السودان يطلق رسميًا «الحكومة الإلكترونية» بحوسبة وزارتي العدل والمالية

ارتفاع المشتركين في الإنترنت من 3 إلى 11 مليون مستخدم

السودان يطلق رسميًا «الحكومة الإلكترونية» بحوسبة وزارتي العدل والمالية
TT

السودان يطلق رسميًا «الحكومة الإلكترونية» بحوسبة وزارتي العدل والمالية

السودان يطلق رسميًا «الحكومة الإلكترونية» بحوسبة وزارتي العدل والمالية

أطلق السودان رسميًا «الحكومة الإلكترونية» بحوسبة جميع معاملات وأنظمة وزارة العدل المسؤولة عن السجلات التجارية للقطاع الخاص وحماية الملكية الفكرية ومنع الجرائم الإلكترونية والتجارية.
ودشنت رئاسة الجمهورية في حفل كبير أقيم أمس ببرج العدل بالخرطوم، برنامج حوسبة وزارة العدل، أعلن فيه وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتورة تهاني عبد الله، أن حوسبة العدل تعد أول وزارة ستعمل بالكامل بالأنظمة والبرامج الإلكترونية، في مشروع السودان للحكومة الإلكترونية، بما سيمكن من رفع مستوى مؤشرات الأداء في استخدام التكنولوجيا عالميا خاصة الإنترنت، واستفادة المواطنين من أكثر من 1000 خدمة إلكترونية، عبر الإنترنت، وإجراء الكثير من المعاملات المالية، وتصبح جميع المعاملات الرسمية وغير الرسمية عبر الشبكة العنكبوتية.
وارتفعت أعداد مستخدمو الإنترنت في السودان بنسبة 400 في المائة خلال العامين الماضيين، من ثلاثة ملايين إلى 11 مليون مستخدم، فيما يصل الرقم الكلي لحملة شرائح الهواتف الجوالة إلى نحو 20 مليون شخص، 96 في المائة منها مسجلون في الاتصالات السودانية، و25 في المائة منها ربطت شرائحهم بالرقم الوطني للبلاد، وسيتم قريبا ربط الشريحة بنوع الهاتف الذي يستخدمها، منعا للسرقات والتحايلات.
وأضافت تهاني في الحفل الذي تحدث فيه الرئيس السوداني عمر حسن البشير والدكتور عوض محمد الحسن النور وزير العدل، بحضور عدد كبير من الوزراء والمسؤولين والمهتمين والشركات ورجال المال والأعمال، أن الحكومة الإلكترونية ستعمل في نسختها الحالية التي انطلقت أمس وشملت وزارة المالية ووزارات أخرى محدودة، ستعمل على تحسين العلاقة بين المواطن والحكومة، عن طريق إيجاد قنوات تواصل جديدة وتحفيز تفاعله مع العملية الاقتصادية في البلاد، بجانب ما ستلعبه في تقديم الخدمة الحكومية المجمعة إلكترونيا عبر نافذة واحدة، تقلل صفوف الانتظار لإنجاز المعاملات الحكومية، وتدحض ما يثار يوميا عن المحسوبية، وانعدام فرص العدالة الاجتماعية في الحصول على الخدمة.
كما ستوفر الحكومة الإلكترونية، وفقا لتهاني، تحسين إيرادات الدولة وترشيد الصرف، وزيادة الشفافية وتحسين الصورة الذهنية للسودان في مجال تقديم الخدمات، مما سيعمل على رفع ترتيب البلاد في المؤشرات الاقتصادية العالمية.
وحول خطوات سير الحكومة الإلكترونية في السودان التي انطلقت أمس وتكتمل خلال عام، والذي ما زالت فيه وزارات ومصالح حكومية غير محوسبة، وتقصير الإعلام في التنوير بها، كما تعتقد الوزيرة، قالت الدكتورة تهاني عبد الله، إن حكومتهم الإلكترونية قد بدأت بالثلاث خطوات الأولى الأساسية، وهي إكمال المرشد القومي لتسهيل الأعمال، الذي يحتوى على 1940 خدمة، أصبحت متاحة بطريقة غير تقليدية، بجانب معلومات عن جميع الخدمات وتوفيرها للمستخدم بطريقة مبسطة تقلل من إهدار الزمن والتكلفة.
وأضافت أن الخطوة الثانية شملت توفير الدعم الفني للخدمات وربطها بالشبكة ورفعها إلى البوابة المتخصصة في أنظمة الدفع الإلكتروني، كإيصال التحصيل المالي الإلكتروني المستخدم حاليا في جمع إيرادات الدولة المالية، وخدمتي الموبايل كاش و«سداد»، بجانب الموافقة على صندوق تمويل وتطوير المعلوماتية.
وحول الأمان الذي ثبتته إدارة الحكومة الإلكترونية في أنظمتها من الاختراقات وجرائم المعلومات، أوضح محمد عبد الرحيم يسن مدير المركز القومي للمعلومات وهو الجناح الإداري للحكومة الإلكترونية، لـ«الشرق الأوسط» أمس عقب تدشين حوسبة وزارة العدل، أن هناك شروطا صارمة لتسجيل البوابات الإلكترونية لا تسمح بفتح نافذة إلا وفق شروط متفق عليها، كما أن هناك شبكة متخصصة متكاملة لرصد ومناقشة ومتابعة التطورات في برنامج الحكومة الإلكترونية، تعقد اجتماعات دورية للتأكد من سلامة وأمان تقديم الخدمة للجمهور.
وانتقد يسن، بشدة، ضعف تغذية عدد كبير من مواقع الإنترنت في البلاد بالمعلومات، كما أن هناك مؤسسات ووزارات حكومية لا تقوم بتحديث صفحاتها، مشيرًا إلى أنهم سيطلقون برنامجا تدريبيا قريبا لسد هذه الفجوة الكبيرة في الحكومة الإلكترونية.
وحول البنيات التحتية للحكومة الإلكترونية في السودان قال: «توجد شبكة قومية للاتصالات تغطي جميع ولايات السودان، ربطت بها 566 موقعا بواسطة تقنية الألياف الضوئية وألفي موقع بواسطة تقنية ثري جي، كما تمت إجازة وتعديل ثمانية قوانين ذات علاقة بمكافحة الجرائم الإلكترونية، وحق الحصول على المعلومة، والرقم الموحد، وسياسات استخدام البريد الحكومي»، مشيرا إلى أن المركز والشركاء يسعون حاليا للحصول على المصادقة الإلكترونية وتوفير شهادة التوقيع الرقمي.
وحول التحديات التي يمكن أن تواجه الحكومة الإلكترونية في السودان، أشار مدير المشروع إلى ضعف وعي المواطنين والجمهور عامة بهذا المشروع، وعدم قيام بعض الوحدات الحكومية بدورها المحدد، كذلك المخاوف من عدم قيام منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص بدورهما كاملا تجاه توعيه قطاعاتهم بالخدمة والاستثمار فيها وتطويرها.



