقطاعات الأكثر تلويثاً.

وفي السادس من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بدأت عملية الانسحاب مع «غولدمان ساكس»، وتبعه كل من «ويلز فارغو» و«سيتي» و«بنك أوف أميركا» في الشهر نفسه. وأعلن بنك «مورغان ستانلي» انسحابه في أوائل يناير لينتهي المطاف بـإعلان «جي بي مورغان» يوم الثلاثاء انسحابه، وفق ما ذكر موقع «ذا بانكر» الأميركي.

وكان «جي بي مورغان»، وهو أكبر بنك في الولايات المتحدة من حيث الأصول، رفض في وقت سابق التعليق على ما إذا كان سيحذو حذو زملائه الأميركيين وينسحب من التحالف. ومع ذلك، تزايدت التكهنات بأنه قد يرضخ قريباً للضغوط المتزايدة من أعضاء إدارة ترمب المقبلة والولايات الحمراء التي هددت برفع دعاوى قضائية لمكافحة الاحتكار ومقاطعة المصارف وشركات الاستثمار الأميركية التي قدمت تعهدات مناخية في إطار تحالف غلاسكو المالي من أجل صافي الصفر، والذي يعد «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات» جزءاً منه.

في ديسمبر الماضي، أصدر المدعي العام في تكساس دعوى قضائية في محكمة فيدرالية ضد شركات الاستثمار «بلاك روك» و«فانغارد» و«ستيت ستريت»، زاعماً أنها «تتآمر لتقييد سوق الفحم بشكل مصطنع من خلال ممارسات تجارية مانعة للمنافسة».

لماذا اختارت المصارف الأميركية الانسحاب الآن؟

بحسب «ذا بانكر»، تتكتم المصارف الأميركية حتى الآن على أسباب انسحابها. ومع ذلك، يقول باتريك ماكولي، وهو محلل بارز في منظمة «ريكليم فاينانس» الفرنسية غير الربحية المعنية بالمناخ، إن هذه المغادرة هي إجراء استباقي قبل تنصيب ترمب، وسط مخاوف متزايدة من ضغوط ترمب وأنصاره الذين يهاجمونهم.

وفقاً لهيتال باتيل، رئيس أبحاث الاستثمار المستدام في شركة «فينيكس غروب» البريطانية للادخار والتقاعد، فإن حقيقة أن المصارف الأميركية لم تقل الكثير عن خروجها من التحالف «تدل على الكثير». أضاف «في العادة، عندما تقوم بتحول كبير، فإنك تشرح للسوق سبب قيامك بذلك»، مشيراً إلى أن المصارف الأميركية الكبيرة يمكنها أن ترى الاتجاه الذي «تهب فيه الرياح» مع إدارة ترمب القادمة.

هل يمكن لأعضاء آخرين في التحالف خارج الولايات المتحدة أيضاً الانسحاب؟

مع الإجراء الذي قامت به المصارف الأميركية، يقول ماكولي إن ترمب وأنصاره قد يحولون انتباههم أيضاً إلى تلك غير الأميركية، مما يهدد أعمالها في البلاد إذا استمرت في مقاطعة الوقود الأحفوري.

حتى الآن، حشدت المصارف الأوروبية، التي تشكل الجزء الأكبر من الأعضاء الـ142 المتبقين في التحالف، دعماً له. يقول أحد المصارف المطلعة إن المزاج السائد بين المصارف في أوروبا هو أن التحالف «لا يزال قادراً على الصمود».

وفي بيان عبر البريد الإلكتروني، قال مصرف «ستاندرد تشارترد»، الذي ترأس التحالف حتى العام الماضي، إنه لا ينوي تركه.

ويقول بنك «آي إن جي» الهولندي إنه لا يزال ملتزماً ويقدر التعاون مع الزملاء في التحالف، مما يساعده في دعم انتقال صافي الانبعاثات الصفري، وتحديد أهداف خاصة بالقطاع.

هل يضعف التحالف مع خروج المصارف الأميركية الكبرى؟

على الرغم من أنها ليست «ضربة قاضية»، فإن باتيل قال إن المغادرة تعني أن التحالف «ضعيف للأسف».