هاجم مقاتلون من «جبهة فتح الشام» - الاسم الجديد لـ«جبهة النصرة» - مقرّات تابعة لـ«حركة أحرار الشام» في منطقة جسر الشغور بريف محافظة إدلب الغربي، وتمكنوا من السيطرة على مراكز عائدة للحركة. وعزت مصادر في المعارضة السورية الأسباب إلى تراكمات وعمليات توقيف متبادلة شملت عناصر من الطرفين.
«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، من جانبه، أفاد بأن «عناصر من (فتح الشام) هاجموا مقرات وحواجز لحركة (أحرار الشام) في منطقة خربة الجوز الحدودية مع تركيا ومنطقة الزعينية». وتابع أن «اشتباكات دارت بين الطرفين أسفرت عن سيطرة (فتح الشام)، (جبهة النصرة سابقًا)، على معبر خربة الجوز، وأسرها مقاتلين للحركة في منطقة الزعينية»، مشيرًا إلى أن الاشتباكات «أوقعت خسائر بشرية من الطرفين، وسط حالة من الفوضى سادت المنطقة».
وأوضح مصدر سوري معارض أن وراء هذا الاشتباك «صراع نفوذ بين (فتح الشام) وفصائل المعارضة الأخرى، بينها (أحرار الشام)»، مشيرًا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هذا الحادث ليس الأول من نوعه بينهما؛ إذ سبقه توتر وتبادل خطف عناصر لكل منهما». وقال المصدر - الذي رفض ذكر اسمه - إن «هجوم اليوم (أمس) غير مبرر من قبل (جبهة فتح الشام»، خصوصًا بعد موقف (أحرار الشام) المتضامن معها، والرافض الذهاب إلى محادثات آستانة، تعبيرًا عن اعتراض (الأحرار) على إقصاء (الجبهة) وتصنيفها تنظيمًا إرهابيًا».
إلا أن أبو علي عبد الوهاب، القيادي في «الجيش السوري الحر» بمحافظة إدلب، شرح الأسباب المباشرة لهذا الحادث، وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «هجوم (النصرة) على مواقع (أحرار الشام) مرده إلى تراكمات بين الطرفين، كانت إلى حدّ ما غير معلنة». وأردف أن «الحادث تسبب به مهاجر عراقي ينتمي إلى (النصرة)، استعان قبل أسبوعين بعدد من مقاتلي (الجبهة) وهاجموا مراكز لـ(أحرار الشام) في ريف جسر الشغور، واستولوا على أسلحة وذخائر»، واستطرد مضيفًا أن «(أحرار الشام) تمكنت قبل ساعات من اعتقال الشخص العراقي الذي هاجم مواقعها، لكن هذا التصرف لم يرق لقادة (النصرة) في إدلب، الذين طالبوا الحركة بإطلاق سراحه، ولما رفضت هذا الطلب، شن الهجوم على حواجزها انتقامًا، ما أدى إلى اندلاع الاشتباكات بين الطرفين».
من جهة أخرى، أعلن «مكتب أخبار سوريا» المعارض، أن «جبهة فتح الشام»، بمساندة من عناصر «الحزب الإسلامي التركستاني»، هاجمت معبر خربة الجوز بين سوريا وتركيا بريف إدلب الغربي، الذي كانت «حركة أحرار الشام» تسيطر عليه، إضافة إلى 3 حواجز للحركة قرب المعبر، بعد مواجهات بين الطرفين. ونقل «المكتب الإخباري» المعارض عن أحد سكان قرية خربة الجوز تأكيده أن الهجوم «جاء على خلفية اتهام (فتح الشام) لعناصر (الأحرار) بالتستر على عناصر يتعاملون مع التحالف الدولي، ويعبرون من تركيا إلى سوريا وبالعكس عبر معبر خربة الجوز»، موضحًا أنه «لم يتم التأكد إن كان سقط قتلى أو جرحى خلال الاشتباكات».
وأضاف المصدر المذكور أن «هدوءا حذرا عمّ المنطقة بعد الاشتباكات، وسادت حالة خوف شديدة بين الأهالي»، وأكد أن «السيطرة على الحاجز، جاءت بعد أيام من إعدام (الجبهة) أحد عناصرها، وهو فرنسي الجنسية، بتهمة التعامل مع التحالف أيضًا». وتابع أن منطقة خربة الجوز «تحوي مخيمات يقطنها نازحون معظمهم من بلدات وقرى ريف محافظة اللاذقية الشمالي، التي سيطرت عليها قوات النظام إثر حملة عسكرية شنتها بمساندة الطيران الروسي منذ أكثر من سنة».
هجوم لـ«النصرة» على مواقع لـ«أحرار الشام» انتهى بسيطرتها على معبر خربة الجوز
هجوم لـ«النصرة» على مواقع لـ«أحرار الشام» انتهى بسيطرتها على معبر خربة الجوز
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة