سلطان بن سلمان وعمدة كنساس يفتتحان معرض روائع آثار المملكة

يمثل نافذة لفهم الامتدادات التاريخية التي تقوم عليها السعودية

الامير سلطان وعمدة كنساس والجبير يفتتحون المعرض (واس)
الامير سلطان وعمدة كنساس والجبير يفتتحون المعرض (واس)
TT

سلطان بن سلمان وعمدة كنساس يفتتحان معرض روائع آثار المملكة

الامير سلطان وعمدة كنساس والجبير يفتتحون المعرض (واس)
الامير سلطان وعمدة كنساس والجبير يفتتحون المعرض (واس)

دشن الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، بحضور سلاي جيمس عمدة مدينة كنساس وعادل الجبير سفير خادم الحرمين الشريفين في واشنطن، أمس، معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» في متحف «نيلسون - أتكينز للفنون» في مدينة كنساس بولاية ميسوري وذلك في محطته الرابعة في الولايات المتحدة الأميركية، الذي يمتد لثلاثة أشهر.
ورحب مدير المتحف هوليان زوجازاجوتيا خلال كلمته بالأمير سلطان بن سلمان، وعبّر عن اعتزازه بإقامة معرض روائع آثار المملكة في مدينة كنساس مشيرا إلى أهمية المعرض في تعريف سكان المدينة وزوارها على التراث الحضاري لشبه الجزيرة العربية، مؤكدا أنه إحدى العلامات التاريخية المميزة في عمر المتحف.
وأكد أن هذا المعرض يوثق أدوار التواصل والتكامل الحضاري، والفهم العميق بين الثقافات الإنسانية وهو ما تمثله المملكة اليوم ويؤكده المعرض.
من جهته، نوه سلاي جيمس عمدة مدينة كنساس بإقامة المعرض، الذي يشكل حدثا ثقافيا مهما في المدينة، ووسيلة لفهم دولة صديقة وحليف قوي ومحترم للولايات المتحدة، معربا عن اعتزازه بالمعرض الذي يوثق مراحل الحضارة في الجزيرة العربية، ويعد فرصة ليتعرف على المملكة سكان مدينة كنساس التي تتميز بموقعها المتوسط في الولايات المتحدة وتضم كثافة سكانية عالية. ووصف الأمير سلطان بن سلمان، خلال كلمته المعرض بأنه نافذة تتيح لزواره رؤية بلد صديق له تاريخه العريق وحاضره الزاهر، بوصفه مهد الإسلام الذي يتجه إلى مقدساته أكثر من مليار مسلم في أنحاء العالم.
وقال إن «الجانب الأهم في هذا المعرض ليس القطع الأثرية ولا المكتشفات الحديثة التي عمقت فهم الإنسانية لتاريخ المملكة بل إن هذا المعرض يشكل نافذة لرؤية المملكة العربية السعودية من زاوية أخرى، وفهم الامتدادات التاريخية والجذور التي تقوم عليها كوريثة لحضارات عظيمة قامت على الجزيرة العربية، وكحاضنة للحرمين الشريفين، وأنها قلب الإسلام الذي انتشر نوره لأصقاع الدنيا وأثّر في جميع الثقافات والحضارات التي أتت بعده، وصار اليوم أسرع الأديان انتشارا في العالم رغم ما اعتراه من محاولات فاشلة لتشويهه، ومن محاولات لتقديمه للعالم بطريقة لا تمت لروحه السمحة بصلة ولا تمثل الدين الذي احترم الحضارات التي قبله وتعايش مع الأفكار والديانات الأخرى بانفتاح وتقبل».
وأضاف الأمير سلطان بن سلمان «وهذا الفهم لتعاقب الحضارات والأدوار التي مثلتها دائما الجزيرة العربية عبر العصور يقودنا لفهم الدور الطبيعي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية اليوم في الشؤون العالمية ونشر السلم وإحقاق الحق وريادة الحوار بين الحضارات وأتباع الديانات في العالم، ودورها الطليعي في الاقتصاد العالمي بوصفها إحدى دول مجموعة العشرين الأكبر اقتصادا في العالم، وأدوارها في استقرار أسعار الطاقة وضمان توفرها».
وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أن هذه النظرة الشمولية للمملكة والإطلالة على تاريخها ومكوناتها الإسلامية والسياسية والاقتصادية في الماضي يقود لفهم ما تقوم به تحت قيادة ملك محنك يعي أهمية استلهام التاريخ، ملك له رؤية وصاحب قيم يعرفه مواطنوه بحبه لهم وحرصه عليهم ويعرفه العالم بحكمته ومواقفه، وهو أكثر العارفين بأهمية البقعة الجغرافية والمكانة الإسلامية والاقتصادية التي تمثلها المملكة، وذلك ما جعل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يقود بلاده للتنمية والتطور الداخلي ولتكون في عداد الدول الفاعلة دوليا.
وبين الأمير سلطان بن سلمان أن المعنى الأهم لهذا المعرض هو الاطلاع على جذور المملكة عبر قراءة الإنسان والمكان والتوقيت، فالتسلسل الزمني ومكانة الجزيرة العربية كنقطة التقاء اقتصادي، وموقعها الذي يربط قارات العالم جعلها مستقرا للحضارات لا مجرد نقطة عبور، وبوأها مكانة اقتصادية، وأدى إلى ازدهار أنماط الحياة فيها، وذلك ما يجعل المكانة التي تمثلها المملكة اليوم حلقة في سلسلة تميز هذه البقعة الجغرافية، وامتدادا جينيا لورثة تلك الأمم التي سادت الجزيرة العربية وأثرت العالم، واليوم والمملكة إذ تحتل هذه المكانة الاقتصادية والحضارية فإنها تفخر بأنها سخرت ثراءها لخير بلادها محدثة أعظم تنمية عرفتها البشرية عبر التاريخ في وقت وجيز، وركزت اقتصادها لازدهار مواطنيها ولخير الإنسانية في العالم أجمع مما أكسبها الاحترام والتقدير.
ونوه الأمير سلطان بن سلمان بالعلاقات التاريخية بين المملكة والولايات المتحدة منذ لقاء الملك عبد العزيز والرئيس روزفلت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن هذا المعرض هو استمرار هذه العلاقات الوطيدة التي من نتائجها إقامة هذا المعرض المتنقل في الولايات المتحدة، وأكد أن هذه العلاقات تقوم دائما على الاحترام وتقدير المبادئ والقيم، «وذلك ما جعل الملك المؤسس يرى في الولايات المتحدة نجما مقبلا في ذلك الحين، خصوصا أنها لم تعرف بأنها دولة مستعمرة، والمملكة التي نشأت دولتها الحديثة على أرض لم يسبق أن دخلها الاستعمار في أي وقت تريد التعاون مع الجميع بكل احترام ولكن ندا لند، وهو ما بقيت عليه المملكة في علاقتها مع الدول حتى اليوم، وستبقى عليه في مستقبلها تتعامل مع الجميع باحترام وبلا تجاوز ولا تقبل أي تجاوزات عليها».
وأضاف الأمير سلطان: «هذا المعرض وغيره الكثير من الشواهد الموجودة في مواقع الآثار وفي المتاحف السعودية والكثير مما يجري اكتشافه عبر بعثات التنقيب الأثري السعودية الدولية، هذه الشواهد تثبت بشكل قاطع أن هذه البلاد وأهلها ليسوا حديثي عهد بالنعمة والغنى، ولا يتعاملون مع العالم بفوقية، ويتصرفون في ثرواتهم التي وهبهم الله إياها بحكمة، ويوظفونها في تنمية بلادهم ومواطنيها بعيدا عن المغامرات التي قد يلجأ إليها حديثو النعمة».
واختتم الأمير سلطان بن سلمان كلمته قائلا «أشكر زملائي العاملين على تنظيم المعرض، وأشكر متحف نيلسون - أتكنز لاستضافته المعرض بمدينة كنساس، وأشكر متحف السميثونيان على مساعدته المستمرة في تنظيم المعرض في جولته في الولايات المتحدة الأميركية، وأشكر رعاة المعرض شركة أرامكو وشركة إكسون موبيل وشركة سابك وشركة العليان وشركة بوينغ ومجموعة التركي الداعمين للمعرض والجهات الأخرى التي ساهمت في إنجاحه».
ويركز المعرض الذي صدرت الموافقة السامية على تنظيمه في عدد من المدن الأوروبية والأميركية على أثر الطرق التجارية القديمة، التي اجتازت شبه الجزيرة العربية، في التبادل الاقتصادي والحضاري بين الثقافات الإنسانية المختلفة. وكانت قد شكلت الجزيرة العربية حاضنة لها عبر العصور حتى خروج الدين الإسلامي من هذه الأرض، ويبني على الحضارات القائمة ويحترمها، وصولا إلى قيام الدولة السعودية منذ ما يقارب الثلاثمائة عام. ويجري رصد هذا التنوع والتسلسل التاريخي من خلال القطع الأثرية المكتشفة للعصور المتعاقبة التي يعود أقدمها لنحو مليون ومائتي ألف سنة.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».