«نساء حول الرئيس»

لكل منهن دور ومهام لإنجاز وعوده للأميركيين

«نساء حول الرئيس»
TT

«نساء حول الرئيس»

«نساء حول الرئيس»

يحيط الرئيس الأميركي دونالد ترمب نفسه بعدد من النساء المتنفذات. وتتميز كل امرأة في دائرة الرئيس بمميزات وخصائص تجعلها حصنه وملاذه ودرعه في المواجهات السياسية والهجمات الحزبية والتقلبات الاجتماعية.
وهؤلاء هن «كل نساء الرئيس»:

ميلانيا ترمب
وتأتي السيدة الأولى ميلانيا في مقدمتهن؛ فهي السيدة الأولى، وسيدة الأعمال الناجحة التي تمتلك خط مستحضرات للبشرة خاصا بها وخط مجوهرات خاصا. والسيدة الأولى ليست سيدة أعمال ناجحة وحسب، بل أيضًا امرأة نشطة في خدمة المجتمع؛ وذلك بمساهمتها في مؤسسات خيرية، مثل الدوري الشرطي الرياضي، والصليب الأحمر، و«أطفالنا» «يو إس إيه»، وغيرها من المؤسسات. وقد أعلنت ميلانيا ترمب أنها لن تنتقل إلى البيت الأبيض وستبقى في برج ترمب في مدينة نيويورك، وذلك حتى انتهاء ابنها بارون من عامه الدراسي في مدرسته بنيويورك.
ولذا؛ سيبقى مكتب السيدة الأولي في الجناح الشرقي في البيت الأبيض شاغرا، ربما حتى الصيف المقبل. وعلى الرغم أن إيفانكا ابنة ترمب ستنتقل إلى واشنطن، فإن هوب هيكس، المتحدثة باسم العائلة، أكدت بشكل قاطع أن إيفانكا لن يكون لها دور في الجناح الشرقي.
ويتحدد دور السيدة الأولى إلى حد كبير بما قامت به الزوجات السابقات من مهام وواجبات. لكن الدور الرئيسي هو مساندة الرئيس وتنظيم والإشراف على المآدب الرسمية في البيت الأبيض، وتمثيل المرأة الأميركية بصورة مشرفة مع رعاية بعض الأعمال الاجتماعية. وعادة ما تختار كل سيدة أولى مجالا معينا للعمل الاجتماعي، سواء التعليم أو رعاية المسنين أو رعاية المحاربين القدامى، وغيرها من القضايا الاجتماعية. ويساعد السيدة الأولى في تنظيم جدول أعمالها وممارسة مهامها طاقم من الموظفين يبلغ عددهم أربعة وعشرين موظفا. ويقول مقربون من العائلة أن ميلانيا تبدي القليل من الاهتمام حول عملها المرتقب في الجناح الشرقي لكن إجادتها خمس لغات (السلوفانية والإنجليزية والفرنسية والصربية والألمانية) ستساعدها في موقعها كزوجة للرئيس وفي اللقاءات الرسمية مع زعماء العالم.

إيفانكا ترمب
يبدو أن الرئيس ترمب تمكن من تمرير مهارته في العمل لابنته إيفانكا؛ فهي تعد سيدة أعمال وامرأة بارزة في عالم الأزياء. تمتاز إيفانكا بأسلوبها السلس في الحديث، حيث قامت بمساعدة والدها خلال حملته الانتخابية، وذلك عن طريق التحدث مع المواطنين من أجل تقبل والدها وانتخابه. أطلقت عليها مجلة «فانيتي فير» لقب الزوجة البديلة؛ لدورها الهائل في الحملة الانتخابية مقارنة بزوجته ميلانيا.
أعطى الرئيس ترمب ابنته إيفانكا أعلى منصب للإدارة في شركته بجانب أبنائه، دلالة على مدى ثقته في قدرتها وبراعتها في إدارة الشؤون المالية للشركة. في عمر 35 عاما فقط قامت إيفانكا ترمب بالكثير من الإنجازات، منها كتابة ونشر كتابين. تم نشر أول كتاب «ذا ترمب كارد» عام 2009، هدفه مساعدة النساء العاملات للتمكن من النجاح في مهنهن. سيتم نشر الكتاب التالي هذا العام.
وقد ظهرت إيفانكا في اجتماع عقده والدها في برج ترمب مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، دون أن يكون لها أي صفة رسمية سوى أنها ابنة الرئيس المنتخب؛ وهو ما آثار الكثير من الجدل. لكن تعيين الرئيس ترمب صهره جاريد كوشنر في منصب مساعد الرئيس، وانتقال إيفانكا وزوجها إلى واشنطن، إضافة إلى إعلانها قطع علاقتها مع منظمة ترمب وعن شركة تصميم الأزياء والعلامة التجارية التي تحمل اسمها، يشير إلى تحضيرها للدخول بهدوء على صعيد القضايا الاجتماعية. وقد أشارت إيفانكا في تصريحات لها، إلى أنها مهتمة بقضايا توفير التعليم للفتيات وإنصاف المرأة في مجال العمل والأعمال التجارية، وأشارت أنها ستبحث عن أكثر الطرق تأثيرا ومناسبة لخدمة بلادها.