ترمب يحجم عن فرض الرسوم الجمركية

ترمب يلقي خطاب تنصيبه بعد أداء اليمين الدستورية (أ.ف.ب)
ترمب يلقي خطاب تنصيبه بعد أداء اليمين الدستورية (أ.ف.ب)
TT

ترمب يحجم عن فرض الرسوم الجمركية

ترمب يلقي خطاب تنصيبه بعد أداء اليمين الدستورية (أ.ف.ب)
ترمب يلقي خطاب تنصيبه بعد أداء اليمين الدستورية (أ.ف.ب)

يُرجئ دونالد ترمب فرض التعريفات الجمركية خلال يومه الأول ويراهن بشكل كبير على أن إجراءاته التنفيذية يمكن أن تخفض أسعار الطاقة وتروض التضخم. ولكن من غير الواضح ما إذا كانت أوامره ستكون كافية لتحريك الاقتصاد الأميركي كما وعد.

فقد قال ترمب في خطاب تنصيبه إن «أزمة التضخم ناجمة عن الإفراط في الإنفاق الهائل»، كما أشار إلى أن زيادة إنتاج النفط ستؤدي إلى خفض الأسعار.

وتهدف الأوامر التي يصدرها يوم الاثنين، بما في ذلك أمر مرتبط بألاسكا، إلى تخفيف الأعباء التنظيمية على إنتاج النفط والغاز الطبيعي. كما أنه يعتزم إعلان حالة طوارئ وطنية في مجال الطاقة على أمل إطلاق المزيد من إنتاج الكهرباء في إطار المنافسة مع الصين لبناء تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على مراكز البيانات التي تستخدم كميات هائلة من الطاقة.

ويعتزم ترمب التوقيع على مذكرة رئاسية تسعى إلى اتباع نهج حكومي واسع النطاق لخفض التضخم.

كل هذه التفاصيل وفقاً لمسؤول قادم من البيت الأبيض أصر على عدم الكشف عن هويته أثناء توضيحه لخطط ترمب خلال مكالمة مع الصحافيين، وفق ما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس».

وقال المسؤول إن الإدارة الجديدة، في أول يوم له في منصبه، ستنهي ما يسميه ترمب بشكل غير صحيح «تفويضاً» للسيارات الكهربائية. على الرغم من عدم وجود تفويض من الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته لفرض شراء السيارات الكهربائية، فإن سياساته سعت إلى تشجيع الأميركيين على شراء السيارات الكهربائية وشركات السيارات على التحول من السيارات التي تعمل بالوقود إلى السيارات الكهربائية.

هدّد ترمب، خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني)، بفرض رسوم جمركية على الصين والمكسيك وكندا ودول أخرى. ولكن يبدو أنه يتراجع حتى الآن عن فرض ضرائب أعلى على الواردات. وأشار المسؤول إلى تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» يقول إن ترمب سيوقع فقط على مذكرة تطلب من الوكالات الفيدرالية دراسة القضايا التجارية.

