أهمية «الناتو» و«الأوروبي» على طاولة لقاء ترامب وماي

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي (إ.ب)
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي (إ.ب)
TT

أهمية «الناتو» و«الأوروبي» على طاولة لقاء ترامب وماي

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي (إ.ب)
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي (إ.ب)

ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، اليوم (السبت)، أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قالت إنها ستؤكد على أهمية منظمة حلف الشمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي قالت تقارير أخرى إن ترامب وماي يمكن أن يلتقيا الأسبوع المقبل.
وعلى الرغم من إشارة ترامب قبل تنصيبه إلى أن حلف الناتو لم يعد مفيدًا، قالت ماي للصحيفة إنّها تعتقد أنه «يعترف بأهمية ومكانة (الناتو)». وأضافت: «أنا واثقة من أنّ الولايات المتحدة الأميركية سوف تعترف بأهمية تعاوننا في أوروبا لضمان دفاعنا المشترك وأمننا المشترك»، موضحة أنّ قرار بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي «ليس قرارًا بشأن تفتيت الاتحاد الأوروبي». وتابعت: «أريد للاتحاد أن يستمر في قوته، وأريد أن أواصل إقامة شراكة وثيقة واستراتيجية معه... وفي ظل التهديدات التي نواجهها، فإنه ليس وقت تراجع التعاون».
وقالت الصحيفة إن ماي رفضت التعليق على تكهن بأنّها يمكن أن تلتقي ترامب في واشنطن «خلال أيام».
من جهّتها، نقلت صحيفة «ذا تلغراف» عن مصادر لم تسمها قولها إن ماي تعتزم التوجه جوًا إلى واشنطن يوم الخميس، مما يجعلها أول مسؤولة أجنبية محتملة تجري محادثات ثنائية مع ترامب منذ تنصيبه.
وأضافت الصحيفة: «قُدّم موعد الزيارة بعدما طلب ستيف بانون، كبير المخططين الاستراتيجيين في إدارة ترامب، بزيارة مبكرة».
وقالت «فاينانشيال تايمز» إن ماي تعتزم أن تكون «صريحة للغاية» في المناقشات مع ترامب وترمي إلى بناء «علاقة خاصة للغاية» بين الحكومتين.
وأعربت رئيسة الوزراء عن أملها في أن يتمكن الجانبان من تهيئة المناخ من أجل اتفاق تجاري ثنائي، قبل أن تغادر بريطانيا رسميًا الاتحاد الأوروبي.
ولدى سؤالها بشأن الصعوبات المحتملة في العمل مع ترامب، بعدما اتهم بالإدلاء بسلسلة من التصريحات المتحيزة جنسيًا والعنصرية خلال حملته الانتخابية، قالت ماي إنها كانت «واضحة بشأن تلك التصريحات إذ أشعر أن بعض التصريحات التي أدلى بها مرفوضة». وأضافت: «لقد اعتذر عن هذه التصريحات».
ونقلت «تلغراف» عن مصدر حكومي بريطاني لم تسمه قوله، إن فريق ترامب «حريص على اقتناص فكرة ريغان - ثاتشر: شعبوي جديد في البيت الأبيض وامرأة قوية في (10 داونينغ ستريت، مقر الحكومة البريطانية)».
ولدى سؤالها بشأن رغبة ترامب في محاكاة القرب في العلاقات الأميركية - البريطانية في عهد ريغان وثاتشر، قالت ماي لـ«فاينانشيال تايمز» إنّها ليست شخص يسير بنموذج تريد محاكاته من الماضي.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.