الجيش اليمني يواصل عملية «الرمح الذهبي» ويتقدم باتجاه وازعية تعز

الحوثيون يرفضون تسليم جثمان قائد عسكري تابع للشرعية قضى في المعارك

مقاتلون تابعون للجيش اليمني يراقبون الموقف في منطقة ذوباب شمال مضيق باب المندب في إطار عملية «الرمح الذهبي» (أ.ف.ب)
مقاتلون تابعون للجيش اليمني يراقبون الموقف في منطقة ذوباب شمال مضيق باب المندب في إطار عملية «الرمح الذهبي» (أ.ف.ب)
TT

الجيش اليمني يواصل عملية «الرمح الذهبي» ويتقدم باتجاه وازعية تعز

مقاتلون تابعون للجيش اليمني يراقبون الموقف في منطقة ذوباب شمال مضيق باب المندب في إطار عملية «الرمح الذهبي» (أ.ف.ب)
مقاتلون تابعون للجيش اليمني يراقبون الموقف في منطقة ذوباب شمال مضيق باب المندب في إطار عملية «الرمح الذهبي» (أ.ف.ب)

واصلت قوات الجيش اليمني مسنودة بطيران التحالف العربي، أمس، عملية «الرمح الذهبي» التي أطلقتها مطلع الأسبوع الحالي تحت إشراف الرئيس عبد ربه منصور هادي، بهدف استكمال تحرير المناطق الساحلية الغربية لليمن من قبضة الانقلابيين.
وبعد أقل من 24 ساعة من استعادتها معسكر العمري الاستراتيجي بشكل كامل من قبضة الميليشيات وتحريرها جبال شرق ذوباب وتبة النمر وجبال كهبوب، الواقعة غرب مدينة تعز، تقدمت قوات الجيش أمس باتجاه جبهة الوازعية ومقبنة حمير، وهي تخطط للوصول إلى ميناء مدينة المخا الساحلية، لتقطع بذلك خط إمداد الميليشيات من ذلك المنفذ.
وقالت مصادر ميدانية من قوات الجيش اليمني لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات الجيش تواصل عملياتها لتأمين منطقة باب المندب وتقدمها إلى ميناء المخا، في الوقت الذي تواصل فيه الفرق الهندسية نزع الألغام المزروعة في الطرقات ما بعد معسكر العمري وكذلك في المناطق المحررة. قوات الجيش تشن قصفا مكثفا على منطقة الجديد التي تتمركز فيها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية».
وحسب المصادر نفسها، تمكنت قوات الجيش اليمني فجر أمس، من صد هجوم شنته الميليشيات الانقلابية على محيط حي الزنوج وأسفل سوق عصيفرة، شمال مدينة تعز، استمر لأكثر من ثلاث ساعات، وكان مصحوبا بقصف عنيف ومكثف على مواقع الجيش اليمني والأحياء السكنية. وعلقت المصادر قائلة إن الميليشيات ترتكب جرائم جديدة تعويضا للخسائر التي منيت بها في غرب تعز.
وأكدت المصادر ذاتها تمكن قوات الجيش من «إحراز تقدم كبير في جبهة مقبنة بعد معارك عنيفة في منطقة العبدلة، وتمكنت من تحرير أعلى تبة في جبل العويد والتبة الوسطى في جبل النوبة، وجبل غباري في الكدحة الذي من خلاله تمكنت من قطع طريق إمداد الميليشيات الانقلابية الذي يربط الكدحة بمديرية الوازعية».
بدوره، واصل طيران التحالف العربي شن غاراته على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح وتجمعاتها ومخازنها في مختلف المناطق من محافظة تعز.
في المقابل، أدى المئات من أبناء مدينة عدن الجنوبية، أمس، صلاة الغائب على العميد عمر سعيد الصبيحي، قائد «اللواء الثالث حزم»، الذي قتل في معارك تحرير ذوباب، غرب تعز. وكان الحوثيون اشترطوا على قبائل الصبيحة الانسحاب من المقاومة، كما اشترطوا وقف الغارات الجوية من أجل تسليم جثمانه إلى ذويه، غير أن أسرته رفضت عرض الحوثيين وأقامت عليه صلاة الغائب في عدن. وقال نجله وضاح الصبيحي، في خطبة ألقاها بعد صلاة الغائب: «لن نقبل الذل، ووالدنا البطل لم يقبل الذل بحياته، ولن نقبل بالمذلة بمماته، ولن نطالب بتسلم جثمانه بعد اليوم بعد رفض الحوثيين تسليمها». وأضاف أنهم «لن يخضعوا لشروط وابتزاز الحوثيين، الذين نكثوا بالاتفاق المبرم يوم أمس بتسليم جثمان والده».
