دعوة لانتخابات لبنانية بموعدها وتحذير من اعتماد القانون الحالي

رياشي: الجو الداخلي لا يتوافق مع النسبية المطلقة... والخليل لا يستبعد تأجيلها

استقبل رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أول من أمس، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي، خلال جولته اللبنانية (دالاتي ونهرا)
استقبل رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أول من أمس، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي، خلال جولته اللبنانية (دالاتي ونهرا)
TT

دعوة لانتخابات لبنانية بموعدها وتحذير من اعتماد القانون الحالي

استقبل رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أول من أمس، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي، خلال جولته اللبنانية (دالاتي ونهرا)
استقبل رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أول من أمس، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي، خلال جولته اللبنانية (دالاتي ونهرا)

لا تزال القوى السياسية تؤكد في مواقفها على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها بعد التوصل إلى قانون جديد يؤمن التمثيل الصحيح رغم الاختلاف الواضح بين بعض الأطراف في مقاربة هذا الموضوع انطلاقا من مصالح كل منها الانتخابية، وهو ما قد يرجّح، بحسب نتائج المباحثات إلى اعتماد القانون المختلط الذي يجمع بين «الأكثري» و«النسبي»، وهو ما لفت إليه وزير الإعلام ملحم رياشي بقوله: «هناك قانون انتخابي جديد لأن هناك نقاشا جديا وآراء أصبحت متقاربة جدًا، لكن الجو الداخلي لا يتوافق مع النسبية المطلقة التي لا توافق أيضا طبيعة التمثيل والتحالفات داخل الوطن».
وفي هذا الإطار، أكد النائب في كتلة ما يسمى «حزب الله»، نواف الموسوي، أن الانتخابات النيابية يجب أن تتم في موعدها وعلى أساس قانون جديد، في وقت لم يستبعد الوزير السابق والنائب في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، إجراء تأجيل تقني للانتخابات التي يفترض أن تجرى في شهر يونيو (حزيران) المقبل، مؤكدا أن التمثيل الصحيح لا يتم إلا عبر القانون النسبي، ومحذرا أن بعض الجهات تريد العودة إلى ما يعرف بـ«قانون الستين»، أي القانون الحالي.
ودعا الخليل إلى ضرورة إنتاج قانون انتخاب عصري حديث يعتمد على النسبية والدائرة الكبرى. وأوضح خلال زيارة قام بها على رأس وفد من مكتبه إلى بلدية دير ميماس في الجنوب: «صحيح أن هناك تدويرا لبعض الزوايا، ولكن فليبتعدوا عن القانون الأكثري لأنه يقرر مسبقا ما هي إرادة السلطة وليس إرادة الناس، لذا نأمل أن يتم التوصل قريبا إلى إصدار قانون انتخابي جديد، وموقف الرئيس نبيه بري واضح في هذا الخصوص». وأضاف: «التقيته منذ يومين وهو يتألم بصدق. هناك شك كبير أن تكون رغبة بعض المكونات السياسية في التكوين الحالي للمجلس النيابي تريد فعلا أن تعود إلى قانون الستين إلا أن تمثيل شرائح الناس لا يتم إلا عبر القانون النسبي».
وتابع: «يجب أن نتوصل إلى إقرار إصلاحين، الأول سياسي عبر قانون جديد للانتخاب. وعدونا بذلك ونأمل أن يكون صحيحا، ولكن بسبب خبرتنا في العمل السياسي لدينا بعض الشكوك، والثاني إداري والذي لا يتم إلا بتبني مشروع البرنامج المتكامل في الإصلاح الإداري».
وردا على سؤال عن المهل القانونية وضيق الوقت وبالتالي العودة إلى قانون الستين، قال: «قد يحصل تمديد تقني، وأعتقد أنه وارد؛ لأن الانتخابات يجب أن تجري في يونيو، وهناك عاملان قد يؤخران ذلك، شهر رمضان وعدم انتهاء العام الدراسي، وبالتالي فالمعلمون الذين يتولون مراقبة الانتخابات غير مستعدين إلى حين انتهاء العام الدراسي، ولكن يجب أن نكون مستعدين لذلك، وهنا يستحضرني قول الرئيس بري إن ما يحصل يشبه الدبكة البعلبكية، ضجة ولكن في مكانها، ولكن نأمل خيرا».
من جهته، رأى الموسوي أن «التسوية التي أدت إلى بناء هيكل سياسي دستوري جديد يجب أن تستكمل مراحلها لا سيما على صعيد بناء المؤسسات الدستورية، وفي طليعتها الانتخابات النيابية التي نرى أنه من اللازم أن تتم في موعدها القانوني، وذلك على أساس قانون انتخابي جديد، وعليه فإننا نريد لهذا القانون أن يحظى بتوافق القوى السياسية، حتى لا يشعر أحد من هذه القوى بأنه قد استثني من هذه العملية السياسية، ولكن لا نريد لهذا التوافق أن يذهب إلى حيث يكون في الانتخابات مجال لإخراج قوى سياسية من الندوة النيابية، بل يجب أن يكون التطلع إلى قانون انتخابات يوسع القاعدة السياسية الشعبية للمجلس النيابي، لأنه إذا نحونا في اتجاه إخراج قوى سياسية ما، فإن في ذلك سببا مباشرا للتأزم ولعدم النجاح في بناء المؤسسات، وفي الحفاظ على الاستقرار السياسي المطلوب».
وفي كلمة له في حفل توقيع كتاب «مشروعية السلاح النووي بين القانون الدولي والعلاقات الدولية»، للكاتب الدكتور نادر علي عجمي، قال الموسوي إن «التعددية في لبنان تفترض أن يكون هناك أكواريوم سياسي فيه كثير من التنوع، بحيث إنه لا يطغى أحد على أحد، وبالتالي نأمل في أن تتمكن القوى السياسية من التوصل إلى قانون انتخابي، يشكل أساسا صلبا يستند إليه العهد الجديد في مشاريعه الكبيرة، التي تبدأ من الخروج من الأزمة الاقتصادية من طريق الإفادة من مخزون النفط والغاز، ومن هنا فإننا إذ نبدي سعادة للجدية التي يتم التعامل بها مع هذا الملف، إلا أننا ننبه أيضا إلى أن هذا التقدم يجب أن يكون مبنيا على أسس مستقرة، فلا نقع منذ البداية في أخطاء يمكن أن تحول النعمة إلى نقمة».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.