المصممة ميراي داغر تطلق مجموعتها «صباح» من قلب بيروت

تكريما للفنانة الراحلة صباح، أطلقت مصممة الأزياء ميراي داغر مجموعتها الجديدة من فساتين السهرة (هوت كوتور) لعام 2017، حاملة اسمها. وقد اتّسم الحفل الذي أقيم في مطعم «ليزا» في بيروت بأجواء أناقة الستينات والسبعينات، فتألّقت العاصمة اللبنانية مرة أخرى بعرض أزياء جديد من نوعه، استوحت المصممة اللبنانية خطوطه العريضة من أحقاب طبعتها الفنانة الراحلة صباح بأزيائها الخارجة عن المألوف، والتي بقيت في البال حتى بعد رحيلها. «لطالما تأثّرت بأزياء الفنانة صباح التي انطبعت في ذاكرتي منذ صغري، مما دفعني إلى تكريمها من خلال هذا العرض»، وتوضح داغر في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد استوحيت هذه المجموعة من فساتينها التي رافقتها في عزّ عطائها الفنّي، فاستخدمت ألوان الشهرة كالذهبي المتوهّج والأسود المرصّع بأحجار كريمة، اللذين كانت تلجأ إليهما صباح لتبدو كنجمة متلألئة في كلّ مرة أطلت فيها على المسرح أو في مقابلة تلفزيونية».
ومنذ اللحظات الأولى لدخولك مكان العرض تشعر بحضور صباح الطاغي على كلّ زاوية من زوايا المطعم. فعند ردهة الاستقبال تطالعك صور للفنانة الراحلة اختيرت لها من حفلاتها ومسرحياتها، وقد عرض إلى جانبها زي من الأورغانزا الأبيض. وعلى إيقاع أغاني صباح «جيب المجوز يا عبّود»، «سعيدة ليلتنا»، «آلو بيروت»، وغيرها، تبدأ رحلتك مع مجموعة ميراي داغر وقد توزّعت على مختلف صالات المطعم (أرابيسك، والرخامية، والفيل، وقهوة القزاز)، مؤلّفة مع ديكوراته الدافئة واللبنانية بامتياز لوحة فسيفساء من الطراز العريق المطعّم بالحداثة.
تضمنت المجموعة نحو 20 زيّا مزجت فيها ميراي داغر بين التصميمين التقليدي والعصري الحديث، فطغى عليها استخدام «الكورسيه» ونوعية أقمشة فخمة وعريقة كالتفتا والبروكار، وقصّات ضيّقة وتنانير طويلة مفتوحة من الأمام تتماشى مع خطوط الموضة الحالية. وتوضح ميراي داغر: «هي أزياء ترمز إلى حقبة أناقة صباح بوضوح، التي عرفت بخياراتها الشبيهة بإطلالات الملكات والأميرات، إن بكثافة القماش المستخدم في خياطتها، وإن في الحجم الفضفاض الذي كانت تتمسّك به الفنانة الراحلة في خطوط أناقتها عامة».
أما ألوان المجموعة فتراوحت بين النبيذي والأزرق البترولي والذهبي و«الأوف وايت»، إضافة إلى الأسود المطرّز بخيوط ذهبية مرات، وبشناشل وشراشيب تدلّت منها بانسياب مرات أخرى، لتطبعها بالأنوثة المفرطة. كما استخدمت المصممة أيضا تطريزات أخذت أشكالا شرقية لتذكّرنا بهويّة العباءة العربية والتي كانت تندرج أيضا في أزياء صباح، فقدّمتها على فساتين مصنوعة من التفتا الليلكي والبروكار الإيطالي. ولتطالعك تصاميم أخرى للسهرة تميّزت بقصّات ضيّقة يغطّيها رداء «الكاب»، المصنوع من الساتان أو الدانتيل، وقد اشتهرت صباح بارتدائه، فكانت السبّاقة في ذلك في حقبة السبعينات.
وميراي داغر المشهورة عادة في تصاميمها لفساتين الزفاف، أعلنت مجموعتها الجديدة في هذا الإطار من خلال واحد توسّط صالة «النقود» في مطعم «ليزا»، والمغطّاة جدرانها بصور ضخمة لقطع النقود اللبنانية القديمة. فكان بمثابة القطعة التحفة التي أرادت أن تغرّد من خلالها خارج السرب. «كما تلاحظون فإن فستان الزفاف لا يمتّ إلى مجموعة صباح من الهوت كوتور بأي صلة، ولكني رغبت في أن يكون نموذجا لما تحمله مجموعتي الجديدة في هذا الإطار». وتميّز فستان الزفاف بقماش الدانتيل الكثيف وقصّته الفضفاضة، التي تحمل الطابع الأرستقراطي الملوكي الرائج في خط الموضة لهذا العام، وقد طُرّز بورود بيضاء على خلفية قماش شامباني، وكأنه مغمور بالثلج.