هجوم لـ«النصرة» على مواقع لـ«أحرار الشام» انتهى بسيطرتها على معبر خربة الجوز

مقاتلون من عناصر جبهة {فتح الشام} (النصرة سابقا) في أحد المواقع بمحافظة إدلب (رويترز)
مقاتلون من عناصر جبهة {فتح الشام} (النصرة سابقا) في أحد المواقع بمحافظة إدلب (رويترز)
TT

هجوم لـ«النصرة» على مواقع لـ«أحرار الشام» انتهى بسيطرتها على معبر خربة الجوز

مقاتلون من عناصر جبهة {فتح الشام} (النصرة سابقا) في أحد المواقع بمحافظة إدلب (رويترز)
مقاتلون من عناصر جبهة {فتح الشام} (النصرة سابقا) في أحد المواقع بمحافظة إدلب (رويترز)

هاجم مقاتلون من «جبهة فتح الشام» - الاسم الجديد لـ«جبهة النصرة» - مقرّات تابعة لـ«حركة أحرار الشام» في منطقة جسر الشغور بريف محافظة إدلب الغربي، وتمكنوا من السيطرة على مراكز عائدة للحركة. وعزت مصادر في المعارضة السورية الأسباب إلى تراكمات وعمليات توقيف متبادلة شملت عناصر من الطرفين.
«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، من جانبه، أفاد بأن «عناصر من (فتح الشام) هاجموا مقرات وحواجز لحركة (أحرار الشام) في منطقة خربة الجوز الحدودية مع تركيا ومنطقة الزعينية». وتابع أن «اشتباكات دارت بين الطرفين أسفرت عن سيطرة (فتح الشام)، (جبهة النصرة سابقًا)، على معبر خربة الجوز، وأسرها مقاتلين للحركة في منطقة الزعينية»، مشيرًا إلى أن الاشتباكات «أوقعت خسائر بشرية من الطرفين، وسط حالة من الفوضى سادت المنطقة».
وأوضح مصدر سوري معارض أن وراء هذا الاشتباك «صراع نفوذ بين (فتح الشام) وفصائل المعارضة الأخرى، بينها (أحرار الشام)»، مشيرًا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هذا الحادث ليس الأول من نوعه بينهما؛ إذ سبقه توتر وتبادل خطف عناصر لكل منهما». وقال المصدر - الذي رفض ذكر اسمه - إن «هجوم اليوم (أمس) غير مبرر من قبل (جبهة فتح الشام»، خصوصًا بعد موقف (أحرار الشام) المتضامن معها، والرافض الذهاب إلى محادثات آستانة، تعبيرًا عن اعتراض (الأحرار) على إقصاء (الجبهة) وتصنيفها تنظيمًا إرهابيًا».
إلا أن أبو علي عبد الوهاب، القيادي في «الجيش السوري الحر» بمحافظة إدلب، شرح الأسباب المباشرة لهذا الحادث، وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «هجوم (النصرة) على مواقع (أحرار الشام) مرده إلى تراكمات بين الطرفين، كانت إلى حدّ ما غير معلنة». وأردف أن «الحادث تسبب به مهاجر عراقي ينتمي إلى (النصرة)، استعان قبل أسبوعين بعدد من مقاتلي (الجبهة) وهاجموا مراكز لـ(أحرار الشام) في ريف جسر الشغور، واستولوا على أسلحة وذخائر»، واستطرد مضيفًا أن «(أحرار الشام) تمكنت قبل ساعات من اعتقال الشخص العراقي الذي هاجم مواقعها، لكن هذا التصرف لم يرق لقادة (النصرة) في إدلب، الذين طالبوا الحركة بإطلاق سراحه، ولما رفضت هذا الطلب، شن الهجوم على حواجزها انتقامًا، ما أدى إلى اندلاع الاشتباكات بين الطرفين».
من جهة أخرى، أعلن «مكتب أخبار سوريا» المعارض، أن «جبهة فتح الشام»، بمساندة من عناصر «الحزب الإسلامي التركستاني»، هاجمت معبر خربة الجوز بين سوريا وتركيا بريف إدلب الغربي، الذي كانت «حركة أحرار الشام» تسيطر عليه، إضافة إلى 3 حواجز للحركة قرب المعبر، بعد مواجهات بين الطرفين. ونقل «المكتب الإخباري» المعارض عن أحد سكان قرية خربة الجوز تأكيده أن الهجوم «جاء على خلفية اتهام (فتح الشام) لعناصر (الأحرار) بالتستر على عناصر يتعاملون مع التحالف الدولي، ويعبرون من تركيا إلى سوريا وبالعكس عبر معبر خربة الجوز»، موضحًا أنه «لم يتم التأكد إن كان سقط قتلى أو جرحى خلال الاشتباكات».
وأضاف المصدر المذكور أن «هدوءا حذرا عمّ المنطقة بعد الاشتباكات، وسادت حالة خوف شديدة بين الأهالي»، وأكد أن «السيطرة على الحاجز، جاءت بعد أيام من إعدام (الجبهة) أحد عناصرها، وهو فرنسي الجنسية، بتهمة التعامل مع التحالف أيضًا». وتابع أن منطقة خربة الجوز «تحوي مخيمات يقطنها نازحون معظمهم من بلدات وقرى ريف محافظة اللاذقية الشمالي، التي سيطرت عليها قوات النظام إثر حملة عسكرية شنتها بمساندة الطيران الروسي منذ أكثر من سنة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.