كليان كونوواي
هي رئيسة حملة الرئيس ترمب الانتخابية وذراعه اليمنى، وقد عينها ترمب مستشارا للرئيس في البيت الأبيض. وتعد كونوواي بمنصبها وقربها من الرئيس أقوى سيدة داخل البيت الأبيض وربما تتنافس في أهميتها وموقعها السياسي ونفوذها وتأثيرها القوي مع بقية نساء الرئيس في البيت الأبيض وإدارة ترمب.
كانت كونوواي (50 عاما) أول امرأة تتولى منصب مدير حملة انتخابية في التاريخ، وقد ساندت ترمب في حملته الانتخابية بعد رحيل اثنين من مديري الحملات الانتخابية مثل ستيف بانون. وتولت إدارة الحملة الانتخابية في أول يوليو (تموز) 2016، وقد أطلقت كونوواي على نفسها لقب «رجل خلال اليوم»؛ لعدم تأثرها عاطفيا عند العمل.
وهي من أصل آيرلندي كان والدها يملك شركة للشاحنات الصغيرة ووالدتها من أصل إيطالي، وحصلت على درجة القانون والعلوم السياسية عام 1989 من كلية ترينيتي بواشنطن ومن جامعة جورج واشنطن. عملت بشركة أبحاث سياسية، وهي قريبة الصلة برئيس مجلس النواب الأسبق نيوت غينغريتش وعضو الكونغرس السابق، وحاليا نائب الرئيس الأميركي مايك بنس. وقد عملت سابقا مستشار في حملة نيوت غينغريتش الانتخابية عام 2012، لكنه لم يحقق الفوز في تلك الانتخابات.
عندما تولت كونوواي منصب رئيسة الحملة، كانت الحملة في وضع سيئ، وكانت حملة كلينتون في ذلك الوقت متفوقة بعشر نقاط، ولكن تمكنت كونوواي من رفع نقاط الحملة لتعادل حملة كلينتون قبل أول مناظرة. كما تحدثت كونوواي باسم الرئيس ترمب في التلفاز، ومواجهة الإعلام في الكثير من البرامج التلفزيونية الشهيرة. وقد احتفلت كونوواي بعيد ميلادها الخمسين في نفس يوم تنصيب الرئيس ترمب.

دينا حبيب باول
هي مصرية الأصل، وصديقة مقربة من إيفانكا، وعملت في السابق مساعدة لوزير الخارجية في قسم التعليم والشؤون الثقافية في إدارة الرئيس جورج بوش الابن، وبعدها عملت بمؤسسة غولدمان ساكس منذ عام 2020. وتعود مرة أخرى إلى الجناح الغربي للبيت الأبيض مساعدا للرئيس وكبير المستشارين في المبادرات الاقتصادية التي تركز على تنمية الشركات الصغيرة والتمكين الاقتصادي للمرأة. وستكون دينا باول (43 عاما) المدخل الأساسي لإيفانكا ترمب في المرور إلى عالم السياسة والعمل في المجالات الاجتماعية التي تهتم بها.
وقد هاجرت دينا حبيب بأول من مصر إلى الولايات المتحدة مع عائلتها وهي في سن الرابعة من عمرها وتربت في مدينة دالاس بتكساس وهناك خطت أولى خطواتها في عالم السياسية بالعمل مع السياسيين في ولاية تكساس. وبعد تخرجها في جامعة تكساس عملت في مكتب السيناتورة الجمهورية كاي بيلي هاتشيسون. وانضمت للعمل في «غولدمان ساكس» في عام 2007، وتشرف على برنامج للإسكان وتنمية المجتمعات العمرانية برأس مال يبلغ 4 مليارات دولار.

