«زين السعودية» تحقق أعلى إيرادات منذ التأسيس

9 % نمو أرباح الشركات المدرجة في 2016

مستثمرون يتابعون أسعار الأسهم السعودية في إحدى شركات التداول («الشرق الأوسط»)
مستثمرون يتابعون أسعار الأسهم السعودية في إحدى شركات التداول («الشرق الأوسط»)
TT

«زين السعودية» تحقق أعلى إيرادات منذ التأسيس

مستثمرون يتابعون أسعار الأسهم السعودية في إحدى شركات التداول («الشرق الأوسط»)
مستثمرون يتابعون أسعار الأسهم السعودية في إحدى شركات التداول («الشرق الأوسط»)

عززت الإعلانات الإيجابية التي كشفت عنها معظم الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية، من مستوى نمو حجم الأرباح الصافية خلال الربع الأخير من العام 2016، فيما كانت المفاجأة في تسجيل شركة «زين السعودية» (المشغل الثالث للهاتف المتنقل في البلاد) أعلى مستوى إيرادات فصلية يتم تحقيقه منذ انطلاق أعمال الشركة.
ويعكس ارتفاع حجم إيرادات شركة «زين السعودية» في الربع الأخير من العام 2016، مدى قوة ومتانة الاقتصاد السعودي، في وقت بدأت فيه الكثير من اقتصاديات دول العالم في الدخول في مرحلة من الركود الاقتصادي، فيما حققت شركات سوق الأسهم السعودية مجتمعة (حتى أمس)، نموًا بلغ نسبته نحو 9.3 في المائة في أرباح العام المنصرم.
وتعتبر قطاعات الاتصالات، والبنوك، والتأمين، من أبرز القطاعات التي أعلنت عن نتائج إيجابية في عام 2016، فيما من المنتظر أن تعلن شركة «سابك» (أحد أكبر شركات صناعة البتروكيماويات حول العالم) اليوم الخميس نتائجها المالية للعام المنصرم، يأتي ذلك في آخر أيام فترة الإعلان عن النتائج المالية للشركات المدرجة.
وحققت شركة «زين السعودية» خلال الربع الأخير من العام المنصرم، أعلى إيرادات فصلية يتم تحقيقها منذ انطلاق أعمال الشركة، حيث سجلت الشركة إيرادات بقيمة 1.8 مليار ريال (480 مليون دولار)، كما سجلت الشركة في الوقت ذاته أقل مستوى خسائر عند مستويات 135 مليون ريال (36 مليون دولار)، في مؤشر على أن الشركة قد تنجح خلال العام الحالي 2017، في الاقتراب من نقطة التعادل.
وأرجعت شركة «زين السعودية» في بيان صحافي نشر على موقع السوق المالية السعودية (تداول) أمس، انخفاض خسائر الربع الأخير من العام الماضي بنسبة 53.6 في المائة، مقارنة بما كانت عليه الخسائر في الربع المماثل من عام 2015، إلى عدة أسباب جوهرية، فندتها في ارتفاع الإيرادات بنسبة 8 في المائة، لتصل إلى 1.8 مليار ريال (480 مليون دولار)، وهي الإيرادات الأعلى التي تسجلها الشركة منذ التأسيس، على الرغم من انخفاض تكلفة الربط البيني والمتطلبات الجديدة لتوثيق البصمة. كما أرجعت الشركة انخفاض الخسائر إلى ارتفاع إجمالي الربح بنسبة 7 في المائة ليصل إلى 1.1 مليار ريال (193.3 مليون دولار) وهو إجمالي الربح الأعلى منذ التأسيس، مقارنة مع 1.06 مليار ريال (282.6 مليون دولار) في الربع المماثل من عام 2015، وهامش ربح يصل إلى 63 في المائة، مقارنة مع 64 في المائة، فيما أرجعت الشركة الأسباب الرئيسية لهذه التغيرات إلى تزايد مستوى خدمات ذات هامش ربحي مرتفع فيما يخص الإيرادات.
وأكدت شركة «زين السعودية» أنها نجحت في خفض مصاريف التوزيع والتسويق بنسبة 5 في المائة خلال الربع الأخير من العام 2016، لتصل إلى 554 مليون ريال (147.7 مليون دولار)، مقارنة بـ586 مليون ريال (156.2 مليون دولار)، مرجعة ذلك إلى بعض الخصومات على تكاليف الصيانة.
وبيّنت الشركة في الوقت ذاته أنها نجحت في الربع الأخير من العام 2016، في رفع أرباح ما قبل الأعباء التمويلية، الضرائب، الاستهلاك والإطفاء، بنسبة 21 في المائة، لتصل إلى 490 مليون ريال (130.6 مليون دولار)، وهي الأرباح الأعلى منذ التأسيس.
وقالت شركة «زين السعودية»: «نجحت الشركة في خفض الاستهلاك والإطفاء بنسبة 17 في المائة ليصل إلى 403 مليون ريال (107.4 مليون دولار) مقارنة مع 487 مليون ريال (129.8 مليون دولار) مما يعكس انخفاضا في الإطفاء نتيجة لتمديد الرخصة 15 سنة إضافية، على الرغم من ارتفاع الاستهلاك بسبب النمو في البنية التحتية وشبكة أبراج زين السعودية لتحسين تجربة العملاء».
وأوضحت أنها في الربع الأخير من العام المنصرم، نجحت في تسجيل ارتفاعًا في الأرباح التشغيلية لتصل إلى 87 مليون ريال (23.2 مليون دولار)، وهي الأرباح الأعلى منذ التأسيس، مقارنة بخسائر تشغيلية بلغ حجمها 82 مليون ريال (21.8 مليون دولار) في الربع المماثل من عام 2015.
بينما سجل «بنك الراجحي»، والذي يعتبر أحد أكبر البنوك السعودية في الوقت ذاته، أرباحًا صافية تبلغ قيمتها نحو 8.1 مليار ريال (2.1 مليار دولار) خلال العام المنصرم، بنسبة نمو إيجابية للغاية يبلغ حجمها نحو 14 في المائة، مقارنة بأرباح عام 2015، في مؤشر على قدرة البنوك السعودية على تحقيق مزيد من الربحية، ودعم الاقتصاد الوطني.



قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)
مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)
TT

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)
مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

أسهمت النتائج المالية الإيجابية والأرباح التي حققها قطاع البنوك وشركات عاملة بقطاع الطاقة في صعود مؤشر الأسهم السعودية وتحقيقه مكاسب مجزية خلال جلسات تداول الأسابيع الأخيرة.

وأغلق مؤشر السوق يوم الأربعاء عند مستوى 12149.19 نقطة، بانخفاض 0.36 في المائة وتداولات بلغت قيمتها 6 مليارات ريال. وكان أغلق يوم الثلاثاء على ارتفاع ملحوظ ليصل إلى 12193.64 في أعلى إغلاق منذ أكثر من شهرين.

وخلال يوم الأربعاء، بلغ حجم الأسهم المتداولة 620 مليون سهم، موزعة على أكثر من 480 ألف صفقة، سجلت فيها أسهم 90 شركة ارتفاعاً في قيمتها، فيما أغلقت أسهم 138 شركة على تراجع.

وكانت أسهم شركات: «GO» للاتصالات، و«سمو»، و«دله الصحية»، و«العقارية»، و«سيرا» الأكبر ارتفاعاً. أما أسهم شركات: «جاهز»، و«أنعام القابضة»، و«بنان»، و«الزامل للصناعة»، و«أكوا باور» فكانت الأكبر انخفاضاً في التعاملات؛ إذ تراوحت نسب الارتفاع والانخفاض بين 3.36 في المائة و7.16 في المائة.

وكانت أسهم شركات «أنعام القابضة»، و«الباحة»، و«شمس»، و«جاهز»، و«أمريكانا» الأعلى نشاطاً من حيث الكمية، في حين كانت أسهم شركات «جاهز»، و«أرامكو السعودية»، و«الراجحي»، و«أنعام القابضة»، و«سابك» الأكبر نشاطاً من حيث القيمة.

