مصر تبدأ غدًا رحلة الترويج للسندات الدولية من الإمارات

قيمة الطرح تصل إلى 2.5 مليار دولار

مصر تبدأ غدًا رحلة الترويج للسندات الدولية من الإمارات
TT

مصر تبدأ غدًا رحلة الترويج للسندات الدولية من الإمارات

مصر تبدأ غدًا رحلة الترويج للسندات الدولية من الإمارات

توقع وزير المالية عمرو الجارحي طرح السندات الدولارية، التي تعتزم مصر إصدارها في السوق الدولية، في يوم 24 أو 25 يناير (كانون الثاني) الحالي، في مؤتمر صحافي عقده أمس الأحد، وأشار إلى أن وفدًا من الوزارة سيبدأ الترويج للسندات خلال الأسبوع الحالي.
وقال الجارحي، إن الحكومة تستهدف جمع ما بين 2 إلى 2.5 مليار دولار من خلال طرح السندات الدولارية في السوق الدولية: «سنبدأ الترويج غدًا الثلاثاء في الإمارات ثم أميركا وبريطانيا، ثم نقوم بالطرح إن شاء الله في 24 أو 25 يناير». وأضاف الجارحي أن شريحة صغيرة من السندات المزمع طرحها ستكون لأجل 30 سنة، مشيرا إلى أن عددًا كبيرًا من المؤسسات المالية أبدت رغبتها في لقاء الوفد المصري، وأن بعضها وضع أوامر شراء بالفعل للسندات المصرية.
وأشار أحمد كوجك، نائب وزير المالية، إلى أن الوزارة اجتمعت مع نحو 80 مؤسسة مالية عالمية، تشمل أكبر بنوك الاستثمار والصناديق المالية، خلال الجولة الترويجية المحلية للسندات. وكانت مصر اختارت بنوك «بي إن بي باريبا، وسيتي جروب، وجيه بي مورجان، وناتكسيس» لإدارة طرح السندات الدولارية، وترتيب سلسلة لقاءات مع المستثمرين في الشرق الأوسط والولايات المتحدة وأوروبا، للترويج لها.
وأضاف كوجك أن استثمارات الأجانب في أدوات الدين الحكومية تجاوزت مليار دولار منذ تعويم الجنيه في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وأشار إلى أن ضخ هذه الاستثمارات الأجنبية في مصر يأتي في الوقت الذي سحبت فيه صناديق الاستثمار العالمية أموال بقيمة 30 مليار دولار من الأسواق الناشئة، وهو ما اعتبره ثقة من هذه الصناديق في الاقتصاد المصري.
وتوقع الجارحي أن تصل استثمارات الأجانب في أذون وسندات الخزانة المحلية إلى ما بين 10 و11 مليار دولار خلال عام. وقرر البنك المركزي تحرير سعر الصرف في 3 نوفمبر الماضي وترك للبنوك تحديد سعر الجنيه أمام العملات الأجنبية وفقا لآليات العرض والطلب. وتراجع استثمار الأجانب في أذون الخزانة الحكومية بشكل حاد بعد ثورة يناير 2011، وكانت واحدة من موارد العملة الصعبة للبلاد، لتهبط من مستوى 10 مليارات دولار قبل ثورة يناير، إلى ما لا يزيد على 50 مليون دولار في 2015، قبل أن تزيد بنحو 500 مليون دولار بعد قرار خفض قيمة الجنيه في مارس (آذار) الماضي.
وتعول مصر على عودة الأجانب لسوق الدين الحكومية بعد قرار تحرير سعر الصرف، بما يوفر بديلاً تمويليًا لعجز الموازنة، ويعيد الاستقرار لسوق الصرف من خلال ضخ العملة الصعبة في السوق.
من ناحية أخرى أعلن الجارحي أن الفائدة التي ستدفعها مصر على قرض صندوق النقد الدولي تتراوح بين 1.5 و1.75 في المائة، مضيفًا أن كل شريحة من القرض سيتم سدادها خلال عشر سنوات، «سنسدد كل شريحة خلال 10 سنوات تتضمن أربع سنوات ونصف فترة سماح».
وكان مجلس الوزراء، وافق في اجتماعه الأربعاء الماضي، على اتفاق مصر مع صندوق النقد الدولي، واتخاذ الإجراءات اللازمة لإحالته لمجلس النواب. ووافق صندوق النقد الدولي في 11 نوفمبر الماضي على إقراض مصر 12 مليار دولار خلال 3 سنوات، وتسلمت مصر 2.75 مليار دولار من القرض.
واستعرض وزير المالية خلال المؤتمر إنجازات وخطط وزارته، وقال إن اللائحة التنفيذية لقانون الضريبة على القيمة المضافة ستصدر خلال أسبوعين.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي صدق على قانون ضريبة القيمة المضافة، التي تحل بدلا من ضريبة المبيعات، في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي بعد موافقة مجلس النواب عليه، ونشر في الجريدة الرسمية.
وأعلن الوزير أن العجز الكلي للموازنة في النصف الأول من العام الحالي تراجع إلى 5.1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، مقابل 6.2 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي، نتيجة ارتفاع الإيرادات بوتيرة أعلى من المصروفات.



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.