وزارة حقوق الإنسان اليمنية: الانقلابيون جندوا 10 آلاف طفل

تقرير حقوقي يرصد ترويج صور رموز الثورة الإيرانية بمعسكرات صغار السن

وزارة حقوق الإنسان اليمنية: الانقلابيون جندوا 10 آلاف طفل
TT

وزارة حقوق الإنسان اليمنية: الانقلابيون جندوا 10 آلاف طفل

وزارة حقوق الإنسان اليمنية: الانقلابيون جندوا 10 آلاف طفل

أفصح نبيل عبد الحفيظ، وكيل وزارة حقوق الإنسان باليمن، عن أن القوى الانقلابية في البلاد لا تزال تمارس صورا شتى في تجنيد الأطفال، بغرض الوصول لخدمة أجنداتهم حتى ولو وصل بهم الأمر إلى تجنيدهم لأهداف غير مشروعة وغير متعارف عليها قانونيًا، والتي تنافي المبادئ الإنسانية.
وقال عبد الحفيظ، في اتصال مع «الشرق الأوسط» أمس من عدن، إن هذا التصاعد بتجنيد الأطفال لا يزال مستمرا، ويعبر بشكل أساسي وصريح على الأساسيات اللا أخلاقية واللا إنسانية التي تنتهجها القوى الانقلابية، «كما أنه يبعث برسائل مهمة تتعلق بأنهم ينتهجون منهجا مغايرا على ما يطلقونه من شعارات باتت مفضوحة لدى كل أطياف الشعب اليمني».
وأوضح أن الأرقام التي رصدتها الأجهزة الحكومية اليمنية متحركة ومتسارعة، وتفضح جزءا بسيطا من تلك الممارسات اللا إنسانية، إذ إن هناك ممارسات لا إنسانية تقوم بها تلك القوى الانقلابية يصعب معرفتها، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
وبيّن المسؤول اليمني أن الوزارة قدرت أعداد الأطفال اليمنيين المجندين لصالح الميليشيات الانقلابية بنحو 10 آلاف طفل، منوهًا إلى أن تلك القوى الانقلابية تتصرف في التعامل مع الأطفال بمفهوم عصابات وجماعات مسلحة، في حين رصدت الوزارة اتجاه تلك القوى الانقلابية إلى إحداث مضايقات بأبسط مناحي الحياة، ولا يمكن أن يقوم بها إنسان سويّ على الإطلاق.
يشار إلى أن فريق الرصد والتوثيق الميداني للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، أصدر تقريرًا تحدث فيه عن أن مهام الأطفال المجندين تتنوع بين القتال المباشر وحراسة الأمتعة والمناوبة على نقاط التفتيش، وتوزيع الأكل والشرب والذخيرة على المقاتلين في الصفوف الأمامية حول المحافظات اليمنية، التي تشهد مواجهات عسكرية مع الجيش الموالي للشرعية.
ورصد التقرير حالات استخدام الأطفال المجندين لأغراض غير إنسانية، من قبل أفراد ميليشيات الحوثي وصالح، مشيرًا إلى أن جميع حالات التجنيد جاءت لأسباب إما غير إنسانية أو بتجنيد قسري، أو تحت ضغوط اقتصادية ومعيشية على أسرهم؛ إذ تلجأ بعض الأسر للموافقة على تجنيد أبنائهم الأطفال بسبب الفقر والحاجة الملحة إلى الغذاء، خصوصًا الأسر النازحة، تحت تعهدات من قبل قيادات الميليشيات بعدم الزج بأبنائهم في ساحات القتال، وإنما في الحراسة فقط. وأشار التقرير إلى أن المعلومات التي دوّنها فريق الرصد والتوثيق الميداني للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، توضح أن ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لصالح جنّدت ما لا يقل عن 561 طفلاً، أعمارهم تتراوح بين 9 و18 عامًا، وذلك بحسب البلاغات التي رفعتها أسر تشتكي من تجنيد أطفالهم بالقوة، فضلاً عن الأطفال الذين تمّ تجنيدهم ولم تتقدم أسرهم ببلاغات عنهم، إذ تتكتّم بعض الأسر على تجنيد أطفالها خشية تنكيل الميليشيات بهم أو قتل أطفالهم.
وأفصح التقرير عن إخضاع ميليشيات الحوثي الأطفال المجندين للتدريب في معسكرات قتالية أنشئت في عدة محافظات، منها صنعاء وعمران، ونقلهم بعد ذلك لمحافظات أخرى للقتال بها، كاشفًا عن رصد الجيش الموالي للشرعية عدة كتب إرشادية بحوزة الأطفال الأسرى، تحوي عبارات مضللة تروج أفكارا تكفيرية إرهابية، كما وجدت صور للخميني، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية الأسبق، وحسن نصر الله، أمين عام ما يسمى «حزب الله» اللبناني الإرهابي.
وبحسب التقرير، فإن فريق الرصد سجل انتهاكات حوثية بحق الطفولة، جميعها تندرج تحت التوزيع الفئوي لانتهاكات الطفولة التي حددها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي تعرف بـ«الانتهاكات الستة الخطيرة»، وتشمل: قتل الأطفال أو تشويههم، وتجنيد الأطفال واستخدامهم جنودا، والعنف الجنسي ضد الأطفال، ومهاجمة المدارس والمستشفيات، والحرمان من المساعدة الإنسانية للأطفال، واختطاف الأطفال.
وبحسب التقرير، فإن من أبرز آثار الانتهاكات التي لحقت بالطفولة في اليمن، القتل والإصابة والتشوه والإعاقات، سواءً المؤقتة أو الدائمة، والتأثير السلبي على النمو والاستقرار النفسي، وإجبار الأطفال على تحمل المسؤولية المبكرة التي قد تؤثر في الغالب على حالتهم التعليمية والنفسية، إضافة إلى عدم الحصول على التعليم والرعاية الصحية المطلوبة، ووفاة أو فقد العائل الذي يقوم برعاية الطفل وتأثيرهما على حياة الطفل بشكل كبير جدًا.
ومن بين الانتهاكات التي لحقت بالطفولة في اليمن، التهجير القسري وتأثيره السلبي على نفسية الطفل ومعيشته، وانتشار عمالة الأطفال بشكل واسع، مما قد يجعلهم ضحايا عنف مستقبلي، وبروز ظاهرة الاتجار بالأطفال وعدم توفير الحماية الكافية لهم، إضافة إلى تفكك الأُسر نظرًا لاحتياجاتها وعدة أسباب معيشية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.