ميسون نويهض: كنت أود أن أكون مراسلة حربية.. لكن القدر أخذني إلى الاستوديو

عرفت بين مشاهدي «العربية» بصاحبة «أحلى ابتسامة»

ميسون نويهض
ميسون نويهض
TT

ميسون نويهض: كنت أود أن أكون مراسلة حربية.. لكن القدر أخذني إلى الاستوديو

ميسون نويهض
ميسون نويهض

عندما التحقت الإعلامية ميسون نويهض بمحطة «العربية» قبل ثلاث سنوات كانت خبرت العمل في عدة محطات تلفزيونية أخرى خلال العقد الماضي. في البداية، عملت في محطة «تلفزيون لبنان» مقدمة لبرنامج «ألو نعم»، وقبل أن تنتظر طويلا سارعت بتقديم برامج أخرى من بينها البرنامج الترفيهي «الأربعاء بنص الجمعة»، ثم قدمت «استشارة على الهواء». وبعد تنقلها بين عدد من المحطات التلفزيونية اللبنانية، حطت في محطة «العربية». عرفت بين المشاهدين بأنها صاحبة أحلى ابتسامة. رحلتها قد لا تكون طويلة جدا، لكن المثير فيها أنها رحلة ناجحة تبوأت خلالها المذيعة التي ولدت في لبنان وتخرجت بشهادة جامعية في حقل الإعلام قبل بضع سنوات، مراكز مهمة في كل مرحلة من مراحل حياتها. تتحدث على الهواء بثقة ولا تنسى أن تبتسم لذلك المشاهد الذي ربما تعصف به الهموم السياسية التي تبثها. على الورق، ومن خلال إجاباتها، يكتشف المرء جانبا مثيرا آخر في شخصيتها رغم إجاباتها التي تبدو مقتضبة أحيانا. وجاء الحوار السريع معها على النحو التالي:
> كيف ومتى اخترت العمل في الإعلام؟ وما هي الدوافع الخاصة والعامـة لذلك؟
- منذ صغري كنت أحب القراءة وأشارك دائما تقديم الحفلات والمسرحيات التي كانت تجرى في المدرسة، وقد كنت محظوظة أن تلقيت رعاية من قبل أساتذتي ومحيطي لتنمية موهبتي. بدأت العمل مقدمة برامج وأنا في سنة أولى في كلية العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، وتدرجت من برامج الألعاب في تلفزيون لبنان الرسمي إلى البرامج الفنية والصباحية والثقافية في تلفزيون «الجديد» و«إم بي سي بيروت» حتى انتقلت عام 2006 إلى تقديم الأخبار في قناة «الآن» حيث كنت أعد النشرات وأقدمها، توقفت عن العمل عام 2009 بعد ولادتي لابني كيان، ثم عدت مع تلفزيون «الشرقية» الذي يهتم بأخبار العراق أولا فضلا عن ملفات المنطقة والعالم، وعام 2010 التحقت بقناة «العربية» التي أقدم فيها الأخبار فضلا عن تقديمي لبرنامج من العراق.
> ماذا كان طموحك في مطلع عملك في المهنة التي اخترتها؟ هل كان العمل مذيعة هو رغبتك من البداية؟
- كنت أود أن أكون مراسلة في الميدان، ولكن أخذني القدر إلى الاستوديو، ولكن ما زلت أشعر بحماسة للعمل الميداني، وخاصة عندما أتابع زملائي المراسلين وأشاهد الشغف الذي يبرز عندهم خلال تغطيتهم للأحداث على الأرض.
> ما الخطوة اللاحقة في مشروع حياتك المهني؟ وما الذي تطمحين إليه؟
- أطمح إلى أن أطور نفسي لتنفيذ نشرات الأخبار أو البرامج السياسية إلى جانب عملي مذيعة، وأتمنى أن أجد الوقت نظرا لمسؤوليات العائلة والعمل، لأعود لمقاعد الدراسة في الجامعة وأكمل الدراسات العليا لأني أحب التعليم أيضا إلى جانب عملي في الإعلام.
> من كان قدوتك في الإعلام؟
- إعلاميات كثر كنت أتابعهن وأتمنى أن أنجح مثلهن لكن لا أحب الخوض في الأسماء.
> من كاتبك المفضل (كاتبتك المفضلة) محليا وعالميا؟
