القاهرة تستضيف اجتماعين للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب

بمشاركة 35 دولة من بينهم البلدان الدائمة العضوية بمجلس الأمن

القاهرة تستضيف اجتماعين للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب
TT

القاهرة تستضيف اجتماعين للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب

القاهرة تستضيف اجتماعين للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب

تستضيف القاهرة اليوم (الأحد)، ويوم غد (الاثنين) اجتماعين للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب. وقالت الخارجية المصرية إن استضافة القاهرة لاجتماعات المنتدى تأتي في سياق جهودها التي تولي تعزيز الجهود الدولية لمواجهة الأفكار والآيديولوجيات الإرهابية المتطرفة، الأولوية على أجندتها منذ بدء عضويتها في مجلس الأمن ورئاستها للجنة مكافحة الإرهاب بالمجلس.
والاجتماع الأول هو اجتماع تشاوري حول إعادة هيكلة مجموعات عمل المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، والثاني اجتماع مجموعة عمل العدالة الجنائية وسيادة القانون المنبثقة عن المنتدى والتي تترأسها بشكل مشترك كل من مصر والولايات المتحدة الأميركية.
وقال المتحدث الرسمي، للخارجية المستشار أحمد أبو زيد إن استضافة القاهرة لاجتماعات المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب تأتي في سياق جهودها منذ بدء عضويتها في مجلس الأمن ورئاستها للجنة مكافحة الإرهاب بالمجلس، والتي أكدت خلالها عبر اجتماعاتها على أولوية تعزيز الجهود الدولية لمواجهة الأفكار والآيديولوجيات الإرهابية المتطرفة، وذلك خلال الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن في مايو (أيار) 2016. والتصدي لقضية تمويل الإرهاب، ووضع آليات للحد من استخدام الإنترنت من جانب التنظيمات الإرهابية، وغير ذلك من الموضوعات ذات الصلة بالأنشطة الإرهابية.
وأضاف أبو زيد، أنه من المقرر مشاركة كبار المسؤولين من ممثلي 35 دولة من الدول العربية والأفريقية والأوروبية والأميركية والآسيوية في الاجتماعين، ومنها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى جانب الاتحاد الأوروبي وعدد من المنظمات الدولية والإقليمية ووكالات الأمم المتحدة المعنية بقضايا مكافحة الإرهاب.
ومن جانبه، أشار السفير خالد عزمي مدير وحدة مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية، إلى أن اجتماع اليوم الأول للمؤتمر سيناقش تطوير آليات مجموعات العمل الست المنبثقة عن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب لضمان التعامل الفعال مع التطورات الجارية في ظل التحديات الراهنة لظاهرة الإرهاب، بما في ذلك تعزيز جهود المنتدى في وضع الإطار الدولي لمكافحة الإرهاب، والمجالات التي يمكن للمنتدى المساهمة فيها، بما في ذلك دعم تنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، التي ساهمت مصر بفاعلية في بلورتها بالجمعية العامة، وتعزيز أطر التعاون مع الوكالات الخاصة التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة.
كما سيتناول الاجتماع كيفية إعادة توجيه نشاط وفاعلية مجموعات العمل الجغرافية بالمنتدى في مناطق شرق أفريقيا والساحل والصحراء وغرب أفريقيا وآسيا، ودورها في تعبئة الموارد بشكل يضمن فاعلية جهود بناء قدرات الدول في مجال مكافحة الإرهاب.
وفيما يتعلق باليوم الثاني، أوضح عزمي أنه مخصص لاجتماع مجموعة عمل العدالة الجنائية وسيادة القانون، التي تترأسها بشكل مشترك مصر والولايات المتحدة الأميركية، ويهدف إلى تعزيز أفضل الممارسات المرتبطة بقطاع العدالة الجنائية في التعامل مع قضايا الإرهاب بما في ذلك الجوانب المتصلة باستخدام سلطات القضاء الجنائي للتحقيق في الأنشطة الإرهابية، بالإضافة إلى حماية المعلومات في التحقيقات والمقاضاة القائمة علي سيادة القانون، بما في ذلك وضع التدابير اللازمة لتعزيز جهود أجهزة إنفاذ القانون في قضايا الإرهاب، فضلاً عن مناقشة تطورات خطة العمل المعنية بتحديد ومكافحة مجندي الإرهابيين وميسري عملهم وملاحقتهم قضائيًا من خلال إنفاذ القوانين اتساقًا مع الطبيعة المعقدة التي أصبحت تشكلها أساليب التجنيد المستخدمة من قبل الأفراد والجماعات الإرهابية، بما في ذلك تبادل الخبرات حول تقنيات التحقيق وإعداد الدعاوى المتصلة بتجنيد المقاتلين الإرهابيين، ومواجهة جهود التجنيد والتيسير عبر الإنترنت.
كما أنه من المنتظر أن يتناول الاجتماع الممارسات الجيدة لقضاء الأحداث في سياق مكافحة الإرهاب للتعامل مع القضايا التي يتورط الأحداث فيها والمراحل المختلفة لنظم العدالة الجنائية التي تتضمن الوقاية والتحقيق والملاحقة القضائية وإصدار الأحكام.
هذا وقد شاركت مصر في تأسيس المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب عام 2011 والذي يعد إطارًا متعدد الأطراف يضم في عضويته 30 عضوًا مؤسسًا (29 دولة والاتحاد الأوروبي)، ويركز على تعزيز جهود المؤسسات المدنية للدول والاحتياجات المطلوبة لمكافحة الإرهاب، مع العمل على حشد الموارد الضرورية لتلبية هذه الاحتياجات، وذلك في إطار اعتماد نهج استراتيجي بعيد المدى للتعامل مع التهديدات الإرهابية، بما في ذلك التعامل مع ظاهرة التطرف والحد من عمليات تجنيد الإرهابيين ورفع مستوى قدرات الدول في التصدي للتهديدات الإرهابية داخل حدودها.
وينبثق عن المنتدى مجموعات عمل تناقش موضوعات العدالة الجنائية وسيادة القانون، ومكافحة التطرف العنيف المؤدى إلى الإرهاب، والمقاتلين الإرهابيين الأجانب، وبناء القدرات في منطقتي الساحل الصحراء، ومنطقة القرن الأفريقي.
الجدير بالذكر أن هذه هي المرة الثانية التي تستضيف فيها القاهرة أحد اجتماعات المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، حيث سبق أن استضافت مصر اجتماع مجموعة العدالة الجنائية وسيادة القانون في شهر يونيو (حزيران) 2011 والذي تم خلاله صياغة «إعلان القاهرة حول ممارسات مكافحة الإرهاب الفعالة في قطاع العدالة الجنائية» والذي كان بمثابة نقطة الانطلاق نحو تشجيع الدول الأعضاء على وضع استراتيجيات لمكافحة الإرهاب بما يوائم الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب الدولي.



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.