السوق العقارية السعودية تفتتح 2017 بانخفاض في قيمة الصفقات

بنسبة تراجع 1.5 % مقارنة بالفترة الموازية من 2016

لا يزال أداء القطاع العقاري السعودي منخفضًا مع بداية العام رغم الهبوط النسبي للأسعار («الشرق الأوسط»)
لا يزال أداء القطاع العقاري السعودي منخفضًا مع بداية العام رغم الهبوط النسبي للأسعار («الشرق الأوسط»)
TT

السوق العقارية السعودية تفتتح 2017 بانخفاض في قيمة الصفقات

لا يزال أداء القطاع العقاري السعودي منخفضًا مع بداية العام رغم الهبوط النسبي للأسعار («الشرق الأوسط»)
لا يزال أداء القطاع العقاري السعودي منخفضًا مع بداية العام رغم الهبوط النسبي للأسعار («الشرق الأوسط»)

استمر قطاع العقارات السعودي في أدائه المتواضع، إذ افتتحت السوق الأسبوع الأول من العام الجديد على انخفاض بما يقارب 1.5 في المائة، مقارنة بالأداء في الفترة الموازية من العام الماضي، ويأتي ذلك امتدادًا للانخفاضات التي حققها القطاع العقاري خلال السنوات الأخيرة، حيث فقد مطلع 2016 ما يلامس 24 في المائة مقارنة بعام 2015، إلا أن ذلك يوضح لملمة السوق لضعف الطلب عليه، مظهرا التحسن في نسب الانخفاض، إذ حقق 5.2 مليار ريال في أسبوع (1.38 مليار دولار).
وأوضح عقاريون أن من أسباب الانخفاض تصدر رسوم الأراضي البيضاء المشهد، لأنها الأكثر تأثيرًا على حال السوق، إذ تطبق للمرة الأولى في تاريخ البلاد، ولها تبعات أخرى في العرض والطلب والقيمة، وحتى على عمليات البيع والشراء، إضافة إلى عزوف الناس عن الشراء نظرًا للفجوة الكبيرة بين أسعار البائعين وقدرة المشترين.
وذكر محمد العليان، الذي يمتلك شركة العليان للاستثمارات العقارية، أن أداء الأسبوع الأول من 2017 يأتي امتدادًا لأداء السوق خلال الأعوام الماضية، وهو ما تشير إليه المؤشرات العقارية التي أوضحت أن إجمالي قيمة الصفقات للسوق انخفضت بما يقارب 1.5 في المائة، متوقعًا تحسن السوق العقارية وارتفاع الطلب مع انخفاض الأسعار مدفوعًا بالحوافز الحكومية التي تمثلت في دخول وزارة الإسكان كمطور عقاري، وإعلانها عن قروض عقارية ستمنح قريبًا.
وأضاف العليان أن انخفاض الصفقات العقارية جاء بعد توقف الطلب - أو تقلصه إلى حد كبير - تحت ضغط عجز المستثمرين عن تطويره والسيطرة عليه لتحريك السوق وفتح جبهات استثمارية جديدة تمكّنهم من جني أرباح بشكل مضاعف، وهو ما لا يحدث في حال استمرار ارتفاع الأسعار، منوها بأنه بات مهمًا إعادة هيكلة الأسعار لردم الفجوة بين المستهلك والمطور.
وكانت السوق العقارية السعودية سجلت في أسبوعها الأول من العام الجديد أداءً مشابهًا لأدائها خلال العام الماضي، محققة إجمالي قيمة صفقات للسوق عند 5.2 مليار ريال، أي أدنى بنسبة 1.5 في المائة مقارنة بالمتوسط الأسبوعي لعام 2016، وأدنى بنسبة 24.7 في المائة مقارنة بالمتوسط الأسبوعي لعام 2015، وأدنى بنسبة 40.7 في المائة مقارنة بالمتوسط الأسبوعي لعام 2014.
إلى ذلك، أكد عبد الرحمن الرابغي الذي يمتلك كثيرا من الاستثمارات العقارية، حدوث انخفاض كبير في أسعار العقار خلال الفترة الأخيرة، وهو ما تظهره الانخفاضات الأسبوعية التي يسجلها المؤشر العقاري لوزارة العدل السعودية. وتابع أن «الأشهر الثلاثة الماضية شهدت هبوطًا ملحوظًا في الأسعار إلى مستويات معقولة ومغرية، خصوصًا من جانب بعض المستثمرين الصغار، الذي يحاولون توفير السيولة ولو بربح أقل أو برأس المال، وهو ما يضغط على قيمة معروضات السوق، خصوصًا مع الميزانية الكبيرة التي رصدت لوزارة الإسكان، وعزمها تنفيذ كثير من المشاريع بمعية المطورين العقاريين، وهو ما أدى إلى اعتقاد المستثمرين أنه سيكون المسمار الأخير في نعش استثماراتهم التي أصبحت في مهب الريح نتيجة التوقف الكبير في عمليات البيع والشراء».
واعتبر أن ما يقوم به المستثمرون الباقون - عبر إصرارهم على التمسك بالأسعار القديمة - «تهور كبير» في حق استثماراتهم؛ إذا ما أخذنا بالاعتبار انخفاض الأسعار خلال الأشهر الأخيرة، وبالتحديد منذ إقرار دفع الرسوم الذي أعاد تشكيل السوق من جديد.
وحول نسبة انخفاض الأسعار في السوق، أوضح الرابغي أن قطاعات السوق انخفضت بنسب متباينة، إلا أنها لا تتجاوز 20 في المائة، معتبرًا أنها «نسبة ممتازة لم تشهد السوق مثلها منذ عقد تقريبًا»، متوقعا أن تشهد السوق انخفاضا يتجاوز الربع على أقل تقدير متى بدأت الوزارة تحصيل رسوم الأراضي البيضاء، وهو القرار الذي سينعكس بشكل مباشر على الأسعار في ظل ضخ كميات كبيرة من العرض، وبالتحديد من الأراضي التي تعتبر المحرك العقاري الأول.
وسجلت قيمة الصفقات الأسبوعية للسوق العقارية المحلية ارتفاعًا بنسبة 2.2 في المائة، مقارنة بارتفاعها خلال الأسبوع السابق بنسبة 4.1 في المائة، لتستقر قيمة صفقات السوق بنهاية الأسبوع الأول من العام الجديد عند مستوى 5.2 مليار ريال، وتباين التغير في قيمة الصفقات العقارية بين كل من القطاعين السكني والتجاري، الذي أظهر انخفاضا بالنسبة لقيمة صفقات القطاع السكني بنسبة 1.7 في المائة، مقارنة بارتفاعها للأسبوع السابق بنسبة 1.0 في المائة، لتستقر قيمتها بنهاية الأسبوع عند مستوى 2.7 مليار ريال (720 مليون دولار). بينما سجلت صفقات القطاع التجاري ارتفاعا بنسبة 6.6 في المائة، مقارنة بارتفاعها خلال الأسبوع السابق بنسبة 8.0 في المائة، لتستقر قيمتها بنهاية الأسبوع عند 2.5 مليار ريال (666 مليون دولار).
وأشار بندر التويم الذي يملك شركة عقارية، إلى أن ارتفاع نسبة الأراضي في السوق مقارنة بالفروع العقارية الأخرى يعود إلى التسييل الكبير لها، ما انعكس بشكل إيجابي على الأسعار، تزامنًا مع قرب تحصيل رسوم على الأراضي البيضاء، مرجحًا أن تزداد كميات الضخ فور بدء التحصيل. وقال: «أتوقع حدوث انتعاش كبير في الحركة سيدفع الأراضي إلى تصدر المشهد العقاري سنوات إضافية، وهو ما سيقضي على مشكلة الإسكان».
وأضاف التويم أن «انتعاش السوق متعلق بالقيمة السوقية للعقار، ما سيمكّن الجميع من الشراء والتملك، وهو ما سينعكس ازدهارًا في الحركة العقارية يستفيد منها الجميع، وهذه هي الطريقة الوحيدة لتصحيح حال السوق»، معتبرًا أن الأمور الأخرى التي يتحدث عنها بعض المطورين أو المستثمرين العقاريين - من ضرورة التوسع في التمويل العقاري أو زيادة والدعم الحكومي لهم - «غير صحيحة إطلاقًا».



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.