السيسي ولوكاشينكو يفتتحان منتدى الأعمال المصري - البيلاروسي في القاهرة

السيسي ولوكاشينكو يفتتحان منتدى الأعمال المصري - البيلاروسي في القاهرة
TT

السيسي ولوكاشينكو يفتتحان منتدى الأعمال المصري - البيلاروسي في القاهرة

السيسي ولوكاشينكو يفتتحان منتدى الأعمال المصري - البيلاروسي في القاهرة

افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في القاهرة أمس منتدى الأعمال المصري - البيلاروسي‏ الثاني، الذي ينظمه الاتحاد العام للغرف التجارية بمصر. وقال السيسي إن «التعاون بين مصر وبيلاروسيا شهد نموًا كبيرًا، وأن هناك رغبة لدى البلدين في استمرار التعاون بينهما»، مضيفًا: «نعمل على استكشاف فرص التعاون بين البلدين وعلى رأسها مجال التصنيع».
ويأتي هذا المنتدى بمناسبة الاحتفال بمرور 25 عامًا على إرساء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وشهد الافتتاح رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل ونائب رئيس الوزراء البيلاروسي، وعدد من الوزراء في الجانبين وكبار رجال الدولة، إضافة إلى 10 وزراء بيلاروسيين، ومشاركة وفد من 40 شركة بيلاروسية عملاقة طامحة في الاستثمار في مصر.
وأكد السيسي أن التصنيع يعد القاطرة الأساسية للتنمية وأنه يأتي على رأس مجالات التعاون التي تتطلع مصر إلى تطويرها مع بيلاروسيا، داعيًا مجموعة العمل التي تم تشكيلها في إطار اللجنة المشتركة المصرية البيلاروسية إلى بذل مزيد من الجهد في تطوير التعاون بين البلدين في مجال التعاون الصناعي وتطويره ليشمل مجالات تنموية جديدة مثل التصنيع الزراعي وتحديث تقنيات الزراعة والري وتدوير المخلفات الصلبة ومعالجة مياه الصرف الصحي وتوفير مياه الشرب.
ومن جانبه، توقع الرئيس البيلاروسي أن تشهد السنوات القليلة المقبلة تفعيلاً للمشروعات التي تم الاتفاق عليها بين البلدين، لافتًا إلى أن ما تعانيه مصر الآن، عانى منه الشعب البيلاروسي مرتين في تاريخه.
كما أشار إلى أن وضع مصر أكثر تعقيدًا، فمصر دولة كبيرة وتعداد سكانها أكثر من تسعين مليون شخص، والشعب يريد فرص عمل من أجل معيشة طيبة، ويجب دعم هذا الشعب وتوفير الحماية الاجتماعية له.
وتابع لوكاشينكو أنه «وعد الرئيس السيسي أن تكون وتيرة التقارب بين البلدين سريعة على نحو يرضي الجانب المصري»، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن «مصر نافذة لكل الدول النامية والدول الأفريقية».
وقال لوكاشينكو إن «العالم الآن يحارب الإرهاب الدولي، ودولتنا ليست بمنأى عن تلك الحرب؛ حيث إنها يحيطها التوتر، فأوكرانيا يوجد بها الكثير من المشكلات، ونحن نسعى دائمًا إلى السلام». وعن التعاون في مجال الإنتاج الحربي، أعرب عن استعداد بلاده للتعاون مع مصر في مجال الإنتاج الحربي، مشيرًا إلى أنهم لديهم الكثير من المشروعات الجاهزة للتنفيذ.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.