شهادات لسجينين ليبيين في تونس حول خطف الدبلوماسيين

نقابات الأمن غاضبة بسبب منعها من حق الانتخاب

شهادات لسجينين ليبيين في تونس حول خطف الدبلوماسيين
TT

شهادات لسجينين ليبيين في تونس حول خطف الدبلوماسيين

شهادات لسجينين ليبيين في تونس حول خطف الدبلوماسيين

شرع القضاء التونسي في الاستماع إلى ليبيين مسجونين في تونس منذ عام 2011، كشاهدين، وذلك إثر اختطاف تونسيين يعملان بسفارة تونس في ليبيا من قبل مجموعة متطرفة تريد، بحسب تونس، مقايضة الرهينتين بهذين السجينين. وقال سفيان السليطي، الناطق الرسمي باسم النيابة العامة في تونس، إن «قاضي التحقيق استمع إلى أحد السجينين الليبيين كشاهد؛ في إطار تحقيق حول عمليتي الاختطاف»، على أن يستمع في وقت لاحق لم يحدده إلى السجين الآخر.
وفي 21 مارس (آذار) الماضي، اختطفت مجموعة إسلامية غير معروفة تطلق على نفسها اسم «شباب التوحيد» محمد بالشيخ الموظف بسفارة تونس في طرابلس. ثم اختطفت المجموعة ذاتها الدبلوماسي التونسي العروسي القنطاسي الذي يعمل بالسفارة نفسها، في 16 أبريل (نيسان) الماضي.
وفتح القضاء التونسي تحقيقا في عمليتي الاختطاف.
من جانبها، قالت جميلة القنطاسي، والدة الدبلوماسي المختطف، إنها «اجتمعت منذ يومين بوزير الخارجية المنجي الحامدي ووزير الداخلية لطفي بن جدو، واللذين طمأناها على مصير ابنها، إلا أنهما أفادا أن عملية إطلاق سراحه قد تتطلب فترة طويلة»، على حد تعبيرها.
وقالت القنطاسي لـ«الشرق الأوسط» إن «ابنها متزوج منذ شهر مايو الماضي فقط، وهو يعمل في طرابلس منذ سنوات ودائم الاتصال بأفراد العائلة». مشيرة إلى أن ابنها يعاني من بعض الأمراض وهو ما سيؤثر على وضعه الصحي إذا ما طالت مدة احتجازه من قبل المجموعات الإرهابية. كما أشارت إلى أن ابنها اتصل بها هاتفيا قبل يوم واحد من اختطافه الخميس الماضي، وقالت إنها حاولت مهاتفته بعد التأكد من حصول عملية الاختطاف ولكن دون جدوى.
وبشأن الحالة النفسية للعائلة بأكملها، قالت القنطاسي إن «كل أفراد العائلة أصيبوا بحالة من الذعر الشديد». وأضافت أن «السفير التونسي لدى ليبيا طلب منذ أسابيع من الدبلوماسيين العاملين هناك إعادة عائلاتهم إلى تونس، وهو ما جرى بالفعل». وأشارت إلى مقترح لم ينفذ من قبل السفارة التونسية، بقولها إن «كل أعضاء البعثة الدبلوماسية في ليبيا كان من المفترض أن يقيموا جميعا بمقر السفارة التونسية بعد حصول عملية الاختطاف الأولى التي كان ضحيتها محمد بالشيخ».
على صعيد آخر، هددت نقابات قوات الأمن التونسية بمقاطعة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة بعد منع قرابة 80 ألف عون أمن من حق التصويت والمشاركة المباشرة في الانتخابات المزمع إجراؤها قبل نهاية السنة الحالية. وأبدت القيادات الأمنية استغرابها من لجوء أعضاء المجلس التأسيسي (البرلمان) بداية هذا الأسبوع، إلى التصويت ضد مشاركتهم في الانتخاب على خلفية المحافظة على مبدأ حياد واستقلالية قوات الأمن والجيش وإبعادهما عن التجاذب السياسي.
وفي هذا السياق، قال عماد الحاج خليفة، المتحدث باسم قوات الأمن الداخلي، لـ«الشرق الأوسط» إن «أعضاء البرلمان حرموا الأمنيين من حقهم في الانتخاب»، وتوعد بمعاقبة نواب المجلس بقوله: «سنعاقب نواب المجلس التأسيسي بأن نمنع عائلاتنا وأبناءنا من التصويت لأولئك النواب في الانتخابات المقبلة، لأنهم حرمونا من حقنا الدستوري في الانتخاب».
وعبر خليفة عن تمسك أبناء وزارة الداخلية باختيار ممثليهم في الهيكل الدستوري.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.