- غسان شربل رئيس تحرير جريدة «الحياة» لديه أسلوب مشوق وقلم له بصمة، فعندما تقرأ مقالا تعرف أنه من توقيعه دون الحاجة لقراءة اسم الكاتب، وفي كتابة الروايات باولو كويللو لأنه يأخذك إلى عوالم متشابكة وتستطيع أخذ العبر والحكم من كل رواية يكتبها.
> من الشخصية الإعلامية، حسب رأيك، الأصلح كمثل أعلى يحتذى في الإعلام المرئي والمسموع في بلدك؟
- قلت سابقا إني لا أحب الخوض في الأسماء، ولكن الإعلامية غابي لطيف لها أسلوب مميز، ومن الصعب تقليدها مهما تأثرت بها.
> ما عدد ساعات العمل التي تمضينها خلال الأسبوع؟ وهل ذلك يترك لك الكثير من الوقت لكي تمضيه مع الأسرة؟
- أمضي ساعات طويلة في العمل ولكن أحرص على تمضية وقت قيم مع الأسرة، وأهتم بأدق التفاصيل من المطبخ إلى أبسط الأمور التي يحتاجونها، هم أغلى ما لدي، فالعائلة لا تقدر بثمن وهي أساس المجتمع، فإذا نجحت بتربية عائلة أساهم بخلق مجتمع صالح، ونحن بأمس الحاجة إلى بناء مجتمعنا بطريقة مغايرة تتماشى مع التغييرات التي يعيشها العالم.
> ما رأيك في الإعلام الجديد (إنترنت ووسائل اتصال أخرى)؟ وهل في رأيك سيحل محل الإعلام السائد (صحافة، تلفزيون)؟
- أنا لست مع تسمية الإعلام الجديد أو التقليدي؛ لأن الإعلام فضاء واسع ويستوعب التطور ويتكيف معه، وبالنهاية الوقت هو الكفيل بتبيان مستقبل الإعلام وتنوعه.
> هل تتأثرين بالأخبار السياسية أو التي تقدمينها على الشاشة على نحو شخصي، أو تستطيعين الحفاظ على مسافة بينك وبينها؟
- أحاول أن لا أظهر تأثري قدر الإمكان، ولكن في بعض الأحيان تخونني عاطفتي وخاصة عندما يتعلق الأمر بقتل الأطفال؛ فأنا أم ومن الصعب عدم التفكير بأمهات هؤلاء الأطفال والتعاطف معهن وعدم الشعور بالقهر على الطفولة المعذبة والمجازر التي يتعرض لها الأطفال الذين لم يقترفوا أي ذنب غير أنهم خلقوا في بلاد تحكمها شريعة الغاب.
> بالنسبة لك، ما المدونة المفضلة أو الموقع الإلكتروني المفضل؟
- ما يهمني هو الخبر وصياغته ومصداقيته بغض النظر عن الموقع الذي نشره، ولكن أحاول أن أتابع المواقع التي تتسم بالمصداقية أكثر من غيرها، وأقول ذلك لأنه للأسف الأخبار أصبحت تنشر حسب المصالح والأهواء والانتماءات.
> ما نصيحتك للصحافيين والصحافيات الشباب في بداية حياتهم الإعلامية؟
- لا تتوقفوا عن التعلم لأن الاكتفاء بما نعرف والغرور هو مقبرة الإعلامي، والشهرة مجد باطل.
> ما الشروط التي يجب توافرها، حسب رأيك، في أي صحافي؟
- الطبيعية والإقناع والمصداقية والشغف في طريقة نقل الخبر أو كتابته.
> هل تستطيعين وصف ما تعنيه عبارة «الإعلامي الناجح»؟
- من يحبه الجمهور ويستطيع أن يبقى في الذاكرة مهما طال الزمن.. أسماء كثيرة لمعت في فترة معينة، وما إن غابت عن الشاشة حتى نسيها المشاهد، وعلى العكس بعض الأسماء غابت وما زالت ذكراها باقية حتى الآن.
> في رأيك، ما هي أنجح قصة إخبارية قدمتها حتى الآن؟
- لا أستطيع أن أقيم عملي، فهذا أتركه للمشاهد ولكم، ولكن من أجمل اللحظات التي عشتها عندما قدمت برنامجي الصباحي على شاشة «الجديد» من سجن أنصار في يوم التحرير عام 2000 ورأيت الفرحة والدموع التي كانت تغمر الناس، وأتمنى أن أعيش هذه اللحظات مجددا عندما تستطيع كل الشعوب التي تأمل التغيير والعيش بكرامة بعيدا عن الظلم والاستبداد أن تحقق هذا الحلم وهذا الحق.