هوب هيكس
امرأة أخرى من أبرز النساء اللاتي يشكلن درع الرئيس ترمب الفولاذية خلال حملته الانتخابية. كانت هوب هيكس تعمل سكرتارية الإعلام خلال حملة الرئيس ترمب الانتخابية، حيث كانت تسافر مع الرئيس ترمب، وتقوم بالرد على طلبات الإعلام الكثيرة والمستمرة. قام الرئيس ترمب بعد انتخابه بتعيينها مديرة الاتصالات الاستراتيجية.
قبل انضمام هيكس إلى حملة الرئيس ترمب الانتخابية، بدأت مهنتها في عام 2012 عندما انضمت إلى قسم العلاقات العامة لشركة هيلتسك ستراتيجيس. تعاملت خلال عملها في شركة هيلتيك ستراتيجيس مع مؤسسة ترمب، ثم انتقلت إلى إدارة العلاقات العامة لخط إيفانكا ترمب للأزياء وبعض فنادق ترمب.

نيكي هيلي
كانت من أولى تعيينات ترمب في إدارته بعد فوزه في الانتخابات. اختيار نيكي هيلي لتكون السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، يعد مثيرًا للاهتمام بسبب أسلوب الرئيس ترمب فيما يتعلق بالتعامل مع المهاجرين، حيث إن هيلي هي ابنة مهاجرين من الهند. وصعدت هيلي سلم النجاح بتوليها منصب أول امرأة من أقلية حاكمة لولاية ساوث كارولينا. ووجود هيلي في إدارة ترمب تحقق له الرد على أي انتقادات بعدم وجود تنوع عرقي في الإدارة الجديدة، لكن الانتقادات تلاحقها بافتقارها للخبرة في الشؤون الدولية على خلاف شخصيات تولت منصب سفير الولايات المتحدة بالأمم المتحدة، مثل سوزان رايس أو جون بولتون.
ولم يكن اختيار هيلي في هذا المنصب هو أول اختيار؛ فقد سبق ترشيحها لمنصب نائب الرئيس ومنصب وزير الخارجية. ويأتي تعيين الرئيس ترمب لها بالعمل محفزا للنساء من الأقليات العرقية داخل الولايات المتحدة. أخبرت هيلي شبكة «سي إن إن» عند تعيينها سفيرة أميركا في الأمم المتحدة «عندما يؤمن الرئيس أنه بإمكانك الإضافة إلى صورة الدولة وتمثيلها بشكل عالمي، ذلك نداء يجب الاستجابة له».

إلين تشاو
قام ترمب أيضًا بتعيين امرأة أخرى مهاجرة في إدارته. إلين تشاو، من أصل تايواني، وزوجة زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل، امرأة بارعة في مجاراة النظام ورائدة في الحزب الجمهوري. قام الرئيس ترمب بتعيين تشاو لمنصب وزيرة النقل. ستكون هذه المرة الثانية التي تخدم تشاو فيها الإدارة الرئاسية، حيث تولت منصب وزيرة العمل تحت إدارة الرئيس بوش. أول امرأة من أصل آسيوي تخدم في الإدارة الرئاسية، وكانت الوحيدة في إدارته التي قامت بالخدمة خلال السنوات الثماني لولايتي بوش. يشير اختيار الرئيس ترمب تشاو إلى فهمه أنه يتوجب عليه إحاطة منصبه بأفراد بإمكانهم مساعدته في تنفيذ أصعب المهام في أجندته.
وستكون تشاو أحد اللاعبين الأساسيين خلال رئاسة ترمب، خصوصًا الأيام المائة الأولى، كما تفيد صحيفة «ذا نيويورك تايمز»؛ وذلك بعد تأكيدات ترمب خطته لإعادة بناء الكباري والطريق والمطارات والموانئ ورصد مليارات الدولارات في إعادة بناء البنية التحتية أولوية في أجندته.



