انتخاب رئيس جديد رهن بحضور ثلثي أعضاء البرلمان وتصويتهم

خبير دستوري لبناني يقترح إبقاء الجلسة مفتوحة

انتخاب رئيس جديد رهن بحضور ثلثي أعضاء البرلمان وتصويتهم
TT

انتخاب رئيس جديد رهن بحضور ثلثي أعضاء البرلمان وتصويتهم

انتخاب رئيس جديد رهن بحضور ثلثي أعضاء البرلمان وتصويتهم

يستضيف البرلمان اللبناني اليوم الدورة الأولى من دورات انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، خلفا للرئيس ميشال سليمان، الرئيس اللبناني الرابع بعد اتفاق الطائف (عام 1989) الذي أنهى سنوات الحرب الأهلية في لبنان.

128 نائبا مدعوون اليوم للمشاركة في جلسة انتخاب أولى، يتطلب تأمين نصابها القانوني حضور ثلثي أعضاء المجلس أي 86 نائبا على الأقل، وهي نسبة الأصوات ذاتها التي ينبغي لأحد المرشحين الحصول عليها لفوزه بالرئاسة في الدورة الأولى.

ووفق الدستور اللبناني، ينبغي حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب من أجل تأمين النصاب القانوني لانعقاد جلسات البرلمان، في حين يشترط حصول المرشح للرئاسة على ثلثي أصوات مجلس النواب (86 نائبا) في دورة الانتخاب الأولى، مقابل حصوله على الأكثرية المطلقة (النصف زائد واحد) من أصوات النواب، أي تأييد 65 نائبا، في دورات الانتخاب التي تلي.

وفي سياق متصل، يقول الخبير الدستوري والوزير السابق إدمون رزق لـ«الشرق الأوسط» إن «المشرع اللبناني، ونظرا لأهمية الاستحقاق الرئاسي، فرض توفر أكثرية خاصة للفوز بالدورة الأولى، هي أكثرية الثلثين، مما يفترض توفر هذه الأكثرية للنصاب، أي لعقد الجلسة». لكن رزق يرى أن «الاجتهاد بشأن النصاب يبقى واردا من أجل المصلحة العامة عند وجود نية مركزة للتعطيل». ويشدد على أن «المطلوب من النواب، خلقيا ودستوريا ووطنيا وقانونيا، تأمين نصاب الجلسة وعدم افتعال الفراغ، فيما المطلوب من الشعب اللبناني أن يحاسب وأن يكون لرئيس الجمهورية الحالي موقف من افتعال عدم إكمال النصاب انطلاقا من مسؤولياته وصلاحياته الدستورية».

ولا يرى الخبير الدستوري، الذي شغل منصب وزير العدل في وقت سابق وشارك في مؤتمر الطائف، مانعا في أن «يرابط النواب في البرلمان حتى اكتمال النصاب، فإذا اكتمل تعقد الجلسة»، مشددا على أنه «لا يجوز رفعها بحجة فقدان النصاب، بل يجب أن تبقى مفتوحة حتى إنجاز الانتخاب». ويضيف: «لا يجوز تهريب النصاب أو تعطيله ولا رفع الجلسة إذا افتتحت، بل تبقى مستمرة وحتى لو غاب البعض خلال الجلسة، لأنه قد يكون الهدف من هذا الغياب فقدان النصاب ورفع الجلسة إلى جلسة أخرى، ليجد اللبنانيون أنفسهم أمام خيارين، إما التمديد للرئيس الحالي أو الفراغ».

ويقترح رزق في «حال الدعوة إلى جلسة ثانية، أن يصار إلى اعتماد النصاب العادي لافتتاح أي جلسة ثانية، على أن لا يفوز المرشح للرئاسة إلا بأكثرية النصف زائد واحد من النواب الذين يتألف منهم البرلمان».

بالأرقام، تتمثل قوى «14 آذار» بـ53 نائبا في البرلمان اللبناني، وهي تدعم بأكثريتها ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في الدورة الأولى. يتوزع النواب على القوى السياسية وفق الآتي: كتلة المستقبل (33 نائبا)، حزب القوات اللبنانية (ثمانية نواب)، حزب الكتائب اللبنانية (خمسة نواب)، الجماعة الإسلامية (نائب واحد)، حزب الوطنيين الأحرار (نائب واحد).

وينضوي في إطار قوى «14 آذار» مجموعة من النواب المستقلين والذين لا ينتمون إلى أي تيار سياسي، وعددهم خمسة (وزير الاتصالات بطرس حرب، ووزير السياحة ميشال فرعون، وروبير غانم، وروبير فاضل، وأمين وهبي).

في المقابل، تتمثل قوى «8 آذار» في البرلمان اللبناني بـ58 نائبا يتوزعون وفق الآتي: تكتل التغيير والإصلاح برئاسة النائب ميشال عون (27 نائبا، بينهم ثلاثة نواب في كتلة المردة برئاسة النائب سليمان فرنجية)، وكتلة التنمية والتحرير (13 نائبا)، وحزب الله (13 نائبا)، والحزب القومي (نائبان)، وحزب البعث (نائبان) والحزب الديمقراطي اللبناني (نائب واحد).

وفي خانة القوى الوسطية، تتصدر كتلة النائب وليد جنبلاط واللقاء الديمقراطي (بعد عودة النواب مروان حمادة وأنطوان سعد وفؤاد السعد) اللائحة (11 نائبا). وانضم إلى الفريق الوسطي كل من رئيس الحكومة الحالي تمام سلام، علما أنه قبل تشكيله حكومته كان منضويا في قوى «14 آذار»، ورئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي المتحالف مع النائب أحمد كرامي، اللذين انتخبا على لائحة «14 آذار». ويعتبر كل من النواب ميشال المر ونايلة تويني ونقولا فتوش (الأخيران انتخبا على لائحة قوى 14 آذار) نواب مستقلون.

ومع استبعاد القوى السياسية والأوساط المراقبة أي احتمال لإمكانية انتخاب رئيس في دورة الانتخاب الأولى اليوم، فإن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري سيجد نفسه مضطرا لدعوة النواب إلى دورة انتخاب ثانية، في ظل غياب توافق القوى السياسية على مرشح رئيس لكل منها أو مرشح توافقي يحظى بأصوات غالبية الكتل المنضوية في البرلمان اللبناني.

ومن شأن غياب نواب تكتل عون (27 نائبا) وحزب الله (13 نائبا) ونائبي حزب البعث أو الحزب القومي (ما مجموعه 42 نائبا)، في حال لم يتوصل فريق 8« آذار» إلى اتفاق على مرشح مشترك، أن يطيح بالنصاب القانوني لأي من جلسات الانتخاب، نظرا لغياب كل من رئيس تيار المستقبل، ورئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري والنائب في كتلته عقاب صقر لوجودهما خارج لبنان، باعتبار أن النصاب القانوني لجلسات انتخاب الرئيس يشترط حضور 86 نائبا.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.