فشلت المفاوضات التي عقدت أمس، بين وفد النظام ومسؤولين عن المعارضة المسلحة في وادي بردى في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وحل أزمة مياه عين الفيجة، فيما وجهت الهيئة العليا للمفاوضات رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، توثّق انتهاكات النظام وحلفائه وتحذّر من أن الجرائم الخطيرة التي يرتكبها هذا النظام تهدد بدفن الهدنة.
وقال مصدر محلي في وادي بردى إن «الوفد الحكومي المؤلف من محافظ ريف دمشق ووزيري الموارد المائية والكهرباء غادر مقر الاجتماع في قرية دير قانون في وادي بردى باتجاه مدينة دمشق، دون أن يدلي بأي تصريح لعشرات الصحافيين الذين انتظروا منذ الصباح الباكر في المنطقة».
وأوضح المصدر لوكالة الأنباء الألمانية أن المفاوضات «عقدت في قرية دير قانون مع قياديي المعارضة المسلحة، واستمرت لأكثر من 6 ساعات دون التوصل إلى نتيجة».
وأمل محافظ ريف دمشق، علاء إبراهيم، في تصريح أدلى به للوكالة، في الوصول إلى «اتفاق لدخول آليات الصيانة وعودة مياه عين الفيجة إلى دمشق، في الوقت الذي يعقد فيه مسؤولون سوريون اجتماعًا مع قادة المسلحين في قرية دير قانون بوادي بردى، من أجل هذا الغرض»، مؤكدًا أن «المفاوضات مستمرة ونأمل في التوصل إلى اتفاق». وقال منسق عمليات المصالحة في وادي بردى علي محمد يوسف إن «350 مسلحًا من أبناء منطقة وادي بردى، أكدوا جاهزيتهم لمرافقة وحماية آليات الصيانة طيلة مدة عملها في نبع الفيجة».
وفي الشمال السوري، قتل ستة أشخاص على الأقل بينهم أربعة أطفال، بغارات جوية لطائرات النظام فجر أمس، على الريف الغربي لمدينة حلب في شمال سوريا. وقال المرصد السوري إن «طائرات حربية قصفت فجر اليوم (أمس) الخميس بعدة صواريخ مناطق قرية بابكة الواقعة في أقصى الريف الغربي لحلب، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل بينهم 4 أطفال، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى»، مشيرًا إلى أن «حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة».
وعلى المقلب السياسي، وجهت الهيئة العليا للمفاوضات رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، حول التطورات الميدانية في سوريا فيما يتعلق بالهدنة المبرمة والخروقات المستمرة من قبل نظام الأسد، لا سيما منطقة وادي بردى. ودعت المنظمة والدول الأعضاء فيها، إلى «معالجة الوضع المخيف والآخذ بالتدهور في وادي بردى فورًا، وإدانة الفظائع التي يرتكبها بشار الأسد والميليشيات المدعومة من إيران التي تنفذ عملياتها في منطقة وادي بردى، والمطالبة بوقف فوري للهجمات العشوائية ضد المدنيين والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي».
ووثقت الرسالة 399 خرقًا للهدنة منذ 29 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أدى إلى مقتل ما لا يقلّ عن 271 شخصًا، وعبرت عن تخوفها من «استمرار نظام الأسد وحلفائه في الاستهداف المتعمد للبنى التحتية المدنية الحيوية في المنطقة»، وتحدثت عن «تقارير مرعبة تفيد بأن قوات الأسد أطلقت أربعة صواريخ تحتوي على غاز الكلور السام على قرية بسيمة في وادي بردى يوم الخميس 5 يناير (كانون الثاني) الحالي، في انتهاك واضح لالتزام الأسد بمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية»، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن سكان وادي بردى الذين يزيد عددهم على مائة ألف نسمة، يعانون من تضاؤل المستلزمات الأساسية للحياة البشرية، بما فيها الغذاء والماء والكهرباء والدواء، وحملت النظام وحلفاءه مسؤولية تخريب وتدمير موارد المياه بمحطة ضخ مياه عين الفيجة في وادي بردى، مما تسبب في حرمان 5.5 مليون إنسان من الوصول إلى مصادر المياه الحيوية. وأدى القصف الجوي الذي نفذته طائرات حربية على وادي بردى، إلى مقتل ستة أشخاص من عائلة واحدة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القتلى «هم رجل وزوجته وأطفالهما الأربعة». وقال إن هذه المجزرة «جاءت بالتزامن مع اشتباكات عنيفة دارت بين فصائل المعارضة المسلّحة من جهة، وقوات النظام و(حزب الله) اللبناني والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في محور قرية بسيمة بوادي بردى».
وأفادت الهيئة الإعلامية في وادي بردى، بأن قوات النظام «استهدفت منذ ساعات الصباح الأولى أمس، قرى المنطقة بالمدفعية الثقيلة والدبابات والطائرات الحربية والرشاشات الثقيلة»، وقالت إن هذه القوات «حاولت التقدم على محور جرد كفير الزيت فتصدى لها الثوار ومنعوها من إحراز أي تقدم».
فشل مفاوضات حول وادي بردى... والهيئة العليا تحذّر من دفن الهدنة
دي ميستورا يتحدّث عن التزام بوقف إطلاق النار «رغم بعض الاستثناءات»
فشل مفاوضات حول وادي بردى... والهيئة العليا تحذّر من دفن الهدنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة