مصادر فلسطينية: عباس يريد دورًا روسيًا في مقابل الأميركي

عريقات نقل رسالة من عباس لبوتين تتضمن طلبًا بالتدخل المباشر لمنع ترامب من نقل السفارة

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مستقبلا صائب عريقات مبعوث الرئيس الفلسطيني في موسكو أمس (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مستقبلا صائب عريقات مبعوث الرئيس الفلسطيني في موسكو أمس (رويترز)
TT

مصادر فلسطينية: عباس يريد دورًا روسيًا في مقابل الأميركي

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مستقبلا صائب عريقات مبعوث الرئيس الفلسطيني في موسكو أمس (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مستقبلا صائب عريقات مبعوث الرئيس الفلسطيني في موسكو أمس (رويترز)

قالت مصادر فلسطينية مطلعة، إن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، سلم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، رسالة من الرئيس محمود عباس إلى الرئيس فلاديمير بوتين تضمنت طلبا بتدخل مباشر لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل إقناعه بعدم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. وقالت المصادر، إن الطلب الفلسطيني يستند إلى القوة التي يمكن أن تملكها روسيا في التأثير في ترامب بسبب المصالح المشتركة بينهما في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن عباس يسعى فعلا لدور روسي في مقابل الدور الأميركي.
وكان عريقات التقى لافروف أمس ضمن مساعي روسية جديدة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط بما في ذلك التدخل لإنهاء الانقسام الفلسطيني. وأكد لافروف استعداد موسكو لاستضافة لقاء بين عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عندما سيكون الطرفان جاهزين لذلك. وقال لافروف «مهما كانت الشعارات والمبادئ مهمة، فإننا واثقون من أن ضرورة الانتقال للمفاوضات المباشرة بين إسرائيل وفلسطين تجاوزت النضج». وأضاف، أن مؤتمر السلام في باريس، غدا (الأحد)، الذي سيمثل موسكو فيه السفير الروسي في فرنسا، سيؤكد مرة أخرى على الوثائق كافة التي أقرتها الأمم المتحدة بشأن التسوية الفلسطينية الإسرائيلية.
ورد عريقات بتأكيده استعداد الرئيس عباس للمشاركة في لقاء محتمل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في موسكو. وهذه ليست أول مرة تطرح فيها روسيا لقاء بين عباس ونتنياهو، ووافق عباس سابقا على مثل هذا اللقاء ورفض نتنياهو. وموافقة عباس الثالثة على الطلب الروسي تأتي ضمن ما قالت المصادر إنه دعم مقصود لكل دور روسي في المنطقة لأنه (عباس) يعتقد أن الإدارة الأميركية المقبلة بهذه المواقف لن تكون وسيطا ممكنا في عملية السلام. وأكدت المصادر، أن عباس يسعى فعلا لدور روسي بديل للأميركي.
وشملت المشاورات الروسية الفلسطينية، التي يفترض أنه يكون شارك فيها أيضا ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، وسيرغي فيرشينين المبعوث الخاص للافروف للتسوية الشرق أوسطية، آفاق استئناف عملية السلام، إضافة إلى مؤتمر باريس المرتقب الأحد، ومعالجة الانقسام الفلسطيني.
وكان السفير الفلسطيني لدى موسكو عبد الحفيظ نوفل، قال: إن زيارة عريقات لروسيا تأتي في سياق التحضير لمؤتمر باريس، ولبحث دور روسيا في عملية السلام في الشرق الأوسط. كما من المقرر أن يستقبل لافروف، الاثنين المقبل، ممثلي الحركات الفلسطينية الرئيسية، الذين سيصلون موسكو قريبا للمشاركة في جلسة حوار حول استعادة وحدة الصف الفلسطيني. وستؤكد موسكو خلال اللقاءات مع السياسيين الفلسطينيين، مواقفها المبدئية الداعمة لتجاوز الانقسام الداخلي الفلسطيني.
كما سيصل موسكو وزير الخارجية الأردني ناصر جودة؛ إذ ستركز محادثاته مع لافروف على الأزمة السورية والوضع في العراق والقضية الفلسطينية، بما في ذلك المساهمة الروسية والأردنية في استعادة وحدة الصف الفلسطيني. وسيحتاج الفلسطينيون إلى دور روسيا بعد مؤتمر باريس الذي لن يكون بديلا للمفاوضات. ويسعى الفلسطينيون إلى تشكيل لجنة دولية على غرار 5 زائد 1 التي وضعت حلا للملف النووي الإيراني من أجل رعاية مفاوضات بينهم وبين إسرائيل وفق مرجعيات محددة وسقف زمني واضح.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أعلن الخميس، أن مؤتمر باريس حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لن يكون بديلا عن المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأشار هولاند إلى أن المؤتمر يهدف إلى وضع النزاع الفلسطيني الإسرائيلي على أولويات الاهتمام العالمي، وسيرتكز على أسس حل النزاع وفق القرارات الدولية.
وقالت المصادر المطلعة «إن من حق السلطة الآن البحث عن بدائل لواشنطن هذا حق مشروع وأصبح مستعجلا.. وروسيا قوية وتسعى لتعزيز دورها في الشرق الأوسط». وقال لافروف: «سنبذل قصارى جهدنا للمساعدة على إطلاق المفاوضات المباشرة ذات المضمون بين إسرائيل وفلسطين». ونوه لافروف بأن اجتماعات «أصدقائنا الفلسطينيين» التي تحتضنها موسكو تمثل فرصة مهمة لمناقشة ما يختلفون عليه والتوصل إلى اتفاقات تضمن الوحدة الفلسطينية.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.