600 طن مستلزمات طبية من السعودية إلى اليمنيين

يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية

600 طن مستلزمات طبية من السعودية إلى اليمنيين
TT

600 طن مستلزمات طبية من السعودية إلى اليمنيين

600 طن مستلزمات طبية من السعودية إلى اليمنيين

أكد مسؤول سعودي إغاثي أن قوافل سعودية تحمل نحو 600 طن من الأدوية والمستلزمات الطبية ستدخل الأراضي اليمنية الأسبوع المقبل بالتنسيق مع الأجهزة ذات العلاقة بالجانب اليمني.
وذكر الدكتور عبد الله الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لـ«الشرق الأوسط»، أن المركز سيطلق ظهر الأحد المقبل قافلة مساعدات تحمل أكثر من 600 طن من الأدوية والمستلزمات الطبية لإغاثة الشعب اليمني، مشيرا إلى أن المناطق المستهدفة من برنامج المساعدات الإغاثية الطبية حددتها الجهات المختصة اليمنية.
وأشار إلى أن القافلة الطبية تأتي استكمالاً لبرنامج المساعدات الإغاثية الطبية لليمن ودعم القطاع الصحي هناك، خصوصًا أن مستشفيات ومراكز صحية بحاجة ماسة إلى مواد تضمن استمرار عملها.
ولفت الربيعة إلى أن المركز يواصل مع إطلاق تلك القافلة، استكمال البرامج الإغاثية الموجهة إلى الداخل اليمني، إذ نفّذ نحو 110 برامج بمشاركة 89 شريكًا شملت البرامج الغذائية والأمن الغذائي والرعاية الصحية بما فيها دعم 103 منشآت صحية، وعلاج مرضى ومصابين يمنيين، ودعم برامج الإيواء واللاجئين سواء كانوا في أماكن تواجدهم مثل جيبوتي والصومال، أو النازحين داخل اليمن.
وأضاف أن البرامج المقدمة للجانب اليمني شملت دعم قطاع التعليم، وبرامج دعم الأسر المحتاجة، إضافة إلى برامج توفير مياه الشرب والإصحاح البيئي.
يذكر أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية نفذ مؤخرا ثلاثة برامج، تتمثل في برنامج الإغاثة العاجلة التي تشمل المواد الغذائية والمواد غير الغذائية والمأوى، وبرنامج آخر يشمل تقديم مساعدات طبية، وبرنامج يشمل مساعدات إنسانية بمجالات التعليم والحماية والزراعة. وفي آخر إحصائية رسمية للمركز فإن المستفيدين من تلك البرامج بلغ نحو 36.6 مليون مستفيد (بشكل متكرر)، ونفذ 66 برنامجا بالتعاون مع 62 شريكا دوليا وداخليا.
ويحتاج نحو 19.4 مليون شخص في اليمن للمساعدات لضمان حصولهم على مياه الشرب المأمونة ومرافق خدمات الصرف الصحي، ما يزيد العرضة للأمراض مثل حمى الضنك والملاريا والكوليرا، في حين أدى تدهور الخدمات الصحية إلى سعي 14.1 مليون شخص للحصول على الخدمات الصحية التي أصبحت نادرة، إذ إن غالبية المرافق الصحية تُعاني من نقص المواد الطبية، كما أن نحو مليوني طفل ونساء حوامل ومرضعات يعانون من سوء تغذية حاد وفي حاجة إلى العلاج، إضافة إلى مليون طفل آخرين يحتاجون إلى الخدمات الوقائية، ويعاني نحو 320 ألف طفل من سوء التغذية الحاد، وهذا يعني أن احتمال وفاتهم أعلى تسع مرات مقارنة بنظرائهم من الأطفال.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم