مسؤول أوروبي يطلب مساعدات عاجلة للاجئين لمواجهة الشتاء

قال: الوضع مؤلم جدًا ويواجهون ظروفًا لم يسبق لها مثيل

حال اللاجئين في أحد المخيمات باليونان (أ.ب)
حال اللاجئين في أحد المخيمات باليونان (أ.ب)
TT

مسؤول أوروبي يطلب مساعدات عاجلة للاجئين لمواجهة الشتاء

حال اللاجئين في أحد المخيمات باليونان (أ.ب)
حال اللاجئين في أحد المخيمات باليونان (أ.ب)

طالب أعضاء البرلمان الأوروبي، من المؤسسات والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بتقديم مساعدات عاجلة للمهاجرين واللاجئين الذين يواجهون برودة الطقس والثلوج في عدد من دول الاتحاد، كما دعوا الحكومات الأوروبية إلى الوفاء بوعودها بنقل آلاف من طالبي اللجوء، وبخاصة من اليونان إلى دول أخرى في الاتحاد.
وقال البرلمان الأوروبي إن مداخلات الأعضاء حول هذا الملف تناولت محنة اللاجئين في الجزر اليونانية وأيضا في دول أخرى مثل صربيا ومقدونيا، ووصفوا ما يحدث بأنه غير مقبول، وتساءل بعض النواب: «كم من الناس يجب أن يموت من البرد، قبل أن يتسجيب الاتحاد الأوروبي؟!»، وأشار بعض الأعضاء إلى أن 6 في المائة فقط هم الذين جرى نقلهم من أصل 160 ألف من اللاجئين المطلوب نقلهم من اليونان وإيطاليا إلى دول أخرى لإعادة توطينهم.
وقال المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة كريستوس ستايلندس: «هذا الوضع مؤلم جدا، والاتحاد الأوروبي خصص ما يكفي من الأموال لمساعدة اليونان للتعامل مع هذه الظروف التي لم يسبق لها مثيل، وبعض الظروف على الأرض لم تسمح باستخدام هذه الأموال بطريقة أفضل».
وينفذ الاتحاد، منذ عام 2015، برنامجين لنقل اللاجئين، أحدهما يهدف إلى نقل 22.5 ألف لاجئ وصلوا من تركيا والأردن ولبنان، والبرنامج الثاني يشمل نقل 160 ألف لاجئ موجودين على أراضي الاتحاد الأوروبي إلى بلدان أوروبية أخرى. وقد سجلت وكالة «فرونتيكس» الأوروبية لمراقبة الحدود، وصول 1.8 مليون لاجئ إلى أراضي الاتحاد الأوروبي خلال عام 2015.
وقد لجأت كثير من دول أوروبا إلى تعزيز الرقابة على الحدود الداخلية، أي مع دول أوروبية أخرى، من أجل ضبط حركة اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، الذين تدفقوا على أوروبا بشكل غير مسبوق العام الماضي، وأصبح الاتحاد الأوروبي يستخدم حاليًا مصطلح المهاجرين غير الشرعيين، بمقابل إهمال أو إغفال مصطلح طالبي اللجوء، لإضفاء بعض الشرعية على ما يقوم به أمام الرأي العام الداخلي.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، انتقد رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، اللاجئين الموجودين في اليونان وإيطاليا، لمطالبتهم بنقلهم إلى ألمانيا وليس سواها من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وقال يونكر، في كلمة ألقاها أمام زعماء نقابات عمل أوروبية في بروكسل، إن على اللاجئين التوجه إلى الأماكن التي تتوفر فيها إمكانات لاستقبالهم. وأضاف أنه «أمر غير مقبول ويدعو إلى الامتعاض أن اللاجئين الموجودين في اليونان وإيطاليا يرفضون الركوب في طائرة لنقلهم في اتجاهات غير ألمانيا».
وأول من أمس، قال رئيس الوزراء الإيطالي، باولو جينتيلوني، إن «هناك حاجة لأن يكون الالتزام بإنقاذ واستقبال المهاجرين أمرا مشتركا بالنسبة لدول أوروبا، سواء أكانت 28 أو 27»، لكن «الأمر ليس كذلك للأسف»، وفي تصريحات خلال زيارته للعاصمة الألمانية برلين، وبعد لقائه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أضاف جينتيلوني أن «إيطاليا لا تتهرب من مسؤوليتها في الحث على هذا الأمر»، لكن «على الرغم من حجم الجهود التي يمكن أن تبذلها دولة واحدة، دون أن يكون هناك أي تقاسم، فسيكون من الصعب جدا إعطاء استجابة مقنعة لهذه الحالة الطارئة».
وذكر رئيس الحكومة الإيطالية أنه «على مدى العامين الماضيين أصبحت القضية مشكلة تهدد كثيرا من الإنجازات»، واختتم بالقول إن «الرسالة التي ينبغي علينا نقلها أننا لن نسمح لهذا الخطر بأن يتحقق، فستبقى أوروبا الشنغن بكل قيمها ومبادئها».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.