تبادل إطلاق النار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن

صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
TT

تبادل إطلاق النار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن

صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)

ذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، اليوم (الجمعة)، أن سفينة على بعد 15 ميلاً بحرياً غربي اليمن أبلغت عن تبادل لإطلاق النار بعد رصدها نحو 15 قارباً صغيراً على مقربة منها.

وأضافت السفينة أنها لا تزال في حالة تأهب قصوى وأن القوارب غادرت الموقع.

وأفاد ربان السفينة بأن الطاقم بخير، وأنها تواصل رحلتها إلى ميناء التوقف التالي.

وتشن جماعة الحوثي في اليمن هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر تقول إنها مرتبطة بإسرائيل، وذلك منذ اندلاع الحرب في غزة بعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على جنوب إسرائيل. وقالت الجماعة إن هجماتها للتضامن مع الفلسطينيين.


بوتين: المقترح الأميركي بشأن أوكرانيا يتضمّن نقاطاً «لا يمكن الموافقة عليها»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

بوتين: المقترح الأميركي بشأن أوكرانيا يتضمّن نقاطاً «لا يمكن الموافقة عليها»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بعض المقترحات في خطة أميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، غير مقبولة للكرملين، مشيراً في تصريحات نُشرت اليوم (الخميس) إلى أن الطريق لا يزال طويلاً أمام أي اتفاق، لكنه شدد على ضرورة «التعاون» مع واشنطن لإنجاح مساعيها بدلاً من «عرقلتها».

وقال بوتين في التصريحات: «هذه مهمّة معقّدة وصعبة أخذها الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب على عاتقه».

وأضاف أن «تحقيق توافق بين أطراف متنافسة ليس بالمهمة بالسهلة، لكن الرئيس ترمب يحاول حقاً، باعتقادي، القيام بذلك»، متابعاً: «أعتقد أن علينا التعاون مع هذه المساعي بدلاً من عرقلتها».

وأطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب أقوى دفعة دبلوماسية لوقف القتال منذ شنت روسيا الغزو الشامل على جارتها قبل نحو أربع سنوات. ولكن الجهود اصطدمت مجدداً بمطالب يصعب تنفيذها، خاصة بشأن ما إذا كان يجب على أوكرانيا التخلي عن الأراضي لروسيا، وكيف يمكن أن تبقى أوكرانيا في مأمن من أي عدوان مستقبلي من جانب موسكو.

وتأتي تصريحات الرئيس الروسي في الوقت الذي يلتقي فيه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جاريد كوشنر، بكبير المفاوضين الأوكرانيين رستم أوميروف، اليوم، في ميامي لإجراء مزيد من المحادثات، بحسب مسؤول أميركي بارز اشترط عدم الكشف عن هويته؛ لأنه غير مخوّل له التعليق علانية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشخصيات روسية سياسية واقتصادية يحضرون محادثات مع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في قصر مجلس الشيوخ بالكرملين في موسكو بروسيا يوم 2 ديسمبر 2025 (أ.ب)

محادثات «ضرورية»

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن محادثاته التي استمرت خمس ساعات، الثلاثاء، في الكرملين مع ويتكوف وكوشنر كانت «ضرورية» و«مفيدة»، ولكنها كانت أيضاً «عملاً صعباً» في ظل بعض المقترحات التي لم يقبلها الكرملين، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وتحدث بوتين لقناة «إنديا توداي تي في» قبل زيارته لنيودلهي، اليوم. وبينما لم تُبث المقابلة بأكملها بعد، اقتبست وكالتا الأنباء الروسيتان الرسميتان «تاس» و«ريا نوفوستي» بعض تصريحات بوتين.

ونقلت وكالة «تاس» عن بوتين القول في المقابلة، إن محادثات الثلاثاء في الكرملين تحتّم على الجانبين «الاطلاع على كل نقطة» من مقترح السلام الأميركي «وهذا هو السبب في استغراق الأمر مدة طويلة للغاية».

وأضاف بوتين: «كان هذا حواراً ضرورياً وملموساً»، وكانت هناك بنود، موسكو مستعدة لمناقشتها، في حين «لا يمكننا الموافقة» على بنود أخرى.

