بن لادن كان يخشى على القاعدة من الهرم والشيخوخة

اعتبر إيران أكبر خطر يهدد المنطقة

أعضاء الإدارة الأميركية برئاسة الرئيس السابق أوباما يتابعون لحظة مقتل بن لادن في أبوت أباد الباكستانية 2011
أعضاء الإدارة الأميركية برئاسة الرئيس السابق أوباما يتابعون لحظة مقتل بن لادن في أبوت أباد الباكستانية 2011
TT

بن لادن كان يخشى على القاعدة من الهرم والشيخوخة

أعضاء الإدارة الأميركية برئاسة الرئيس السابق أوباما يتابعون لحظة مقتل بن لادن في أبوت أباد الباكستانية 2011
أعضاء الإدارة الأميركية برئاسة الرئيس السابق أوباما يتابعون لحظة مقتل بن لادن في أبوت أباد الباكستانية 2011

بعد يوم واحد فقط من قيام وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) بنشر ملايين الصفحات من وثائق الوكالة في موقعها على شبكة الإنترنت، سارع موقع الاستخبارات الوطنية الأميركية (دي إن آي) بنشر الدفعة الرابعة والأخيرة من مراسلات تنظيم القاعدة التي عثر عليها الجنود الأميركيون عام 2011 في مخبأ مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بمدينة أبوت آباد، خلال عملية المداهمة التي انتهت بمقتله.
ويبلغ عدد الوثائق المنشورة أمس (الجمعة) على موقع الاستخبارات الوطنية 49 وثيقة، وهي في معظمها عبارة عن مراسلات وسجالات فكرية بين كبار قادة تنظيم القاعدة حاز فيها مؤسس التنظيم بنصيب الأسد من الرسائل الصادرة منه والواردة إليه. وطبقا لما سبق أن أعلنته الاستخبارات العسكرية الأميركية فإن بن لادن كان يستخدم في مراسلاته اسما مستعارا هو «زمراي».
وفي رسالة مؤرخة في 11 جمادى أولى 1430 هجرية، وجهها بن لادن إلى شخص يدعى الحاج عثمان، استهلها بن لادن بالإعراب عن تلهفه الشديد لسماع آخر مساعي الحاج عثمان في فك «أسرى القاعدة في إيران». ثم مضى بن لادن يتحدث عما أسماه بـ«التمدد الصفوي الإيراني، معتبرا أن «أكبر خطر يهدد المنطقة هو خطر حكام إيران نظرا لكونه من الداخل وعظم عدد سكانهم»، واتهم بن لادن في رسالته حكام إيران «بالتستر تحت راية التشيع ليمدوا نفوذهم في بلاد المسلمين على حساب العرب». وحذر بن لادن أتباعه من أن «مواجهة النظام الإيراني ستكون أصعب وأشد»، وأضاف: إنهم - أي حكام إيران - يدعون نصرة الإسلام ونصرة فلسطين، معربا عن اعتقاده بأن النظام الإيراني «يجد مدافعين عنه من بعض المسلمين الذين لا يعرفون حقيقة كفره ونفاقه فضلا عن الزنادقة والمنافقين»، في إشارة الإعلاميين المؤيدين لإيران على ما يبدو.
كما انتقدت رسالة بن لادن تحالف إيران مع النظام السوري، مطالبا «بشن حملة إعلامية قوي ضد المنابر الإعلامية المحابية لإيران بما يتناسب مع حجم المهمة وضخامتها».
وأصدر بن لادن توجيهاته في سياق الرسالة لأتباعه بتنفيذ خطة الحملة ضد الخطر الإيراني تتألف من أربعة عناصر:
1ـ التعبئة العامة وإعلان النفير العام وعمل ما يلزم لتحصين المغرر بهم وإقناعهم، ونشر كتيبات عن «عقائد الشيعة الرافضة». وسياسة إيران اليوم.
2ـ يتم إبلاغ «جميع إخواننا في الأقاليم كأهل العراق والمغرب الإسلامي والصومال واليمن بهذه الخطة مع التواصل بالعلماء والدعاة الصادقين لتحريض الأمة وتوعيتها، وهم أنفسهم يساهمون بكلماتهم في هذا التحريض وبذل ما في وسعهم من جهود في هذه الحملة لإنقاذ العالم الإسلامي من التمدد الصفوي».
3ـ تكليف «جميع إخواننا القادرين على الخطابة أو الكتابة أن يبذلوا قصار جهدهم في تحريض الأمة ضد الصفويين الحاقدين وتوعيتهم بخطورة عقائدهم وأهدافهم في العالم الإسلامي».