وقال محلل الأسواق المالية عضو «جمعية الاقتصاد» السعودية، الدكتور سليمان آل حميد الخالدي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «قطاعَي البنوك والطاقة كانا من العوامل الرئيسية التي ساهمت في استقرار مؤشر السوق السعودية، وبقائها في منطقة الـ12 ألف نقطة». وأضاف أن «القطاع البنكي في سوق الأسهم السعودية يعدّ من أكبر القطاعات البنكية أرباحاً على مستوى العالم، وهو أحد أبرز الداعمين لمؤشر السوق السعودية». كما أشار إلى أهمية قطاع الطاقة، خصوصاً شركة «أرامكو السعودية»، مع توقعات بزيادة التوزيعات النقدية لتتجاوز 1.96 ريال في العام.

وتوقع الخالدي أن «يستمر مؤشر السوق في الارتفاع خلال الجلسات الـ14 المتبقية حتى نهاية العام الحالي، وأن يصل إلى 12800 نقطة، ومواصلة رحلة النمو والارتفاع وتجاوز 13500 نقطة مع بداية العام المقبل 2025»، مضيفاً أن مؤشر السوق متوجه نحو تسجيل ارتفاعات جديدة مع الأخبار الاقتصادية الإيجابية المستمرة حول الاقتصاد السعودي.

وأشار إلى أن السوق المالية السعودية قد «تشبّعت بشكل كامل من الانخفاض خلال الفترة الماضية، حيث هبط المؤشر من 14 ألف نقطة ليصل إلى نحو 10.1 ألف نقطة، ليشكل بذلك قاعدة في النطاق بين 10 آلاف و12 ألف نقطة. كما وصل معظم أسعار أسهم بعض الشركات الكبيرة إلى قيعان جديدة لم تشهدها منذ 14 عاماً، وهو ما لا يتماشى مع مؤشرات الاقتصاد السعودي خلال الفترة الماضية».

وأضاف أن «الاقتصاد السعودي يتمتع بمكانة قوية وكبيرة، ومن أبرز مؤشراتها ارتفاع الناتج المحلي إلى 2.8 في المائة خلال الربع الثالث من العام الحالي 2024، بالإضافة إلى توقع نمو الاقتصاد السعودي بنسبة 4.8 في المائة عام 2025». كما أشار إلى إعلان «موازنة السعودية بأكثر من 1100 مليار ريال، ونفقات تجاوزت 1200 مليار ريال»، لافتاً إلى أن «سياسة الإنفاق والتدفقات النقدية التي أقرتها الحكومة أصبحت بيئة مشجعة لاستمرار نمو الاقتصاد السعودي، وللمستثمرين المحليين والأجانب. كما أن السعودية أصبحت واجهة لجميع المؤتمرات واللقاءات العالمية الاقتصادية والسياحية والاستثمارية والسياسية. كذلك بلغ حجم الاستثمار في السوق السعودية نحو 400 مليار دولار، والهدف المقبل هو 3 تريليونات دولار».

من جهته، أكد خبير ومحلل أسواق المال، عبيد المقاطي، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن سوق الأسهم السعودية «أصبحت محط اهتمام للمستثمرين المحليين والعالميين، بفضل قوة ومتانة الاقتصاد السعودي، بالإضافة إلى تسجيل الشركات أرباحاً كبيرة، مما انعكس إيجاباً على التوزيعات الفصلية للشركات». وأضاف أن «القيمة السوقية التجميعية في القيعان السعرية تساهم في تحفيز مؤشر (تاسي) وشركاته، مما يعزز المضاربات اليومية واللحظية ويحقق مكاسب مضاربية يومية للمتداولين». كما لفت إلى أن «هذه المكاسب تسهم في تحقيق عوائد فصلية، مما ينتج عنه قمم وقيعان سعرية لأسهم تلك الشركات».

وأضاف أن «السوق تسير في موجات تذبذبية حتى تتمكن من تحقيق أهدافها، سواء على صعيد الهبوط والصعود». وأشار إلى أنه «في الشهرين الماضيين، حين وصل المؤشر العام إلى قمته عند مستويات 12390 نقطة، شهدت السوق تصحيحاً في مسارها لتصل إلى الدعم عند 11590 نقطة، مما أدى إلى فقدان ألف نقطة. لكن السوق استعادت هذه النقاط مجدداً في جلسات التداول العشر الأخيرة». وأكد أن «العامل الرئيسي في هذه الموجة الصاعدة كان القطاع البنكي وقطاع الطاقة».