ورفض بوتين الإسهاب بشأن ما الذي يمكن أن تقبله أو ترفضه روسيا، ولم يقدّم أي من المسؤولين الآخرين المشاركين تفاصيل عن المحادثات.

ونقلت وكالة «تاس» عن بوتين القول: «أعتقد أنه من المبكر للغاية؛ لأنها يمكن أن تعرقل ببساطة نظام العمل» لجهود السلام.


القمة الروسية - الهندية تعزز «الشراكة الاستراتيجية» وتتحدى ضغوط واشنطن

لافتة ترحيبية ببوتين في أحد شوارع نيودلهي يوم 4 ديسمبر (رويترز)
لافتة ترحيبية ببوتين في أحد شوارع نيودلهي يوم 4 ديسمبر (رويترز)
TT

القمة الروسية - الهندية تعزز «الشراكة الاستراتيجية» وتتحدى ضغوط واشنطن

لافتة ترحيبية ببوتين في أحد شوارع نيودلهي يوم 4 ديسمبر (رويترز)
لافتة ترحيبية ببوتين في أحد شوارع نيودلهي يوم 4 ديسمبر (رويترز)

يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، زيارة رسمية إلى الهند تستغرق يومين. وتعد واحدة من الزيارات الخارجية النادرة له منذ اندلاع الحرب الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022. ومثلما حظيت زيارته إلى الصين قبل ثلاثة أشهر، وقبلها إلى كوريا الشمالية العام الماضي، بأهمية كبرى في إطار رسم ملامح استراتيجية الكرملين في السياسة الخارجية، تُشكل الزيارة الحالية لنيودلهي منعطفاً حاسماً جديداً في مسار تعزيز تحالفات موسكو مع الشركاء التقليديين، خصوصاً على خلفية الضغوط الأميركية المتزايدة على الهند لتقليص تعاونها مع موسكو.

وفي أول زيارة له إلى العاصمة الهندية منذ أربع سنوات، يرافق بوتين وزير الدفاع أندريه بيلووسوف، ووفد واسع النطاق من قطاعي الأعمال، والصناعة. ومن أبرز الوجوه المرافقة لبوتين رئيسا شركتي الطاقة «روسنفت» و«غازبروم» اللتين تخضعان لعقوبات غربية، إلى جانب مسؤولي المجمع الصناعي العسكري، ومؤسسة «روس أبورون أكسبورت» المسؤولة عن الصادرات العسكرية. بالإضافة إلى رؤساء القطاع المصرفي الروسي الذي يخضع بدوره لعقوبات غربية. وتعكس تشكيلة الوفد المرافق أولويات أجندة الطرفين، وطبيعة النقاشات التي تم التحضير لها في موسكو، ونيودلهي.

برنامج حافل

على مدار يومي القمة، سيبحث الطرفان التعاون في مجالات الدفاع، والطاقة النووية، والهيدروكربونات، والفضاء، والتكنولوجيا، والتجارة.

تُشكل زيارة بوتين لنيودلهي منعطفاً حاسماً جديداً في مسار تعزيز تحالفات موسكو مع الشركاء التقليديين (أ.ف.ب)

واستبق الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف الزيارة بإشارة إلى أن بوتين سوف يناقش مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي «القضايا الدولية، والإقليمية»، مشدداً على اهتمام الكرملين بتطوير التعاون الثنائي، وفتح مجالات جديدة للتعاون، وأشار إلى موقف واشنطن السلبي تجاه الزيارة، وتلويحها بمضاعفة التعريفات الجمركية في حال استمرت نيودلهي في تعزيز تعاونها مع موسكو، وخصوصاً في مجال الطاقة، موضحاً أنه «لا ينبغي أن تخضع العلاقات التجارية بين موسكو ونيودلهي لتأثير دول ثالثة»، وأعرب عن قناعته بأن «مسألة التعريفات الجمركية الأميركية تظل قضية ثنائية بين الولايات المتحدة والهند». ووصف بيسكوف الإجراءات المفروضة على قطاع النفط الروسي بأنها غير قانونية، مؤكداً أن روسيا تبذل كافة الجهود الممكنة لضمان استمرار تجارة الطاقة، وتدفقها دون انقطاع رغم التحديات. وأشار إلى أن الزيارة ستشهد توقيع حزمة مهمة من الوثائق الثنائية، دون الإفصاح عن تفاصيل محددة.

تعزيز التعاون في مجال الطاقة

قبل زيارة بوتين، أجرى مسؤولون من الجانبين محادثات في مجالات واسعة من الدفاع، إلى الشحن، والزراعة، وفي أغسطس (آب) الماضي، اتفق الطرفان على بدء محادثات بشأن اتفاقية تجارة حرة بين الهند والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، بقيادة روسيا.

وكرست هذه الخطوات مسار تعزيز العلاقة رغم بروز بعض المخاوف لدى مسؤولين في الهند أعربوا عن قلق من أن أي صفقات طاقة ودفاع جديدة مع روسيا قد تُثير رد فعل من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي ضاعف الرسوم الجمركية إلى 50 في المائة في أغسطس على السلع الهندية، عقاباً على مشتريات نيودلهي من النفط الخام الروسي.

بوتين يتحدّث خلال مؤتمر في موسكو يوم 3 ديسمبر (رويترز)

ويُشكّل ملف تعزيز التعاون في مجال الطاقة إحدى أولويات الكرملين، الذي أكد أن الهند سوف تواصل الحصول على معاملة تفضيلية.

زادت واردات النفط الروسية على مدار سنوات اتفاقية التجارة الحرة بنسبة 600 في المائة، مما جعل الهند المشتري الرئيس لصادرات النفط الروسية (38 في المائة). كما تشتري الهند الأسمدة، والزيوت النباتية، والفحم، والمعادن.

تُنقل هذه الشحنات عبر الممر البحري الشرقي الذي افتُتح مؤخراً بين فلاديفوستوك وميناء تشيناي الهندي، وهو طريق بطول 10300 كيلومتر يربط بين موانٍ استراتيجية في المحيطين الهادئ والهندي. كما يعمل ممر النقل بين الشمال والجنوب فإن هذا الممر يتيح الاستقلال عن اللوجستيات الغربية، والتسويات بالعملات الوطنية تجاوزاً للعقوبات الغربية بنسبة تصل إلى 90 في المائة. وأكد الطرفان مجدداً هدفهما المتمثل في زيادة حجم التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030 (من 67 مليار دولار حالياً). وتطلب الهند دعماً لصادراتها إلى روسيا، لا سيما في مجالات الأدوية، والهندسة، والمنتجات الزراعية، ولتوفير فرص عمل للعمال الهنود المهاجرين، ويأتي ذلك تقديراً لإنجازات الهند في الالتفاف على العقوبات الغربية، خصوصاً في مجال تجارة النفط.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يحضران اجتماعاً على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند - أوزبكستان يوم 16 سبتمبر 2022 (رويترز)

في المقابل، تسعى موسكو إلى الحصول على مساعدة الهند للحصول على قطع غيار، ومعدات تقنية لأصولها النفطية، حيث عرقلت العقوبات الوصول إلى الموردين الرئيسين.

ووفقاً لمصدر حكومي في الهند، فإن نيودلهي تسعى على الأرجح إلى استعادة حصة 20 في المائة لشركة التنقيب عن الغاز الحكومية في مشروع «سخالين-1» في أقصى شرق روسيا.

وتسعى موسكو أيضاً إلى تطوير تعاملها في القطاع المالي والمصرفي مع الهند، وصرح نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، بأنه ستتم خلال الزيارة مناقشة إمكانية إطلاق نظام الدفع الروسي «مير» في الهند، والذي من شأنه أن يُسهم في زيادة السياحة الروسية. ووفقاً له، فقد طُرحت هذه المسألة سابقاً خلال اجتماع بوتين مع وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار. وستُناقش الآن على أعلى مستوى في نيودلهي.

الصفقات العسكرية

ورغم الضغوط الأميركية، لا تخطط الهند لتجميد علاقاتها الدفاعية مع موسكو، لأنها تحتاج إلى دعم مستمر للعديد من الأنظمة الروسية التي تشغّلها.

وقال مسؤولان هنديان مطلعان على الأمر لـ«رويترز» إن طائرات «سوخوي-30» الروسية تشكل غالبية أسراب المقاتلات الهندية البالغ عددها 29 سرباً، وعرضت موسكو مقاتلتها الأكثر تطوراً «سوخوي-57» والتي من المرجح أن تكون جزءاً من المحادثات.