4ـ بعث مندوب أو أكثر للعلماء والمشايخ والدعاة البارزين كالشيخ حامد العلي في الكويت والشيخ حسين بن محفوظ في اليمن والشيخ محمد عبد الكريم في السودان وإخبارهم على لسان بن لادن: «إن خطر صدام البعثي كان كبيرا على المنطقة ولكن ذلك الخطر لا يكاد يذكر أمام خطر الصفويين»، حسب منطوق الرسالة.
وأشادت الرسالة بخنادق الأنبار وبغداد وديالى والموصل وصلاح الدين، واصفا إياها بخط الدفاع الأول عن الحرمين، ناصحا حكومات المنطقة بعدم التصالح مع إيران.
وختم بن لادن رسالته قائلا: «أرجو السرعة في البدء في هذه الحملة والعمل الجاد الدؤوب على جميع الأصعدة والاتجاهات وبشكل خاص بالاتصال بالعلماء والدعاة والكتاب أو عبر وسائل الإعلام وإفادتنا عن كل ما يتم بهذا الخصوص وجزاكم الله خيرا.. أخوكم زمراي».
وفي رسالة أخرى من بن لادن للشيخ محمود تناول زعيم «القاعدة» موضوع
وفي رسالة أخرى موجهة إلى الشيخ محمود كتبها أبو مقداد المصري وهو أحد مساعدي بن لادن أعرب فيها عن خشية مؤسس التنظيم من دخول تنظيم القاعدة «مرحلة الهرم والشيخوخة كباقي التنظيمات».
وقال الكاتب إن أسامة بن لادن اقترح أن «يكون محور التفكير في هذه المرحلة هو كيفية تطوير العمل في التنظيم خلال المرحلة المقبلة على أساس النقاط المحورية».
وتكشف الملفات الأخيرة على أن بن لادن ظل مصممًا على إبقاء الولايات المتحدة «العدو الرئيسي» له. وكتب بن لادن أن «أعداء الأمة اليوم مثل شجرة شريرة، جذع هذه الشجرة هو الولايات المتحدة». كما يبدو بن لادن الأب كان قلقًا على أبنائه يحذرهم من أي محاولة لزرع شريحة إلكترونية لديهم دون علمهم، تسمح بمتابعة تحركاتهم. وتشير هذه الوثائق أيضا إلى الوقت الكبير الذي كان بن لادن يمضيه في إدارة عمليات خطف الأجانب التي كان يقوم بها فروع لتنظيمه، والاهتمام الخاص الذي كان يوليه لمسقط رأسه اليمن، حيث كان يتشكل فرع جديد للتنظيم. وفي رسالة إلى ناصر الوحيشي، مؤسس تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، يوصيه بن لادن ألا يتحرك بسرعة ضد السلطة لأن الظروف السائدة لا تساعد على إقامة ما وصفها بـ«دولة إسلامية» يمكن أن تحكم وتقاوم الهجمات. وفي إطار سعيه لإعادة تنظيم التنظيم، اقترح بن لادن على مساعديه تحديد فترة تحمل المسؤولية بسنة واحدة فقط.
وتحدث أسامة بن لادن في إحدى رسائله عن ثورات الربيع العربي الذي لم يشهد منه بن لادن سوى شهور قليلة سبقت مقتله في منتصف عام 2011، وجاء في الرسالة الموجهة لأقرب خلصائه الشيخ محمود بشأن التعامل مع الأوضاع الحالية، كانت نصيحة بن لادن أن تدخل عناصر «القاعدة» في الثورات العربية قد يضرها أكثر مما يفيدها.
وقال: «من الأفضل تجنب الظهور والبروز القوي حتى لا نسبب حرجا للقوى السياسية والشعبية في المجتمعات العربية الثائرة، وترك الفرصة لهم ليثوروا على أولئك الحكام الظلمة، فإن مجرد التغيير فيه خير كثير ورحمة». وفي وثيقة منفصلة كرس فيها بن لادن حديثه عن اليمن وعلي عبد الله صالح حيث خاطب اليمنيين قائلا: «إن معظم دواعي الثورة وعوامل نجاحها متوفرة لديكم».
وأضاف: «ولا تخفى عليكم المواقف المتكررة لعلي عبد الله صالح والتي تظهر بوضوح وجلاء ارتكابه لنواقض الإسلام منذ عقود كمظاهرته للكافرين بتزويد المدمرات الأميركية لتحاصر وتقتل أهلنا في العراق وفلسطين وارتكاب الخيانة في وضح النهار، ويزيد ظهورها كثرة تردد رجال الإدارة الأميركية على اليمن واستجابته لمطلبهم بإيقاف الحرب ضد الحوثيين الخطر الحقيقي على المنطقة ليركز جهوده في استهداف الأحرار».
ومضى يقول: «إضافة إلى ما سبق ذكره فإن من أكبر دواعي الثورة لدى الشعوب استشراء الفساد المالي والإداري وبالتالي استشراء الظلم والفقر وهو ما يقوم به النظام هناك».



