مقتل 25 متطرفًا بإنزال بري للتحالف الدولي بشرق سوريا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
TT

مقتل 25 متطرفًا بإنزال بري للتحالف الدولي بشرق سوريا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

نفذت مروحيات تابعة للتحالف الدولي بقيادة أميركية في عملية نادرة، إنزالا بريا أمس (الاحد)، في ريف دير الزور في شرق سوريا، وتمكنت من قتل 25 متطرفًا على الاقل، وفق ما أكّد المرصد السوري لحقوق الانسان ومصدر من قوات سوريا الديمقراطية اليوم (الاثنين).
وأكّد التحالف في بريد الكتروني ردًا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، أنّ "عملية نُفّذت في المنطقة"، من دون اعطاء أي تفاصيل اضافية. وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن للوكالة اليوم، بأنّ "أربع طائرات مروحية تابعة للتحالف الدولي، نفذت ظهر الاحد انزالا في قرية الكبر في ريف دير الزور الغربي استمر لساعتين". وقال إنّ "القوات التي كانت على متن المروحيات استهدفت بعد نزولها على الارض، حافلة تقل 14 عنصرًا من التنظيم، ما أدّى إلى مقتلهم جميعا. كما هاجمت محطة للمياه يسيطر عليها تنظيم "داعش" في القرية، وخاضت معه اشتباكات عنيفة، تسببت بمقتل 11 متطرفًا على الاقل".
ويستهدف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة مواقع وتحركات تنظيم "داعش" في سوريا منذ سبتمبر (أيلول) 2014، بعد سيطرة المتطرفين على الرقة (شمال)، معقلهم الابرز في سوريا واجزاء كبيرة من محافظة دير الزور.
وأكّد مصدر قيادي من قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف مقاتلين عرب وأكراد تدعمهم واشنطن، لوكالة الصحافة الفرنسية، أنّ "أربع مروحيات أميركية من طراز أباتشي إضافة إلى مروحيتي حماية" نفذت الانزال في القرية التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف والواقعة على بعد 40 كيلومترا غرب مدينة دير الزور النفطية والحدودية مع العراق.
وحسب المصدر في قوات سوريا الديمقراطية، استهدف الإنزال "آليات عدة تابعة لمسلحين من داعش كانوا قادمين من مدينة الرقة وجرى الاشتباك معهم وقتل عدد منهم وأسر آخرين"، مؤكدًا أنّ الهجوم "كان يستهدف قياديين مهمين من التنظيم".
وأوضح مصدر عسكري سوري للوكالة، أنّ "رادارات الجيش رصدت عملية الانزال" اثناء حدوثها، من دون أن يحدد هوية المروحيات التي نفذتها.
ويسيطر التنظيم على اجزاء واسعة من محافظة دير الزور منذ العام 2014، ومنذ يناير (كانون الثاني) 2015، بات التنظيم يسيطر على أكثر من 60 في المائة من مدينة دير الزور ويحاصر مائتي الف من سكانها على الاقل.
وغالبا ما يستهدف التحالف الدولي مواكب للتنظيم في سوريا، ويوقع العديد من الخسائر في صفوفهم، لكن من النادر أن ينفذ عمليات انزال برية مماثلة. وكانت آخر ضربة جوية أعلن عنها البنتاغون في 13 ديسمبر (كانون الاول)، تسببت بمقتل ثلاثة قياديين ضالعين في تجنيد متطرفين والتخطيط لاعتداءات خارج سوريا.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.