بوتين يلتقي المتطوعين المشاركين في جائزة #WeAreTogether الدولية في مركز التجارة العالمي في موسكو يوم 3 ديسمبر (إ.ب.أ)

ولم تتخذ الهند قراراً بعد بشأن النسخة المحدثة من «سوخوي»، لكن الكرملين أعلن أن هذا الموضوع سيكون مطروحاً للنقاش. ومن المرجح أن تناقش نيودلهي شراء المزيد من وحدات نظام الدفاع الجوي «إس-400» وفق تصريحات لوزير الدفاع الهندي راجيش كومار سينغ، الأسبوع الماضي. وتمتلك الهند الآن ثلاث وحدات، مع انتظار تسليم وحدتين إضافيتين بموجب صفقة عام 2018.

لكن الحديث عن تعاون دفاعي لا يقتصر على بيع الأسلحة، والمعدات، إذ قطعت موسكو ونيودلهي شوطاً مهماً لتوطين صناعات دفاعية في الهند لتصبح أبرز شريك عسكري لروسيا. وأفاد ديمتري شوغاييف مدير الهيئة الروسية للتعاون العسكري التقني بأن القمة الحالية سوف تبحث مشاريع عسكرية تقنية جديدة، وتوسيع العقود القائمة بين البلدين.

وتشير مصادر إلى أنه يمكن توطين إنتاج ما يقرب من نصف نظام «إس-400» في إطار سياسة نقل التكنولوجيا التي توليها الهند أولوية قصوى. وفي حال تم الاتفاق على شراء طائرات «سوخوي-57» المقاتلة، فسينتقل طيارو القوات الجوية الهندية بسهولة إلى الطائرات الروسية من الجيل الجديد، مع تأكيد أن شركة «هندوستان» للملاحة الجوية المحدودة المملوكة للدولة قادرة على صيانة الترسانة الروسية.

وأفادت تقارير بأن اتفاقيات قيد التطوير -أو وُقِّعت بالفعل- لإنتاج مشترك لنظام الدفاع الجوي «بانتسير»، واحتمال شراء الهند لنظام رادار الإنذار المبكر «فورونيج»، الذي يتجاوز مداه 6000 كيلومتر.

وأكد شوغاييف أن العلاقات العسكرية التقنية بين روسيا والهند تشهد تطوراً ملحوظاً رغم التحديات الدولية الراهنة، مشيراً إلى أنه لم يغلق أي مشروع عسكري تقني خلال عام 2025.

بوتين خلال تقديمه جائزة #WeAreTogether الدولية في موسكو، يوم 3 ديسمبر (إ.ب.أ)

ووفقاً للمسؤول الروسي ينتظر أن ينصب الاهتمام بشكل أساسي على الطائرات، وأنظمة الدفاع الجوي، والتعاون في تقنيات الطائرات المسيرة، والمساعدة في بناء سفن جديدة في أحواض بناء السفن الهندية. وأضاف: «تبدو آفاق الصادرات العسكرية إلى الهند في عام 2026 إيجابية للغاية، وأعتقد أن حجمها في العام المقبل سيتجاوز مستوى عام 2025»، مؤكداً أنه تم حل المشكلات المتعلقة بالجوانب اللوجستية، وتوريد المكونات للمشاريع المشتركة، بما في ذلك صيانة المعدات الموردة سابقاً.

وأشار شوغاييف إلى أن روسيا تسعى إلى تعاون عسكري تقني واسع النطاق مع الهند في مجال التقنيات الجديدة، حيث تتزايد حصة المشاريع المشتركة، والتقنيات التكنولوجية المتقدمة عاماً بعد عام.

وتنفذ روسيا والهند حالياً عشرات المشاريع العسكرية التقنية واسعة النطاق، ومن أهمها إنتاج الهند المرخص لطائرات «سوخوي-30»، ومحركات الطائرات، ودبابات «تي-90 إس»، والتعاون في إطار مشروع «براهموس» المشترك للصواريخ، وتحديث المعدات العسكرية التي سبق توريدها، والعمل المشترك في مجال تكنولوجيا الدفاع.