غزة... تاريخ من المواجهات والحروب قبل السابع من أكتوبر

TT

غزة... تاريخ من المواجهات والحروب قبل السابع من أكتوبر

مخيم نازحين في دير البلح عند شاطئ غزة (أرشيفية - أ.ب)
مخيم نازحين في دير البلح عند شاطئ غزة (أرشيفية - أ.ب)

في المنطقة الجنوبية من الساحل الفلسطيني على البحر المتوسط، على مساحة لا تزيد على 360 كيلومتراً مربعاً، بطول 41 كم، وعرض يتراوح بين 5 و15 كم، يعيش في قطاع غزة نحو مليوني نسمة، ما يجعل القطاع البقعة الأكثر كثافة سكانية في العالم.

تبلغ نسبة الكثافة وفقاً لأرقام حديثة أكثر من 27 ألف ساكن في الكيلومتر المربع الواحد، أما في المخيمات فترتفع الكثافة السكانية إلى حدود 56 ألف ساكن تقريباً بالكيلومتر المربع.

تأتي تسمية القطاع «قطاع غزة» نسبة لأكبر مدنه، غزة، التي تعود مشكلة إسرائيل معها إلى ما قبل احتلالها في عام 1967، عندما كانت تحت الحكم المصري.

فقد تردد ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، في احتلال القطاع بعد حرب 1948، قبل أن يعود بعد 7 سنوات، في أثناء حملة سيناء، لاحتلاله لكن بشكل لم يدُم طويلاً، ثم عاد واحتله وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان عام 1967.

خيام النازحين الفلسطينيين على شاطئ دير البلح وسط قطاع غزة الأربعاء (إ.ب.أ)

في عام 1987، أطلق قطاع غزة شرارة الانتفاضة الشعبية الأولى، وغدا مصدر إزعاج كبيراً لإسرائيل لدرجة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إسحاق رابين، تمنى لو يصحو يوماً ويجد غزة وقد غرقت في البحر.

لكن غزة لم تغرق كما يشتهي رابين، ورمتها إسرائيل في حضن السلطة الفلسطينية عام 1994 على أمل أن تتحول هذه السلطة إلى شرطي حدود. لكن هذا كان أيضاً بمثابة وهم جديد؛ إذ اضطرت إسرائيل إلى شن أولى عملياتها العسكرية ضد غزة بعد تسليمها السلطة بنحو 8 سنوات، وتحديداً في نهاية أبريل (نيسان) 2001.

وفي مايو (أيار) 2004، شنت إسرائيل عملية «قوس قزح»، وفي سبتمبر (أيلول) 2004، عادت ونفذت عملية «أيام الندم». ثم في 2005، انسحبت إسرائيل من قطاع غزة ضمن خطة عرفت آنذاك بـ«خطة فك الارتباط الأحادي الجانب».

