الجيش اليمني يستولي على أسلحة بينها صواريخ «زلزال» شرق صنعاء

اغتيال قيادي حوثي بالعاصمة في «ظروف غامضة»

عناصر من المقاومة الموالية للشرعية في حالة تأهب في مواجهة الميليشيات الانقلابية على الجبهة الغربية لذوباب شمال باب المندب (أ.ف.ب)
عناصر من المقاومة الموالية للشرعية في حالة تأهب في مواجهة الميليشيات الانقلابية على الجبهة الغربية لذوباب شمال باب المندب (أ.ف.ب)
TT

الجيش اليمني يستولي على أسلحة بينها صواريخ «زلزال» شرق صنعاء

عناصر من المقاومة الموالية للشرعية في حالة تأهب في مواجهة الميليشيات الانقلابية على الجبهة الغربية لذوباب شمال باب المندب (أ.ف.ب)
عناصر من المقاومة الموالية للشرعية في حالة تأهب في مواجهة الميليشيات الانقلابية على الجبهة الغربية لذوباب شمال باب المندب (أ.ف.ب)

تمكنت قوات الجيش اليمني، أمس، من السيطرة على مواقع جديدة واستولت على أسلحة وذخائر كثيرة، بينها صواريخ ما تسمى «زلزال»، في جبهة نهم بشرق صنعاء. وقال عبد الله الشندقي، المتحدث باسم المقاومة الشعبية في محافظة صنعاء، في بيان تلقته «الشرق الأوسط» إن «الجيش الوطني وهو يواصل معركة التحرير مدعوما بالمقاومة الشعبية في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء، تمكن من السيطرة على أسلحة وعتاد كانت بحوزة الميليشيات وهي مجموعة صواريخ زلزال مع قاعدة إطلاق 4 أطقم كان على متنها 4 رشاشات ثقيلة عيار 23 وعربة BMB وكذلك 3 مخازن للذخيرة و10 قاذفات RBG و7 رشاشات 12 و8 معدلات ومخازن أدوية ومخازن تغذية وملابس وكذلك شيول (جرافة) كانت معدة لشق الطرق».
وأضاف الشندقي: «كل هذا خلفته الميليشيات أثناء فرارها أمام تقدم الجيش الوطني مدعوما بطيران التحالف العربي»، مؤكدا أن قوات الشرعية تتقدم «في ظل انهيار كبير لعناصر الميليشيات وفرارها باتجاه العاصمة صنعاء».
من جهة ثانية، اغتال مسلحون مجهولون القيادي في جماعة الحوثي، المسؤول عن التثقيف والإرشاد، عبد الله الوزير، في شارع الزراعة، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن «عبد الله الوزير، الذي يمتلك مؤسسة البلاغ الشيعية التي تمتلك صحيفة (البلاغ) منذ سنوات طويلة، قتل مع 4 من مرافقيه، في حادث يعيد إلى الأذهان حوادث الاغتيالات التي طالت قيادات مؤيدة لجماعة الحوثي قبل نحو عامين، دون أن تعلن الحركة الحوثية الانقلابية والمتمردة، التي تسيطر على العاصمة صنعاء عن الجهات المنفذة، حتى اللحظة».
وفي الوقت الذي لمحت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عملية الاغتيال تقف وراءها أجهزة أمنية في صنعاء، فإن مصادر أخرى قالت للصحيفة إن حركة الحوثيين «تشهد نوعا من تصفية الحسابات الداخلية، كلما اقتربت عملية الحسم العسكري، وفي ظل عمليات الفساد الكبرى التي تورطت فيها قيادات بارزة في الحركة، وباتت على ألسنة المواطنين في كل مكان، بعد أن اشترت قيادات حوثية عقارات بمئات الملايين من الريالات في صنعاء وغيرها من المدن التي تخضع لسيطرة الانقلابيين».
على صعيد آخر، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء بأن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وأجهزته الأمنية التي كانت تتبع الحكومة اليمنية وبالتعاون مع الحوثيين، يحضرون لأعمال عنف وشغب واغتيالات في العاصمة صنعاء، مع اقتراب قوات الجيش اليمني من العاصمة، التي أصبحت شبه مسيطرة على منطقة نهم (خمس مديريات في شرق العاصمة صنعاء).
وكشفت المصادر عن تجهيز مخابرات المخلوع صالح والحوثي لكتائب عسكرية تتبع الحرس الجمهوري وما تسمى اللجان الشعبية للقيام بدور جماعات متشددة، تحت اسم تنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة، كما هو الحال في جنوب البلاد، وبرايات سوداء، وشعارات وأعلام، يتزامن ظهورها مع اقتراب أو دخول قوات الشرعية إلى العاصمة صنعاء أو ضواحيها، وإلصاق التهمة.
وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن أن عملية إعداد وتجهيز تلك المجاميع، تشمل عددا من المغرر بهم وتحويلهم إلى «انتحاريين»، وأن المخلوع صالح تكفلت أجهزته الخاصة، الأمنية والعسكرية التي يديرها أبناء أشقائه. (تحتفظ «الشرق الأوسط» بالأسماء).



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».