في غضون ذلك، كشف ائتلاف الإغاثة الإنسانية في محافظة تعز، عن سقوط 8 آلاف و492 شخصا بين قتيل وجريح بينهم أطفال ونساء في محافظة تعز على أيدي الميليشيات الانقلابية خلال العام المنصرم 2016. وتحدث الائتلاف في تقريره السنوي عن الأوضاع لإنسانية للمحافظة، التي تتضمن إجمالي الخسائر البشرية والمادية والوضع الصحي والتعليمي القائم والاحتياجات الإنسانية الإغاثية وتهجير الميليشيات الانقلابية لأهالي قرى تعز من منازلهم لتستخدمها ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة لها. وأعلن الائتلاف في تقريره السنوي الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، مقتل ألف و231، وجرح 7 آلاف و261 آخرين بينهم نساء وأطفال خلال العام الماضي 2016، بينها إصابات خطرة، جراء عمليات القنص والقصف العشوائي المكثف على الأحياء السكنية. وتحدث التقرير عن رصد 4 آلاف و104 منازل ومنشآت، بينها مدارس ومساجد ومبان حكومية تضررت بفعل الحرب في أكثر من 15 مديرية في تعز، مضيفًا أن هناك عشرات المنازل والمنشآت التي لم يتمكن الائتلاف من تسجيلها بسبب استمرار الحرب، علاوة على أن خدمات المياه والكهرباء والنظافة لا تزال منقطعة عن المدينة، إلى جانب انعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية خلال عام 2016.
وذكر التقرير، أن 177 ألف أسرة أجبرت على النزوح من منازلها وأحيائها وقراها في مناطق الوازعية وحيفان والصلو وصالة والتعزية والدبح وحذران وغراب والجحملية والمقاطرة والربيعي، فيما لا تزال 317 ألف أسرة متضررة في مديريات المحافظة.
وتلجأ الأسر النازحة التي تعرضت للتهجير القسري من قبل ميليشيات الحوثي وصالح بسبب المواجهات في بتعز إما إلى المدارس وإما إلى أسر مضيفة داخل محافظة تعز ومحافظات أخرى، حيث لم تسنح الفرصة لكثير من هذه الأسر أخذ ما يلزم من أمتعتها وممتلكاتها الشخصية وأثاث منازلها، خوفًا من الموت الذي يلاحقها، كما تعرضت منازل المئات منها للتدمير الجزئي والكلي، وفق ما جاء في التقرير.
وجدد ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز تحذيره من «مجاعة حقيقية، قد تؤدي إلى كارثة إنسانية وشيكة في محافظة تعز، وقد يصل بها الحال إلى ما وصلت إليه محافظة الحديدة، كون المساعدات الإنسانية التي تصلها من المنظمات الدولية المانحة غير كافية ولا تفي بالغرض، مقارنة بعدد السكان المتضررين والضحايا، كما لم تتم الاستجابة لنداءاتها ومناشداتها إلا بالشيء البسيط، بعد أن كان الحصار المفروض على المدينة يقف عائقا أمام دخول تلك المساعدات».
وبحسب التقرير، أعلن ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز، أن احتياجات محافظة تعز لعام 2017، تشمل مجالات التغذية والصحة والمياه والصرف الصحي وإيواء النازحين والتعليم وغيرها، وذلك بناء على رؤيته التي توصل إليها بعد عقد عشرات الورش والندوات واللقاءات مع الجهات والمكونات الإغاثية في المحافظة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».