كيف يؤثر «غوغل ديسكوفر» في زيادة تصفح مواقع الأخبار؟

شعار شركة «غوغل» عند مدخل أحد مبانيها في كاليفورنيا (رويترز)
شعار شركة «غوغل» عند مدخل أحد مبانيها في كاليفورنيا (رويترز)
TT

كيف يؤثر «غوغل ديسكوفر» في زيادة تصفح مواقع الأخبار؟

شعار شركة «غوغل» عند مدخل أحد مبانيها في كاليفورنيا (رويترز)
شعار شركة «غوغل» عند مدخل أحد مبانيها في كاليفورنيا (رويترز)

أوردت تقارير، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أن ناشري الأخبار كثّفوا ظهورهم على «غوغل ديسكوفر» بهدف زيادة حركات المرور على مواقعهم، وهذا بعدما تراجعت وسائل التواصل الاجتماعي عن دعم ظهور الأخبار منذ مطلع العام. إذ اتجهت «غوغل» إلى نموذج الملخّصات المعزّز بالذكاء الاصطناعي بديلاً عن ترشيح روابط الأخبار من مصادرها، ما أدى إلى تراجع الزيارات تدريجياً. غير أن خبراء ناقشوا الأمر مع «الشرق الأوسط» عدُّوا هذا الاتجاه «رهاناً محفوفاً بالمخاطر، وقد لا يحقق نموذج عمل مستداماً». أبحاث أجرتها «نيوز داش»، وهي أداة متخصصة في تحسين محركات البحث (SEO) موجهة للناشرين والمواقع الإخبارية، أظهرت أن «غوغل ديسكوفر» بات يمثل في المتوسط 55 في المائة من إجمالي حركة المرور الآتية من «غوغل» للناشرين، مقارنة بـ41 في المائة، في دراسة سابقة، ما يعني أن «ديسكوفر» أضحى القناة الكبرى التي تجلب الزيارات إلى مواقع الأخبار.

جدير بالذكر أن «غوغل ديسكوفر» هو موجز للمقالات يظهر على نظامي «أندرويد» و«آبل» عند فتح «غوغل» للتصفّح. ووفق محرّك البحث، فإن المقالات المُوصى بها تُحدَّد وفقاً لاهتمامات المستخدم وعمليات البحث السابقة، ومن ثم، فإن ما يظهر لدى المستخدم من ترشيحات هو موجز شخصي جداً، لذا يحقق مزيداً من الجذب.

محمد الكبيسي، الباحث ومدرب الإعلام الرقمي العراقي المقيم في فنلندا، أرجع تكثيف بعض المواقع الإخبارية وجودها على «غوغل ديسكوفر» إلى احتدام المنافسة الرقمية بين المنصّات للوصول إلى الجمهور. وأوضح: «منطقياً، تسعى مواقع الأخبار إلى الظهور على منصات متعدّدة، مما يعزز فرص الوصول والتفاعل مع الأخبار دون الحاجة للبحث المباشر».

وحدَّد الكبيسي معايير ظهور المقالات على «غوغل ديسكوفر» بـ«جودة المحتوى، والتحديث المستمر، وتوافق SEO، والملاءمة مع اهتمامات المستخدمين وسلوكهم السابق في استخدام وسائل الإنترنت، إضافة إلى الالتزام بمعايير الإعلام والصحافة المهنية».

ومن ثم، بعدما رأى الباحث العراقي تكثيف الاهتمام بأداة «غوغل ديسكوفر» حلاًّ مؤقتاً للمرحلة الحالية، شرح أنه «يمكن القول عموماً إن (غوغل ديسكوفر) قد يُسهم في زيادة معدلات الزيارات للعديد من المواقع الإخبارية، لكن ذلك يعتمد على أهمية المحتوى وملاءمته اهتمامات الجمهور». أما عن الحلول المستدامة فاقترح الكبيسي على صُناع الأخبار تحقيق المواءمة مع تطوّرات المنصات ومواكبة التحديثات؛ لتجنب التبِعات التي قد تؤدي إلى تقليل الظهور أو انخفاض معدلات الوصول».

من جهته، يقول الحسيني موسى، الصحافي المتخصص في الإعلام الرقمي بقناة الـ«سي إن إن» العربية، إن «غوغل ديسكوفر» لا يقبل أي مقالات؛ لأن لديه معايير صارمة تتعلق بجودة المحتوى ومصداقيته. وتابع أن «الظهور على (غوغل ديسكوفر) يشترط تقديم معلومات دقيقة تلبّي اهتمامات المستخدمين وتُثري معرفتهم، مع استخدام صور عالية الجودة لا تقل عن 1200 بيكسل عرضاً، وعناوين جذابة تعكس مضمون المقال بشكل شفاف بعيداً عن التضليل». ثم أضاف: «يجب أن تكون المواقع متوافقة مع أجهزة الهواتف الذكية؛ لضمان تجربة مستخدم سلسة وسريعة، مع الالتزام الكامل بسياسات (غوغل) للمحتوى».

وعلى الرغم من أن معايير «غوغل ديسكوفر» تبدو مهنية، عَدَّ موسى أن هذا «الاتجاه لن يحقق مستقبلاً الاستقرار للناشرين... وصحيح أن (غوغل ديسكوفر) يمكن أن يحقق زيارات ضخمة، لكن الاعتماد عليه فقط قد لا يكون واقعاً مستداماً».

ورأى، من ثم، أن الحل المستدام «لن يتحقق إلا بالتنوع والتكيف»، لافتاً إلى أنه «يُنصح بالتركيز على تقديم محتوى ذي قيمة عالية وتحويله إلى فيديوهات طولية (فيرتيكال) مدعومة على منصات التواصل الاجتماعي لجذب المزيد من المتابعين وبناء قاعدة جماهيرية وفية».