عفو رئاسي جديد للشباب المحبوسين في مصر قبل ذكرى «25 يناير»

اللجنة المعنية قدمت للسيسي قائمة بأكثر من 400 شاب خلت من الإخوان

عفو رئاسي جديد للشباب المحبوسين في مصر قبل ذكرى «25 يناير»
TT

عفو رئاسي جديد للشباب المحبوسين في مصر قبل ذكرى «25 يناير»

عفو رئاسي جديد للشباب المحبوسين في مصر قبل ذكرى «25 يناير»

يسعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإصدار عفو رئاسي جديد عن الشباب المحبوسين داخل السجون المصرية، قبل الذكرى السادسة لثورة «25 يناير». وقالت اللجنة التي تم تشكيلها لفحص ومراجعة موقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا سياسية، إن «قائمة جديدة من الأسماء تم تسليمها إلى الرئيس تضم أكثر من 400 شاب... ليس بينهم عناصر من جماعة الإخوان».
وأصدر السيسي قرارا رئاسيا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بالعفو عن 82 من الشباب. وكان السيسي قد قرر في ختام المؤتمر الأول للشباب الذي عقد في مدينة شرم الشيخ السياحية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تشكيل لجنة لفحص ومراجعة موقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا.
ويستند السيسي، في قرار العفو عن الشباب، إلى المادة «155» من الدستور، التي تمنحه حق العفو عمن صدرت ضدهم أحكام نهائية. وقال النائب البرلماني طارق الخولي، عضو لجنة العفو الرئاسي، إن «اللجنة سلمت مؤسسة الرئاسة أمس قائمة جديدة للعفو عن الشباب مصحوبة بتقرير حول عمل اللجنة حتى الآن وبعض التوصيات التنفيذية والتشريعية».
وأضاف الخولي، في بيان له، أن «القائمة تضمنت عددا من حالات الشباب المحكوم عليهم بأحكام باتة نهائية، وحالات لمحبوسين لمن هم دون الـ18 عاما، فضلا عن حالات مقدمة من أعضاء مجلس النواب جرى إعدادها وتنظيمها من لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان»، موضحا أن «القائمة تم تسليمها إلى مؤسسة الرئاسة لمراجعتها من قبل الرئيس تمهيدا للإعلان عن الأسماء»، لافتا إلى أن اللجنة ستبدأ خلال أيام إعداد قائمة ثالثة من خلال اجتماع سيتم الإعداد له خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، قال الدكتور أسامة الغزالي حرب، رئيس لجنة العفو الرئاسي، إن القائمة المعدة لحالات الشباب المحبوسين عددها أكثر من القائمة الأولى، لافتا إلى أن العدد قد يتخطى الـ400 شاب، مضيفا أن اللجنة ستعمل على إصدار قوائم أخرى ما دام هناك شباب ينطبق عليهم نص العفو الرئاسي بالقانون.
وقال الغزالي إن اللجنة يحكمها مبدأ أساسي، وهو الإفراج عن الشباب المحتجزين في قضايا رأي، مؤكدا أنها لن تدرج أي أسماء لمحبوسين متورطين في أحداث عنف أو قتل، سواء كانوا منتمين لجماعة الإخوان المسلمين أم لا.
وتتعامل السلطات المصرية مع جماعة الإخوان، التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي، على اعتبار أنها جماعة إرهابية، وتُحملها جميع أعمال العنف التي شهدتها البلاد ضد الشرطة والجيش والمدنيين منذ عام 2013.
وسبق أن طالب السيسي لجنة العفو بتوسيع نطاق عملها، ليشمل الحالات الصادرة بحقها أحكام قضائية نهائية في قضايا التظاهر والنشر والرأي والتعبير. ومنذ نوفمبر 2013، ألقي القبض على آلاف المتظاهرين في مصر بموجب قانون أجاز حبس المتظاهرين إذا نزلوا إلى الشوارع دون إذن وإخطار مُسبق من السلطات الأمنية.
وقالت مصادر مطلعة إن «القائمة الثانية للشباب المحبوسين من المنتظر صدورها خلال أيام، وتضم متهمين بخرق قانون التظاهر، وصحافيين متهمين في قضايا نشر... كما تضم القائمة محبوسين منذ عهد الرئيس المعزول، حيث اتهمتهم جماعة الإخوان بحيازة سلاح وترويع المواطنين للتخلص من معارضيها». وأكدت المصادر أن «القائمة كانت معظمها من طلاب الجامعات والشباب، لكنها ضمت أيضا عددا من كبار السن، لكنها لم تشمل أي شخص ينتمي لجماعة الإخوان أو أي تنظيمات أو جماعات متشددة».
في سياق آخر، تُشدد السلطات المصرية من إجراءاتها للتصدي لأي دعوات للتحريض على العنف في ذكرى ثورة «25 يناير» التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عن السلطة في عام 2011. وتشير مصادر أمنية إلى تكثيف الاستعدادات لمواجهة أي خروج متوقع عن نظام الدولة، بينما ما زالت تسعى جماعة الإخوان لحشد أنصارها، وربما بعض المتعاطفين معها، للخروج في ذكرى 25 يناير، بدعوى ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وحرية الرأي.
ووجه الرئيس المصري أمس خلال اجتماع ضم رئيس الحكومة وعددا من الوزراء باتخاذ جميع أجهزة الدولة المعنية التدابير اللازمة لضمان التأمين التام لحدود البلاد البرية والبحرية، فضلا عن مواصلة الأجهزة الأمنية التحلي بأقصى درجات الاستعداد واليقظة والحذر، والاستمرار في تشديد إجراءات تأمين الأماكن والمنشآت الحيوية.
وقال مصدر أمني، إن «وزارة الداخلية توجه ضربات وقائية استباقية لإجهاض مخططات الجماعات الإرهابية التي تخطط لتنفيذ هجمات ضد الجيش والشرطة قبل وبالتزامن مع ذكرى 25 يناير المقبل»، مضيفا: «تم توزيع دور ومهام القوات خلال الفترة المقبلة لبدء حملات خاطفة تقضي على رؤوس الإرهاب».
وأوضح المصدر أن الأجهزة الأمنية وجهت عدة ضربات استباقية سابقة استهدفت إجهاض تحرك كثير من الخلايا الإرهابية التي يعتنق عناصرها الأفكار التكفيرية، وسعت خلال الفترة الماضية لاستقطاب آخرين وتدريبهم، تمهيدا لتنفيذ عمليات عدائية ضد أبناء الوطن ودور العبادة والمنشآت المهمة ورجال الشرطة والقوات المسلحة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.