بعد الانسحاب شنت إسرائيل حربين سريعين، الأولى في 25 سبتمبر (أيلول) 2005 باسم «أول الغيث»، وهي أول عملية بعد خطة فك الارتباط بأسبوعين، وبعد عام واحد، في يونيو (حزيران) 2006، شنت إسرائيل عملية باسم «سيف جلعاد» في محاولة فاشلة لاستعادة الجندي الإسرائيلي الذي خطفته «حماس» آنذاك جلعاد شاليط، بينما ما زالت السلطة تحكم قطاع غزة.

عام واحد بعد ذلك سيطرت حماس على القطاع ثم توالت حروب أكبر وأوسع وأضخم تطورت معها قدرة الحركة وقدرات الفصائل الأخرى، مثل «الجهاد الإسلامي» التي اضطرت في السنوات الأخيرة لخوض حروب منفردة.

ظلت إسرائيل تقول إن «طنجرة الضغط» في غزة تمثل تهديداً يجب التعامل معه حتى تعاملت معها «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بانفجار لم تتوقعه أو تستوعبه إسرائيل وجر حرباً دموية على غزة، وأخرى على لبنان، وسلسلة مواجهات باردة في جبهات أخرى في حرب تبدو نصف إقليمية، وما أسهل أن تتحول إلى نصف عالمية.

أبرز الحروب

«الرصاص المصبوب» حسب التسمية الإسرائيلية أو «الفرقان» فلسطينياً:

بدأت في 27 ديسمبر (كانون الأول) 2008، وشنت خلالها إسرائيل إحدى أكبر عملياتها العسكرية على غزة وأكثرها دموية منذ الانسحاب من القطاع في 2005. واستهلتها بضربة جوية تسببت في مقتل 89 شرطياً تابعين لحركة «حماس»، إضافة إلى نحو 80 آخرين من المدنيين، ثم اقتحمت إسرائيل شمال وجنوب القطاع.

خلفت العمليات الدامية التي استمرت 21 يوماً، نحو 1400 قتيل فلسطيني و5500 جريح، ودمر أكثر من 4000 منزل في غزة، فيما تكبدت إسرائيل أكثر من 14 قتيلاً وإصابة 168 بين جنودها، يضاف إليهم ثلاثة مستوطنين ونحو ألف جريح.

وفي هذه الحرب اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» إسرائيل باستخدام الفسفور الأبيض بشكل ممنهج في قصف مناطق مأهولة بالسكان خلال الحرب.

«عمود السحاب» إسرائيلياً أو «حجارة السجيل» فلسطينياً:

أطلقت إسرائيل العملية في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 باغتيال رئيس أركان «حماس»، أحمد الجعبري. واكتفت إسرائيل بالهجمات الجوية ونفذت مئات الطلعات على غزة، وأدت العمليات إلى مقتل 174 فلسطينياً وجرح 1400.

شنت «حماس» أعنف هجوم على إسرائيل آنذاك، واستخدمت للمرة الأولى صواريخ طويلة المدى وصلت إلى تل أبيب والقدس وكانت صادمة للإسرائيليين. وأطلق خلال العملية تجاه إسرائيل أكثر من 1500 صاروخ، سقط من بينها على المدن 58 صاروخاً وجرى اعتراض 431. والبقية سقطت في مساحات مفتوحة. وقتل خلال العملية 5 إسرائيليين (أربعة مدنيين وجندي واحد) بالصواريخ الفلسطينية، بينما أصيب نحو 500 آخرين.

مقاتلون من «كتائب القسام» التابعة لـ«حماس» في قطاع غزة (أرشيفية - «كتائب القسام» عبر «تلغرام»)

«الجرف الصامد» إسرائيلياً أو «العصف المأكول» فلسطينياً:

بدأتها إسرائيل يوم الثلاثاء في 8 يوليو (تموز) 2014، ظلت 51 يوماً، وخلفت أكثر من 1500 قتيل فلسطيني ودماراً كبيراً.

اندلعت الحرب بعد أن اغتالت إسرائيل مسؤولين من حركة «حماس» اتهمتهم أنهم وراء اختطاف وقتل 3 مستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.

شنت إسرائيل خلال الحرب أكثر من 60 ألف غارة على القطاع ودمرت 33 نفقاً تابعاً لـ«حماس» التي أطلقت في هذه المواجهة أكثر من 8000 صاروخ وصل بعضها للمرة الأولى في تاريخ المواجهات إلى تل أبيب والقدس وحيفا وتسببت بشل الحركة هناك، بما فيها إغلاق مطار بن غوريون.

قتل في الحرب 68 جندياً إسرائيلياً، و4 مدنيين، وأصيب 2500 بجروح.

قبل نهاية الحرب أعلنت «كتائب القسام» أسرها الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، خلال تصديها لتوغل بري لجيش الاحتلال في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وما زال في الأسر.

«صيحة الفجر»:

عملية بدأتها إسرائيل صباح يوم 12 نوفمبر عام 2019، باغتيال قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس (الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي) في غزة، بهاء أبو العطا، في شقته السكنية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وردت «حركة الجهاد الإسلامي» بهجوم صاروخي استمر بضعة أيام، أطلقت خلالها مئات الصواريخ على مواقع وبلدات إسرائيلية.

كانت أول حرب لا تشارك فيها «حماس» وتنجح إسرائيل في إبقائها بعيدة.

طفل فلسطيني يسير أمام أنقاض المباني في مدينة غزة (أ.ف.ب)

«حارس الأسوار» أو «سيف القدس»:

بدأت شرارتها من القدس بعد مواجهات في حي الشيخ جراح، واقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ثم تنظيم مسيرة «الأعلام» نحو البلدة القديمة، وهي المسيرة التي حذرت «حماس» من أنها إذا تقدمت فإنها ستقصف القدس، وهو ما تم فعلاً في يوم العاشر من مايو (أيار) عام 2021.

شنت إسرائيل هجمات مكثفة على غزة وقتلت في 11 يوماً نحو 250 فلسطينياً، وأطلقت الفصائل أكثر من 4 آلاف صاروخ على بلدات ومدن في إسرائيل، ووصلت الصواريخ إلى تخوم مطار رامون، وقتل في الهجمات 12 إسرائيلياً.

 

«الفجر الصادق» أو «وحدة الساحات»:

كررت إسرائيل هجوماً منفرداً على «الجهاد» في الخامس من أغسطس (آب) 2022 واغتالت قائد المنطقة الشمالية لـ«سرايا القدس» (الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي) في غزة، تيسير الجعبري، بعد استنفار أعلنته «الجهاد» رداً على اعتقال مسؤول كبير في الحركة في جنين في الضفة الغربية، وهو بسام السعدي.

ردت «حركة الجهاد الإسلامي» بمئات الصواريخ على بلدات ومدن إسرائيلية، وقالت في بيان إنها عملية مشتركة مع كتائب المقاومة الوطنية وكتائب المجاهدين وكتائب شهداء الأقصى (الجناح العسكري لحركة فتح)، في انتقاد مبطن لعدم مشاركة «حماس» في القتال. توقفت العملية بعد أيام قليلة إثر تدخل وسطاء. وقتل في الهجمات الإسرائيلية 24 فلسطينياً بينهم 6 أطفال.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام خريطة لغزة خلال مؤتمره الصحافي في القدس ليلة الاثنين (إ.ب.أ)

«السهم الواقي» أو «ثأر الأحرار»:

حرب مفاجئة بدأتها إسرائيل في التاسع من مايو 2023، باغتيال 3 من أبرز قادة «سرايا القدس» (الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة)، أمين سر المجلس العسكري لسرايا القدس، جهاد غنام (62 عاماً)، وقائد المنطقة الشمالية في السرايا خليل البهتيني (44 عاماً)، وعضو المكتب السياسي أحد مسؤولي العمل العسكري في الضفة الغربية، المبعد إلى غزة، طارق عز الدين (48 عاماً).

وحرب عام 2023 هي ثالث هجوم تشنه إسرائيل على «الجهاد الإسلامي» منفرداً، الذي رد هذه المرة بتنسيق كامل مع «حماس» عبر الغرفة المشتركة وقصف تل أبيب ومناطق أخرى كثيرة بوابل من الصواريخ تجاوز الـ500 صاروخ على الأقل.

... ثم الحرب الحالية في السابع من أكتوبر 2023.