«الطائرة الماليزية» أمل يتلاشى ومأساة باقية

«الطائرة الماليزية» أمل يتلاشى ومأساة باقية
TT

«الطائرة الماليزية» أمل يتلاشى ومأساة باقية

«الطائرة الماليزية» أمل يتلاشى ومأساة باقية

بعد نحو ثلاث سنوات من المحاولات الشاقة في حل أكبر الألغاز بتاريخ الطيران المدني، أعلنت الدول الباحثة عن الطائرة الماليزية المفقودة «استسلامها» اليوم (الثلاثاء) لاستنفادها «كل جهد ووسيلة علمية متاحة» للبحث، لكن من دون جدوى.
وقالت سلطات كل من أستراليا والصين وماليزيا في بيان إن عملية البحث في المحيط الهندي «غير المجدية انتهت» عن طائرة «بوينغ 777» خلال رحلة من العاصمة الماليزية كوالالمبور إلى بكين في مارس (آذار) 2014 وعلى متنها 239 شخصًا، وأُنفق أكثر من 135 مليون دولار على عملية البحث في نطاق مساحته 120 ألف كيلومتر مربع في جنوب المحيط الهندي.
وأضافت أن «قرار تعليق البحث تحت الماء لم يتخذ ببساطة أو دون أن يكون مصحوبا بشعور بالأسف».
وكانت هذه الدول لمحت في يوليو (تموز) الماضي إلى انتهاء البحث مع التأكيد في حينها على أنه «إذا ظهرت معلومات جديدة ذات صدقية يمكن استخدامها في تحديد موقع الطائرة».
وقالت الدول الثلاث إن آخر سفينة بحث غادرت المنطقة اليوم بعد انتهاء البحث في جزء مساحته 120 ألف كيلومتر مربع من قاع الهندي كان محل تركيز عمليات البحث المستمرة طيلة الفترة الماضية.
وكان المحققون الماليزيون أعلنوا في 2015 أنه لا يوجد شيء مريب في الخلفيات المالية أو الطبية أو الشخصية للطيارين وأفراد الطاقم. ورفضت أستراليا الشهر الماضي توصية المحققين بنقل موقع البحث إلى الشمال بعض الشيء، قائلة إنه لم تظهر أدلة جديدة تدعو لتأييد تلك التوصية.
وكان العثور على قطعة حطام من الطائرة في جزيرة لا ريونيون الفرنسية، في أغسطس (آب) من العام الماضي، أحيا الأمل بحل اللغز، وعثر كذلك على قطع عديدة من حطام الطائرة المفقودة على شواطئ في أفريقيا، لكنها لم تُلقِ ضوءًا يُذكَر يتيح حل اللغز.
وثارت حول الحادث فرضيات مختلفة في شأن إن كان أحد الطيارين أو كلاهما متحكمًا في القيادة، أو إن كانت تعرَّضَت للخطف، أو إن كان كل من كانوا على متنها لقوا حتفهم ولم يكن أحد متحكمًا فيها على الإطلاق عندما ارتطمت بالماء.
ومما يزيد الأمر غموضًا أن المحققين يعتقدون أن شخصًا ما قد تعمد إغلاق جهاز الإرسال في الطائرة قبل أن يحول اتجاهها لتقطع آلاف الأميال فوق المحيط الهندي.
وطالت شكاوى أقرباء عدد من الركاب وأهاليهم (غالبيتهم من الصين) «شركة الطيران الماليزية» في الولايات المتحدة وماليزيا والصين وأستراليا وغيرها، بينما وافق آخرون على تسويات ودية.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.