ومع ذلك، تعهد ترمب في خطاب تنصيبه بأن التعريفات الجمركية قادمة، وقال إن الدول الأجنبية ستدفع العقوبات التجارية، على الرغم من أن هذه الضرائب يدفعها المستوردون المحليون حالياً وغالباً ما يتم تمريرها إلى المستهلكين.

لقد كان قرار التوقف ودراسة التعريفات الجمركية إشارة إلى الحكومة الكندية بأنه يجب أن تكون مستعدة لجميع الاحتمالات تقريباً بشأن اتجاه التجارة مع الولايات المتحدة.

«ربما يكون قد اتخذ قراراً بتعليق التهديد بالتعريفات الجمركية نوعاً ما على قائمة كاملة من الدول. سننتظر ونرى»، وفق ما قال وزير المالية الكندي دومينيك لوبلانك. أضاف: «لقد كان السيد ترمب في ولايته السابقة غير قابل للتنبؤ، لذا فإن مهمتنا هي التأكد من أننا مستعدون لأي سيناريو».

وبشكل عام، يواجه الرئيس الجمهوري مجموعة من التحديات في تحقيق طموحاته في خفض الأسعار. فقد نجح بايدن في خفض معدل التضخم على مدار عامين، إلا أنه سيغادر منصبه مع استمرار نمو الأسعار الذي فاق نمو الأجور على مدار السنوات الأربع الماضية.

ومن بين الدوافع الكبيرة للتضخم استمرار نقص المساكن، كما أن إنتاج النفط الأميركي وصل بالفعل إلى مستويات قياسية، حيث يواجه المنتجون حالة من عدم اليقين بشأن الطلب العالمي هذا العام.

مجلس الاحتياطي الفيدرالي هو من الناحية الفنية الهيئة الحكومية المكلفة الحفاظ على التضخم عند هدف سنوي يبلغ 2 في المائة تقريباً. وتتمثل أدواته المعتادة في تحديد أسعار الفائدة قصيرة الأجل لإقراض البنوك لبعضها البعض، بالإضافة إلى مشتريات السندات والاتصالات العامة.

وقال ترمب إن إنتاج الموارد الطبيعية هو المفتاح لخفض التكاليف بالنسبة للمستهلكين الأميركيين، سواء في المضخة أو في فواتير الخدمات العامة.

تتخلل أسعار الطاقة كل جزء من الاقتصاد، لذا فإن زيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز الطبيعي وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى أمر بالغ الأهمية للأمن القومي. وقد اشتكى ترمب، الذي تعهد باستعادة «هيمنة الولايات المتحدة في مجال الطاقة»، من أن إدارة بايدن حدّت من إنتاج النفط والغاز في ألاسكا.

ومع ذلك، ووفقاً للأوزان الترجيحية لمؤشر أسعار المستهلك، فإن الإنفاق على الطاقة يمثل في المتوسط 6 في المائة فقط من النفقات، أي أقل بكثير من الغذاء (13 في المائة) أو المأوى (37 في المائة).

عاد التضخم، الذي كان خامداً لعقود، إلى الظهور من جديد في أوائل عام 2021 مع تعافي الاقتصاد بقوة غير متوقعة من عمليات الإغلاق بسبب كوفيد-19. طغت الطفرة في طلبات العملاء على سلاسل التوريد في أميركا، ما تسبب في حدوث تأخيرات ونقص وارتفاع الأسعار. وكافحت مصانع رقائق الحاسوب والأثاث وغيرها من المنتجات في جميع أنحاء العالم للانتعاش.

وقد سارع المشرعون الجمهوريون إلى إلقاء اللوم على إدارة بايدن في إغاثة إدارة بايدن من الجائحة البالغة 1.9 تريليون دولار، على الرغم من أن التضخم كان ظاهرة عالمية تشير إلى عوامل تتجاوز السياسة الأميركية. وازداد التضخم سوءاً بعد غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية.

ورداً على ذلك، رفع «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة القياسي 11 مرة في عامي 2022 و2023. انخفض التضخم من أعلى مستوى له منذ أربعة عقود عند 9.1 في المائة في منتصف عام 2022. لكن التضخم ارتفع منذ سبتمبر (أيلول) إلى معدل سنوي بلغ 2.9 في المائة في ديسمبر (كانون الأول).

من المحتمل أن تحتاج العديد من الخطوات التي يتخذها ترمب إلى موافقة الكونغرس. تنتهي أجزاء من تخفيضاته الضريبية لعام 2017 بعد هذا العام، ويعتزم ترمب تمديدها وتوسيعها بتكلفة قد تتجاوز 4 تريليونات دولار على مدى 10 سنوات. ويرى ترمب أن التخلص من الدعم المالي للطاقة المتجددة في عهد بايدن هو وسيلة محتملة لتمويل تخفيضاته الضريبية.