إصدار بحثي يركز على أسباب صعود اليمين البديل في أميركا وكيفية التنبؤ بصدمات المستقبل

إصدار بحثي يركز على أسباب صعود اليمين البديل في أميركا وكيفية التنبؤ بصدمات المستقبل
TT

إصدار بحثي يركز على أسباب صعود اليمين البديل في أميركا وكيفية التنبؤ بصدمات المستقبل

إصدار بحثي يركز على أسباب صعود اليمين البديل في أميركا وكيفية التنبؤ بصدمات المستقبل

ناقشت دورية «اتجاهات الأحداث» الصادرة عن مركز «المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة» بأبوظبي، في عددها الجديد لشهري يناير (كانون الثاني) - فبراير (شباط) 2017 عددًا من أهم القضايا الصاعدة والمثيرة للجدل إقليميًا وعالميًا، مثل النسق الفكري للرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد تسلمه رسميًا مهام منصبه كرئيس الولايات المتحدة رقم 45 وسياساته المتوقعة في منطقة الشرق الأوسط، وناقشت الدورية تأثير صعود اليمين البديل في السياسة الأميركية وكيفية التنبؤ بالصدمات المفاجئة وملامح تجييش الميليشيات، وسياسات التضليل المتعمد في عصر الإعلام الرقمي.
وركزت الافتتاحية التي أعدها د. محمد عبد السلام مدير المركز على «البحث عن أساليب بديلة لتوقع الصدمات التالية عبر العالم» وضرورة تقييم ثوابت ونظريات العلوم السياسية لمواجهة التحولات المستقبلية، ومراجعة أفكار الرشادة والعقلانية لتفسير سلوك الأفراد، والتسليم بتعقيدات التحولات العالمية الراهنة.
وتضمن العدد الجديد عدة موضوعات تحليلية، حيث حاول د. ديفيد دي روش، الأستاذ بمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية بجامعة الدفاع الوطني الأميركية، الإجابة عن تساؤل مفاده «كيف يفكر ترامب؟»، موضحًا العوامل التي أسهمت في تشكيل النسق الفكري للرئيس الأميركي دونالد ترامب وأهم ملامح توجهاته السياسية تجاه الشرق الأوسط، وقدم حسام إبراهيم تحليلاً لتأثير «اليمين البديل على السياسة الأميركية» في عهد ترامب.
وفي إطار محاولة تفسير إخفاق الخبراء في التنبؤ بالتحولات المفاجئة، تضمن العدد دراسة بعنوان «صدمات المستقبل... الإشكاليات الرئيسية للتنبؤ بالتحولات المفاجئة في العالم»، حيث سعت الدراسة لتفسير معضلة التنبؤ من خلال تحليل أزمة العلوم السياسية وتعقيدات التحولات العالمية والقصور الإدراكي لدى الخبراء والمتخصصين، بالإضافة إلى مناقشة آليات مواجهة واحتواء الصدمات المفاجئة.
كما قدم د. كريستيان كوخ، مدير مركز الخليج للأبحاث في جنيف، إجابة عن تساؤل آخر بعنوان «هل تنقذ ألمانيا الاتحاد الأوروبي؟»، عبر تحليل الدور الألماني المتصاعد في مواجهة تهديدات البقاء للاتحاد الأوروبي، خصوصًا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد، وصعود اليمين المتشدد في الداخل الألماني وتزايد الضغوط الشعبية على الحكومة الألمانية لتعديل سياساتها تجاه قضايا اللاجئين والهجرة.
أما جيفري باين، مدير الشؤون الأكاديمية بمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية بجامعة الدفاع الوطني بالولايات المتحدة الأميركية، فناقش موضوع «البحار المفتوحة: تداعيات الصراعات الإقليمية على أمن الممرات البحرية»، وركزت ليندسي جريفيث، المحاضرة في الجامعة الأميركية في الإمارات بدولة الإمارات العربية المتحدة، على حالات التصويت الاحتجاجي في الاستفتاءات العامة في تحليل بعنوان «تمرد جماهيري: دلالات التصويت الرافض في الاستفتاءات العامة».
وجاء ملحق «تقرير المستقبل» تحت عنوان «إنذار: الملامح الخطرة لصفقات تاريخية قسمت أقاليم العالم 1494 - 1945»، حيث يتناول الملحق الاتفاقات الدولية التي أسهمت في تشكيل الملامح الأساسية لبعض أقاليم العالم وتداعياتها الممتدة على الاستقرار والأمن الإقليمي وبنية النظام الدولي بداية من «معاهدة توردسيلاس» التي قسمت دول أميركا الجنوبية، مرورًا بصلح وستفاليا، ومعاهدة سايكس - بيكو التي شكلت الملامح الأساسية للشرق الأوسط، وانتهاءً بتسويات الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وتضمن ملحق «مفاهيم المستقبل» تحليلاً للمفاهيم والأطر النظرية المرتبطة بتصاعد «الاتجاه نحو الاستراتيجيات المركبة والهجينة في رسم السياسات الدفاعية» لدول العالم مثل استراتيجيات «التوازن عن بعد» و«الردع الاستراتيجي» و«الدفاع النشط» و«التحوط الاستراتيجي» التي تزايدت أهميتها في السياسات الدفاعية لدول العالم.



تساؤلات بشأن دور التلفزيون في «استعادة الثقة» بالأخبار

شعار «غوغل» (رويترز)
شعار «غوغل» (رويترز)
TT

تساؤلات بشأن دور التلفزيون في «استعادة الثقة» بالأخبار

شعار «غوغل» (رويترز)
شعار «غوغل» (رويترز)

أثارت نتائج دراسة حديثة تساؤلات عدة بشأن دور التلفزيون في استعادة الثقة بالأخبار، وبينما أكد خبراء وجود تراجع للثقة في الإعلام بشكل عام، فإنهم اختلفوا حول الأسباب.

الدراسة، التي نشرها معهد «نيمان لاب» المتخصص في دراسات الإعلام مطلع الشهر الحالي، أشارت إلى أن «الثقة في الأخبار انخفضت بشكل أكبر في البلدان التي انخفضت فيها متابعة الأخبار التلفزيونية، وكذلك في البلدان التي يتجه فيها مزيد من الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار».

لم تتمكَّن الدراسة، التي حلَّلت بيانات في 46 دولة، من تحديد السبب الرئيس في «تراجع الثقة»... وهل كان العزوف عن التلفزيون تحديداً أم الاتجاه إلى منصات التواصل الاجتماعي؟ إلا أنها ذكرت أن «الرابط بين استخدام وسائل الإعلام والثقة واضح، لكن من الصعب استخدام البيانات لتحديد التغييرات التي تحدث أولاً، وهل يؤدي انخفاض الثقة إلى دفع الناس إلى تغيير طريقة استخدامهم لوسائل الإعلام، أم أن تغيير عادات استخدام ومتابعة وسائل الإعلام يؤدي إلى انخفاض الثقة».

ومن ثم، رجّحت الدراسة أن يكون سبب تراجع الثقة «مزيجاً من الاثنين معاً: العزوف عن التلفزيون، والاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي».

مهران كيالي، الخبير في إدارة وتحليل بيانات «السوشيال ميديا» في دولة الإمارات العربية المتحدة، يتفق جزئياً مع نتائج الدراسة، إذ أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «التلفزيون أصبح في ذيل مصادر الأخبار؛ بسبب طول عملية إنتاج الأخبار وتدقيقها، مقارنة بسرعة مواقع التواصل الاجتماعي وقدرتها على الوصول إلى شرائح متعددة من المتابعين».

وأضاف أن «عدد المحطات التلفزيونية، مهما ازداد، لا يستطيع منافسة الأعداد الهائلة التي تقوم بصناعة ونشر الأخبار في الفضاء الرقمي، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي». إلا أنه شدَّد في الوقت نفسه على أن «الصدقية هي العامل الأساسي الذي يبقي القنوات التلفزيونية على قيد الحياة».

كيالي أعرب عن اعتقاده بأن السبب الرئيس في تراجع الثقة يرجع إلى «زيادة الاعتماد على السوشيال ميديا بشكل أكبر من تراجع متابعة التلفزيون». وقال إن ذلك يرجع لأسباب عدة من بينها «غياب الموثوقية والصدقية عن غالبية الناشرين على السوشيال ميديا الذين يسعون إلى زيادة المتابعين والتفاعل من دون التركيز على التدقيق». وأردف: «كثير من المحطات التلفزيونية أصبحت تأتي بأخبارها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فتقع بدورها في فخ الصدقية والموثوقية، ناهيك عن صعوبة الوصول إلى التلفزيون وإيجاد الوقت لمشاهدته في الوقت الحالي مقارنة بمواقع التواصل التي باتت في متناول كل إنسان».

وحمَّل كيالي، الهيئات التنظيمية للإعلام مسؤولية استعادة الثقة، قائلاً إن «دور الهيئات هو متابعة ورصد كل الجهات الإعلامية وتنظيمها ضمن قوانين وأطر محددة... وثمة ضرورة لأن تُغيِّر وسائل الإعلام من طريقة عملها وخططها بما يتناسب مع الواقع الحالي».

بالتوازي، أشارت دراسات عدة إلى تراجع الثقة بالإعلام، وقال معهد «رويترز لدراسات الصحافة»، التابع لجامعة أكسفورد البريطانية في أحد تقاريره، إن «معدلات الثقة في الأخبار تراجعت خلال العقود الأخيرة في أجزاء متعددة من العالم». وعلّق خالد البرماوي، الصحافي المصري المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، من جهته بأن نتائج الدراسة «غير مفاجئة»، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى السؤال «الشائك»، وهو: هل كان عزوف الجمهور عن التلفزيون، السبب في تراجع الصدقية، أم أن تراجع صدقية الإعلام التلفزيوني دفع الجمهور إلى منصات التواصل الاجتماعي؟

البرماوي رأى في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «تخلّي التلفزيون عن كثير من المعايير المهنية ومعاناته من أزمات اقتصادية، دفعا الجمهور للابتعاد عنه؛ بحثاً عن مصادر بديلة، ووجد الجمهور ضالته في منصات التواصل الاجتماعي». وتابع أن «تراجع الثقة في الإعلام أصبح إشكاليةً واضحةً منذ مدة، وإحدى الأزمات التي تواجه الإعلام... لا سيما مع انتشار الأخبار الزائفة والمضلّلة على منصات التواصل الاجتماعي».