السعودية تطلق «المؤشر العقاري» رسميًا

المفرج لـ «الشرق الأوسط»: المملكة الرابعة عربيًا في إعداد هذا المؤشر

وحدات سكنية بالمملكة العربية السعودية
وحدات سكنية بالمملكة العربية السعودية
TT

السعودية تطلق «المؤشر العقاري» رسميًا

وحدات سكنية بالمملكة العربية السعودية
وحدات سكنية بالمملكة العربية السعودية

أطلقت السعودية رسميًا «المؤشر العقاري»، الذي يعد أداة إحصائية لقياس التغير النسبي في أسعار العقار بين فترتين زمنيتين، ممثلة في الهيئة العامة للإحصاء، ويشمل 18 مدينة سعودية، مع تحديد عام 2014 ليكون سنة الأساس، وذلك خلال ورشة عمل حول الرقم القياسي لأسعار العقار، أقيمت أمس بمدينة الظهران.
وأعلنت الهيئة العامة للإحصاء خلال تدشينها المؤشر العقاري أن احتساب الأوزان جاء بناء على قيمة الصفقات العقارية كالتالي: القطاع السكني 65 في المائة، والقطاع التجاري 31 في المائة، والقطاع الزراعي 4 في المائة. ويتكون القطاع السكني من: قطعة أرض – عمارة - فيلا – شقة - بيت. أما القطاع التجاري فيتكون من: قطعة أرض – عمارة - معرض – محل - مركز تجاري. وأخيرا القطاع الزراعي ويندرج تحته صنف واحد هو الأرض الزراعية.
ويوضح تيسير المفرج، مدير الإدارة العامة للإعلام بالهيئة العامة للإحصاء، لـ«الشرق الأوسط»، أن الهيئة استعانت بالبيانات والسجلات الصادرة عن وزارة العدل خلال الفترة من عام 2012 إلى 2016، مشيرًا إلى أن المؤشر العقاري سيكشف حركة أسعار قطاع العقار بالارتفاع أو الانخفاض، بشكل ربع سنوي، على أن يبدأ في الصدور للربع الأول من العام الحالي 2017.
وتابع المفرج: «السعودية هي الرابعة عربيا في إطلاق هذا المؤشر الرسمي، إذا ما علمنا بأن هذا المؤشر هو متطلب دولي لمجموعة أعضاء الدول العشرين»، مشيرًا إلى أن المغرب والأردن وتونس كانت لها السبق في ذلك. وأكد أن المؤشر العقاري تم إعداده ارتكازا على البيانات التي توفرها وزارة العدل في هذا المجال.
وأظهرت ورشة العمل التي أقيمت أمس أن أهم استخدامات المؤشر العقاري تتضمن: رصد تحركات أسعار الأصول العقارية، والمساعدة في اتخاذ بعض القرارات الاقتصادية المهمة من قبل الجهات الرسمية، وقياس التغيرات في أسعار العقارات بين فترة وأخرى، والاستفادة منه في التحليلات الاقتصادية والإحصائية الخاصة بتحركات أسعار العقارات والتنبؤات المستقبلية، إلى جانب أنه يعد مؤشرا اقتصاديا رياديا للتنبؤ بالنمو الاقتصادي.
وعن آلية بناء هذا المنتج الإحصائي، أفادت الهيئة العامة للإحصاء أن البداية جاءت في التواصل مع الجهات ذات العلاقة ممثلة بوزارة العدل ومؤسسة النقد العربي السعودي، ثم الحصول على البيانات للفترة من 2012 إلى 2016، التي تمت دراستها ومدى تحقيقها متطلبات إصدار الرقم. مع الأخذ بالاعتبار شمولية الرقم القياسي، بحيث يمثل جميع المناطق الإدارية بالمملكة من خلال تغطية 18 مدينة.
وخلال ورشة العمل، اتضح أن مؤشر الرقم القياسي لأسعار العقارات أظهر تراجعا في مستوى أسعار العقارات في المملكة في العام الماضي مقارنة بالعامين السابقين 2015 و2014؛ حيث سجل المؤشر خلال العام الماضي انخفاضا بلغت نسبته 6.1 في المائة، مقارنة بالعام الذي سبقه. وسجل مؤشر الرقم القياسي لأسعار العقارات خلال الربع الرابع من العام الماضي انخفاضا بلغت نسبته 3.5 في المائة مقارنة بالربع الثالث، وانخفاضا بلغت نسبته 8.7 في المائة مقارنة بنظيره من العام الذي سبقه.
وأوضحت الهيئة العامة للإحصاء خلال الورشة أنه من منطلق مهامها بوصفها مرجعا رسميا للإحصاءات في السعودية ومشرفا ومنظما للقطاع الإحصائي، حرصت على متابعة تحركات أسعار الوحدات المكونة لقطاع العقار، ورصد قيم صفقاتها في مختلف مناطق البلاد، ومتابعة التغيرات التي تطرأ عليها من فترة إلى أخرى من خلال المنتج الإحصائي الجديد «الرقم القياسي لأسعار العقارات».
كما أشارت الهيئة إلى أن المنتج الإحصائي الجديد يهدف إلى إيجاد مؤشرات إحصائية عقارية متميزة تقيس أداء السوق العقارية بالمملكة وسد ثغرة البيانات في هذا القطاع، ويعد أداة مهمة لدعم الجهات المعنية باتخاذ القرارات الاقتصادية المتعلقة بهذا الشأن، وتفيد بياناته المهتمين بالتحليلات الاقتصادية والإحصائية الخاصة بتحركات أسعار العقارات، والتنبؤات المستقبلية خلال فترات زمنية مختلفة.
يذكر أن الهيئة العامة للإحصاء قد أعلنت في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عن إطلاق أكثر من 45 منتجا إحصائيا جديدا في مرحلة أولى للمنتجات الجديدة التي شملت إحصاءات اقتصادية، واجتماعية، وسكانية، وإحصاءات العمرة، وأخرى لسوق العمل، إضافة إلى إحصاءات تتعلق بالطاقة، والمعرفة، والبيئة، والثقافة، والرياضة، والترفيه، وإحصاءات خاصة بالأمن والسلامة.