جانب من لقاء بوتين ومودي على هامش أعمال مجموعة «بريكس» في كازان شهر أكتوبر 2024 (د.ب.أ)

وأشارت مصادر إلى أن الطرفين يُعدّان «بيانات مهمة» ستحدد التوجهات الرئيسة للمرحلة المقبلة من شراكتهما. ومن المتوقع أن تُمهّد الاتفاقيات الجديدة للتعاون العسكري الصناعي الطريق لمرحلة جديدة من التعاون الدفاعي بين البلدين، ما يتيح للهند الوصول إلى أحدث تقنيات التخفي، والدفاع الصاروخي. وتتوقع المصادر أن يُعزز هذا مكانة الهند في المنطقة الآسيوية.

من المتوقع توقيع عقود عسكرية لتوريد وإنتاج أنظمة دفاع جوي من الجيل الجديد، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي إس-500. وقد لاقى نظام إس-400 الروسي استحساناً من الجيش الهندي خلال عملية سيندور، حيث أُشير إلى سرعة نشره في أقل من خمس دقائق لتكون ميزة كبيرة. ويُعتبر دمج نظام إس-400 في نظام الدفاع الجوي متعدد الطبقات الهندي على طول الحدود مع الصين وباكستان تعزيزاً أمنياً.

توازن بين الهند والصين

وتواجه موسكو -التي طورت علاقاتها مع الصين بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وغدت بكين حليفاً رئيساً لها- تحدياً جدياً في إقامة توازن دقيق في العلاقة مع البلدين الخصمين.

الرئيسان الصيني شي جينبينغ (يمين) والروسي فلاديمير بوتين وبينهما رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في لقائهم بمدينة تيانجين الصينية في سبتمبر (أ.ب)

وأكد الكرملين أن موسكو تنطلق من أهمية المحافظة على علاقات مع «الشركاء التقليديين»، مشيراً إلى «تقدير خاص لاستعداد نيودلهي للمساهمة في البحث عن تسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا».

وفي إشارة مهمة، قال الناطق الرئاسي الروسي: «نحن مستعدون لتطوير علاقاتنا مع الهند في جميع المجالات الممكنة، إلى الحد الذي تكون فيه الهند مستعدة لذلك»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن روسيا «تواصل تطوير علاقاتها مع الهند، والصين».

وتابع: «نحن نحترم العلاقات الثنائية بين الهند والصين، وليس لدينا شك في أن أقدم دولتين، الدولتين الأكثر حكمة في هذا العالم، ستكونان حكيمتين بما يكفي لتسوية جميع المشكلات من أجل الحفاظ على الاستقرار العالمي».

تحدي الضغوط الأميركية

رأت تعليقات في وسائل إعلام حكومية روسية عشية الزيارة أن نيودلهي سارت خطوات لتحدي الضغوط الأميركية المفروضة عليها بسبب علاقاتها مع موسكو. ومن ذلك، ألغت الهند مناقشات اتفاقية التجارة الهندية-الأميركية، وقالت الصحافة الروسية إن تلك الاتفاقية «تراجعت أهميتها الاستراتيجية مقارنة بالنتائج المتوقعة بعد زيارة بوتين». وزادت أن «الهند ردت عملياً على الهجوم على سيادتها».

ترمب ومودي في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض في فبراير الماضي (رويترز)

كانت الحكومة الأميركية حملت نيودلهي مسؤولية تعزيز الجيش الروسي في أوكرانيا، واصفةً تصرفات الهند لاستيراد النفط الروسي بأنها «مزعزعة للاستقرار». ووصف الرئيس دونالد ترمب الهند بأنها «مغسلة للكرملين»، وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 500 في المائة على الواردات الهندية إذا واصلت نيودلهي هذا المسار.

بدوره عارض الاتحاد الأوروبي مشاركة الهند في مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا، بحجة أن صداقة نيودلهي مع موسكو تُشكل عقبة أمام تعميق التعاون الاستراتيجي مع أوروبا.

ورأت التعليقات الروسية أن «الهجوم السافر على السيادة الهندية من قبل الغرب فقد أثره. لقد اتُخذ القرار: التعاون مع روسيا أهم للهند منه مع الغرب، كما يتضح من زيارة بوتين. وقد اكتسبت روسيا والهند خبرة واسعة في العمل معاً ضمن مجموعة (بريكس)، ومنظمة شنغهاي للتعاون».