تونس تبحث عن أسواق جديدة لتصريف فوائضها من الموالح

عيونها على الجزائر وروسيا لترويج 200 ألف طن

تونس تبحث عن أسواق جديدة لتصريف فوائضها من الموالح
TT

تونس تبحث عن أسواق جديدة لتصريف فوائضها من الموالح

تونس تبحث عن أسواق جديدة لتصريف فوائضها من الموالح

تبحث مختلف الهياكل الحكومية والمهنية في تونس عن وجهات ترويجية جديدة لفائض إنتاج في الموالح (القوارص) بنحو 200 ألف طن، وتسعى مختلف الأطراف إلى مضاعفة الكميات الموجهة إلى الأسواق الجزائرية المجاورة، كما تعمل على استغلال الخط البحري الذي يربط بين تونس وروسيا لتوجيه قسط من إنتاج البرتقال من مختلف الأصناف نحو السوق الروسية.
وألقى فلاحون غاضبون في المناطق المنتجة الموالح بمدينتي منزل بوزلفة وبني خلاد خلال الشهر الماضي نحو خمسة أطنان من البرتقال على الطرقات؛ احتجاجا على تراجع الأسعار وغياب الأسواق في مواجهة فائض كبير من الإنتاج، وعلى ما اعتبروه «عدم اكتراث السلطة المركزية بالصعوبات التي يواجهونها في ترويج منتجاتهم، وتردي أسعار البيع».
وقال محمد علي الجندوبي، المدير العام للمجمع المهني المشترك للغلال، إن «إنتاج الموالح قدر خلال هذا الموسم بنحو 700 ألف طن، في حين أن التوقعات الأولية حددته بنحو 500 ألف طن فحسب؛ وهو ما جعل هذه الفوائض مؤثرة على الأسعار وخلق أزمة حادة في التسويق».
وأكد الجندوبي، أن المجمع وضع برنامجا متكاملا لاستيعاب فوائض الإنتاج على المستوى المحلي لمساعدة الفلاحين على تصريف منتجاتهم، على غرار الزيادة في حصص تصدير كميات الموالح الموجهة إلى السوق الفرنسية، التي تستوعب تقليديا النصيب الأوفر، وكذلك محاولة فتح السوقين الجزائرية والروسية، والتشجيع على استهلاك الموالح التونسية.
وقال عماد الغانمي، رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بنابل (نقابة الفلاحين): إن تونس لا تصدر سنويا سوى 25 ألف طن لبعض الأسواق التقليدية، في حين أن الأسواق التونسية قادرة على استيعاب نحو 400 ألف طن، وتبقى كمية متراوحة بين 200 و300 ألف طن في حاجة إلى أسواق خارجية أو محلية، من خلال حث التونسيين على استهلاك الموالح.
وتسعى السلطات التونسية عبر مجموعة من المصدرين من القطاع الخاص إلى تصدير قسط من فوائض الإنتاج إلى السوق الجزائرية، وذلك في حدود 4000 طن، إلى جانب تزويد السوق الروسية بما بين 30 و40 حاوية؛ لامتصاص تلك الفوائض.
وخلال الفترة الأخيرة، أقرت وزارة الفلاحة التونسية مجموعة من الإجراءات العاجلة الهادفة إلى إخراج موسم الموالح من عنق الزجاجة. إلا أن تلك الإجراءات كانت موضوع انتقادات الناشطين في القطاع الفلاحي، الذين اعتبروا أن هذا البرنامج مؤقت ولا يفي بالحاجة.
واعتبروا أن ما تقوم به وزارة الإشراف يفتقد إلى البعد الاستراتيجي والرؤية المستقبلية لحل مجموعة المشاكل التي يعاني منها قطاع الموالح، وبخاصة صعوبات التصرف في الوفرة وترويج المنتج على نطاق واسع وبأسعار تراعي كلفة الإنتاج.
وخلال السنوات الأخيرة، تعاني قطاعات فلاحية تونسية عدة من أزمة وفرة الإنتاج؛ مما أدى إلى عمليات إتلاف للحليب والبطاطا، وأخيرا البرتقال، علاوة على الطماطم والتمور والخضراوات خلال بعض المواسم الفلاحية؛ وذلك بعد تدني الأسعار وصعوبة التصرف في الزيادات المسجلة على مستوى الإنتاج.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.