وسط طلب قوي... السعودية تبيع سندات قيمتها 12 مليار دولار على 3 شرائح

العاصمة الرياض (رويترز)
العاصمة الرياض (رويترز)
TT

وسط طلب قوي... السعودية تبيع سندات قيمتها 12 مليار دولار على 3 شرائح

العاصمة الرياض (رويترز)
العاصمة الرياض (رويترز)

جمعت السعودية 12 مليار دولار من أسواق الدين العالمية، في بيع سندات على 3 شرائح، وسط طلب قوي من المستثمرين.

ويأتي هذا الطرح الأول لهذا العام بعد اعتماد خطة الاقتراض السنوية 2025، مطلع هذا الأسبوع، باحتياجات تمويلية متوقعة في السنة المالية قيمتها 37 مليار دولار. وقال المركز الوطني لإدارة الدَّين في السعودية، في بيان يوم الثلاثاء، إن الشريحة الأولى تضمنت سندات قيمتها 5 مليارات دولار لأجل 3 سنوات، والثانية 3 مليارات لأجل 6 سنوات، والثالثة 4 مليارات لأجل 10 سنوات.

وأضاف أن إجمالي الطلبات بلغ نحو 37 مليار دولار، وهو ما يعادل زيادة في الاكتتاب بنحو 3 أضعاف الإصدار. وأوضح أن هذه الخطوة تعدّ ضمن استراتيجية المركز الوطني لإدارة الدَّين، لتوسيع قاعدة المستثمرين، لغرض تلبية احتياجات المملكة التمويلية من أسواق الدَّين العالمية بكفاءة وفاعلية.

ويبيّن حجم الإقبال من قبل المستثمرين الدوليين على أدوات الدَّين الحكومية ثقتهم بمتانة الاقتصاد السعودي، ومستقبل الفرص الاستثمارية فيه. وذكرت خدمة «آي إف آر» لأخبار أدوات الدخل الثابت، الاثنين، أنه تسنى خفض سعر العائد على سندات الشريحة الأولى، مما يشير إلى شهية قوية من المستثمرين. وقال المركز الوطني لإدارة الدَّين في بيان يوم الأحد، إن المملكة «تستهدف خلال عام 2025 الاستمرار في تنويع قنوات التمويل المحلية والدولية، لتغطية الاحتياجات التمويلية بالكفاءة المطلوبة، وذلك بإصدار أدوات دَين سيادية. بالإضافة إلى الاستفادة من فرص الأسواق للتوسع في تنفيذ عمليات تمويل خاصة... كالتمويل عبر وكالات ائتمان الصادرات، وتمويل مشـاريع تطوير البنية التحتية، وتمويل النفقات الرأسمالية، ودراسة الفرص المتاحة للدخول في أسواق وعملات جديدة».

وتتوقع المملكة عجزاً مالياً بقيمة 27 مليار دولار في 2025، مع استمرارها في الإنفاق الاستراتيجي على المشروعات المرتبطة بـ«رؤية 2030». ووافق وزير المالية محمد الجدعان يوم الأحد على خطة الاقتراض السنوية للمملكة، والتي تقدر الاحتياجات التمويلية على مدى العام الحالي بنحو 139 مليار ريال (37.02 مليار دولار).

وتهدف الخطة إلى «تغطية العجز المتوقع في الميزانية العامة للدولة لعام 2025... وسداد مستحقات أصل الدَّين خلال العام الحالي 2025 البالغة ما يعادل 38 مليار ريال». وقال «صندوق الاستثمارات العامة» الاثنين، إنه حصل أيضاً على تسهيل ائتماني للمرابحة بسبعة مليارات دولار، وهو شكل من أشكال التمويل الإسلامي. وكانت بنوك «سيتي» و«غولدمان ساكس إنترناشيونال» و«جيه بي مورغان» مشترِكة، منسِّقة عالمية ومنظِّمة لإصدار السندات السيادية السعودية.

وكانت وكالة «موديز» قد رفعت تصنيف المملكة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى «إيه إيه 3»، بعد تصنيف «فيتش» لها عند «إيه+»، وكلاهما مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، وقدرة عالية على الوفاء بالالتزامات المالية، مع مخاطر ائتمانية منخفضة. في حين تصنّف «إس آند بي غلوبال» المملكة عند «إيه/ إيه- 1» مع نظرة مستقبلية «إيجابية»، وقدرة جيدة على الوفاء بالالتزامات المالية، مع مخاطر ائتمانية منخفضة نسبياً.

وقدّر صندوق النقد الدولي نسبة الدَّين العام إلى الناتج المحلي في المملكة عند 26.2 في المائة في 2024، ووصفه بأنه منخفض، وفي حدود يمكن الاستمرار في تحملها. وذكر أن الاقتراض الأجنبي سيواصل الاضطلاع بدور رئيسي في تمويل العجز؛ وهو ما يؤدي إلى أن تبلغ نسبة الدين العام إلى إجمالي الناتج المحلي نحو 35 في المائة بحلول عام 2029.