ترامب يدخل البيت الأبيض بأقل نسبة شعبية في تاريخ الرؤساء

تتراوح عند 40 % وهي الأقل منذ عام 1977

محتجون يحيط بهم رجال الشرطة يتظاهرون ضد تنصيب ترامب (رويترز)
محتجون يحيط بهم رجال الشرطة يتظاهرون ضد تنصيب ترامب (رويترز)
TT

ترامب يدخل البيت الأبيض بأقل نسبة شعبية في تاريخ الرؤساء

محتجون يحيط بهم رجال الشرطة يتظاهرون ضد تنصيب ترامب (رويترز)
محتجون يحيط بهم رجال الشرطة يتظاهرون ضد تنصيب ترامب (رويترز)

يدخل الرئيس الأميركي الخامس والأربعون دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بأقل نسبة شعبية في تاريخ الرؤساء الأميركيين، حيث أظهر استطلاع صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «إيه بي سي نيوز» أن شعبية دونالد ترامب تتراوح عند 40 في المائة وأن 40 في المائة فقط من الأميركيين لديهم انطباع إيجابي عن الرئيس ترامب. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن ترامب يبدأ ولايته باعتباره الرئيس الأميركي الأقل شعبية منذ الرئيس جيمي كارتر عام 1977.
وتتراجع شعبية ترامب بفارق 21 نقطة عن شعبية الرئيس باراك أوباما الذي حظي في نفس الاستطلاع بنسبة 61 في المائة. وأقل من أي رئيس أميركي على مدى أربعة عقود، حيث أبدى 67 في المائة من الأميركيين انطباعا إيجابيا حول الرئيس بيل كلينتون مقابل 62 في المائة للرئيس جورج بوش الابن، وهو ما يشير إلى الانقسامات العميقة بين الأميركيين حول رئيسهم الجديد.
ويتحير المحللون أمام تلك الاستطلاعات التي تطرح تساؤلات حول تلك الشعبية المنخفضة وما تعنيه على فترة رئاسته وهل يمكن اعتبارها كارثية وتعبر عن انقسام حاد لدى الرأي العام الأميركي، وهل تجعل ولاية ترامب كرئيس للولايات المتحدة في خطر أم أنها مرحلة قلق وترقب سرعان ما تهدأ بعد تولي ترامب مهام منصبه.
وكعادته سخر ترامب من تلك الإحصاءات واستطلاعات الرأي مغردا على صفحته على «تويتر» بأنها استطلاعات زائفة مثل الاستطلاعات التي أشارت إلى أن هيلاري كلينتون كانت في طريقها للفوز بالانتخابات، وقال: «هؤلاء الذين يقومون باستطلاعات الرأي، هم ذاتهم الذين أنتجوا استطلاعات الرأي الخاطئة. مزيفة مثل السابقة».
ورغم انخفاض نسبة الشعبية الآن فإن آراء الأميركيين اختلفت عند سؤالهم حول السياسات التي سيتخذها الرئيس ترامب داخليا وخارجيا، وارتفعت توقعات الأميركيين حول تنفيذ ترامب لوعوده الانتخابية، وأشار 60 في المائة من الأميركيين الذين شملهم الاستطلاع إلى أنهم واثقون أن ترامب سوف يتخذ الخطوات المناسبة لتطبيق سياسات اقتصادية ناجحة. وتوقع 71 في المائة من الأميركيين إقدام ترامب على فرض ضرائب على الشركات التي تصنع السلع في المكسيك، وأبدى 61 في المائة ثقتهم في قدرة الرئيس ترامب على إعادة مفاوضات اتفاقية شمال أميركا للتجارة الحرة (نافتا)، وتفاءل نسبة 61 في المائة من الأميركيين في قدرته على توفير وظائف ذات رواتب جيدة في مناطق ذات تحدي اقتصادي. وأيد 51 في المائة توجهات ترامب فيما يتعلق بمكافحة تنظيم داعش.
وتراجعت آراء الأميركيين فيما يتعلق ببناء الجدار الفاصل بين المكسيك والولايات المتحدة لوقف الهجرة غير القانونية. وأشار أقل من 44 في المائة إلى ثقتهم بقدرة ترامب على تنفيذ هذا الوعد الذي ردده كثيرا خلال حملته الانتخابية، وأوضح 29 في المائة أنهم يؤمنون بقدرته على إقناع المكسيك لتعويض الولايات المتحدة الأميركية لبناء الجدار.
وانخفضت توقعات الأميركيين المستطلعة آراؤهم إلى 50 في المائة فيما يتعلق بثلاث قضايا، هي مساعدة الطبقة المتوسطة والتعامل مع العجز المالية والتعيينات في المحكمة الدستورية العليا، وانخفضت التوقعات أيضا حول تعامل ترامب مع برنامج الرعاية الصحية، خاصة مع اتجاه الجمهوريين في الكونغرس لإلغاء برنامج أوباما كير دون ملامح للبرنامج الجديد البديل.
وألقى النائب شون دفي من ولاية ويسكونسن، باللوم في هذه الاستطلاعات والشعبية المنخفضة على وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن صراع ترامب المستمر مع الإعلام يؤذي سمعته، وقال: «إن المعركة المعلنة التي يخوضها الرئيس المنتخب ترامب مع شبكة (سي إن إن) وشبكات إعلام أخرى قد أثرت بشكل سلبي على استطلاعات الرأي، ولذلك انخفضت النسب».
أحد الخلافات التي أدت إلى عدم تقبل نسبة عالية من الشعب الأميركي للرئيس ترامب، هي علاقته مع روسيا، وسط تحقيق حول التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الأميركية انقسم السؤال حول موقف الرئيس ترامب ما إذا كان ودودًا للغاية تجاه روسيا، أو إذا اتخذ النهج الصحيح في تعليقاته العلنية.
فيما يتعلق بالمسائل الأخلاقية، نالت الخطوات التي اتخذها الرئيس ترامب ومحاميته الخاصة لتسليم إدارة شؤون شركته لأبنائه على قبول أغلبية الشعب. ولكن يوجد خلاف حول ممارسة عائلة ترامب لقوانين الأخلاق الفيدرالية، والأغلبية يريدون من الرئيس أن ينشر وثيقة عوائد الضرائب الفيدرالية التي يرفض نشرها.



فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
TT

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، في مقابلة تلفزيونية، الأحد، أن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا، مبدياً قلقه بشأن «التصعيد» الراهن.

ومنذ فوز الملياردير الجمهوري في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، يخشى الأوروبيون أن تقلّص الولايات المتّحدة دعمها لأوكرانيا في هذا النزاع، أو حتى أن تضغط عليها لتقبل باتفاق مع روسيا يكون على حسابها.

واختار الرئيس المنتخب الذي سيتولّى مهامه في 20 يناير (كانون الثاني)، كل أعضاء حكومته المقبلة الذين لا يزال يتعيّن عليهم الحصول على موافقة مجلس الشيوخ.

وفي مقابلة أجرتها معه، الأحد، شبكة «فوكس نيوز»، قال والتز إنّ «الرئيس ترمب كان واضحاً جداً بشأن ضرورة إنهاء هذا النزاع. ما نحتاج إلى مناقشته هو مَن سيجلس إلى الطاولة، وما إذا كان ما سيتمّ التوصل إليه هو اتفاق أم هدنة، وكيفية إحضار الطرفين إلى الطاولة، وما الذي سيكون عليه الإطار للتوصل إلى ترتيب».

وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «هذا ما سنعمل عليه مع هذه الإدارة حتى يناير، وما سنواصل العمل عليه بعد ذلك».

وأوضح والتز أنّه «بالنسبة إلى خصومنا الذين يعتقدون أنّ هذه فرصة لتأليب إدارة ضد أخرى، فهم مخطئون»، مؤكّداً في الوقت نفسه أن فريق الإدارة المقبلة «قلق» بشأن «التصعيد» الراهن للنزاع بين روسيا وأوكرانيا.

وفي الأيام الأخيرة، صدر عن مقرّبين من الرئيس المنتخب تنديد شديد بقرار بايدن السماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع.

وخلال حملته الانتخابية، طرح ترمب أسئلة كثيرة حول جدوى المبالغ الهائلة التي أنفقتها إدارة بايدن على دعم أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي لهذا البلد في 2022.

ووعد الملياردير الجمهوري مراراً بإنهاء هذه الحرب بسرعة، لكن من دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك.

وبشأن ما يتعلق بالشرق الأوسط، دعا المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي للتوصّل أيضاً إلى «ترتيب يجلب الاستقرار».

وسيشكّل والتز مع ماركو روبيو، الذي عيّنه ترمب وزيراً للخارجية، ثنائياً من الصقور في الإدارة المقبلة، بحسب ما يقول مراقبون.

وكان ترمب وصف والتز، النائب عن ولاية فلوريدا والعسكري السابق في قوات النخبة، بأنه «خبير في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي».