«الصيادلة» تدعو للإضراب احتجاجًا على رفع سعر الدواء

النقيب لـ«الشرق الأوسط» : سيكون الأكبر ويشمل 50 ألف صيدلية

«الصيادلة» تدعو للإضراب احتجاجًا على رفع سعر الدواء
TT

«الصيادلة» تدعو للإضراب احتجاجًا على رفع سعر الدواء

«الصيادلة» تدعو للإضراب احتجاجًا على رفع سعر الدواء

دعت نقابة الصيادلة في مصر، إلى تنظيم ما وصفه نقيب الصيادلة محيي عبيد بـ«أكبر إضراب تشهده البلاد» منتصف الشهر الحالي. وقال عبيد لـ«الشرق الأوسط»، إن الإضراب «سوف يشمل 50 ألف صيدلية على مستوى الجمهورية»، في خطوة تصعيدية ضد قرار حكومي برفع أسعار الدواء بنسبة 20 في المائة.
وتحدث عبيد إلى «الشرق الأوسط» قبيل اجتماع مرتقب لمجلس النقابة، لتحديد آليات التصعيد، في ظل رفض نقابة الصيادلة الإجراءات الحكومية لتجاوز أزمة نقص كثير من الأدوية، في ظل صعوبات اقتصادية يعاني منها قطاع تصنيع الدواء، عقب قرار تحرير سعر صرف العملية المحلية.
وتراجع سعر صرف الجنيه بشكل حاد أمام العملات الأجنبية، في أعقاب تحرير البنك المركزي سعر صرف الجنيه، أملا في القضاء على السوق السوداء ووجود سعرين للعملة، في ظل نقص حاد في العملات الأجنبية في بلد تعتمد على الاستيراد بشكل أساسي.
وقال نقيب الصيادلة، إن «الإضراب الجزئي سوف يبدأ منتصف الشهر الحالي، بحيث تغلق الصيدليات لمدة 6 ساعات. وخلال اجتماع مجلس النقابة سنقترح خفض عدد أيام الإضراب الجزئي لننتقل بعد 3 أو 4 أيام للإضراب الكامل لمدة يوم».
وكان الحومة المصرية قد عرضت على البرلمان زيادة سعر الدواء في البلاد بنسبة 20 في المائة، في ظل عدم قدرة شركات تصنيع الدواء على الوفاء بحاجة السوق، مع افتقارها للتمويل اللازم لشراء المواد الخام ومستلزمات التصنيع وقطع الغيار.
ووافق البرلمان على زيادة أسعار المنتجات الدوائية، لكن نقيب الصيادلة وصف القرار بالعشوائي، قائلا إن جميع الصيادلة يرفضون الزيادة غير المدروسة في سعر الدواء. ويطالب الصيادلة أيضا بعدم المساس بأسعار أدوية الأمراض المزمنة، وإيجاد آلية لسحب الأدوية منتهية الصلاحية من الصيدليات، وإعدامها تحت إشراف هيئة تفتيش صيدلي.
ويعد تحرك نقابة الصيادلة هو ثالث تحرك نقابي تشهده البلاد، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي منصبه منتصف عام 2014، بعد تحرك سابق لنقابة الأطباء ونقابة موظفي الضرائب، لكن التحرك الحالي يأتي في وقت يرتفع فيه منسوب الغضب الشعبي ضد إجراءات الحكومة الاقتصادية، بحسب مراقبين.
وارتفعت معدلات التضخم في مصر بعد التعويم بنسبة 5 في المائة، في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في زيادة هي الأعلى شهريا منذ عام 2008. كما ارتفعت نسبة التضخم خلال العام الماضي بنسبة 20 في المائة.
وقال شادي محمد، وهو صيدلاني يعمل بإحدى شركات تصنيع الدواء في مصر، إن أزمة الصيادلة الحقيقية هي رفض وزارة الصحة زيادة أسعار الدواء الموجود بالفعل في الصيدليات، وهو أمر جوهري للصيادلة الذين يعانون أصلا من انخفاض حاد في مكاسبهم بسبب نقص الدواء.
وأوضحت الصيدلانية هبه أحمد، أن «الصيادلة سيعانون من أجل توفير رأس المال اللازم لشراء الأدوية بعد زيادة سعرها، الآن أنا أبيع علبة دواء بعشرة جنيهات لكني سأكون مطالبة بشراء العلبة الجديدة بضعف ثمنها».
وشكك صيادلة شباب في إمكانية نجاح الإضراب، وقال أحمد محمود، وهو صيدلي شاب لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأزمة الأساسية في هذه الدعوة خشية الصيادلة من عدم التزام الآخرين، هذا الخوف يفشل الإضراب بالتأكيد».
لكن نقيب الصيادلة أكد لـ«الشرق الأوسط» أن النقابة عملت جاهدة لإنجاح الإضراب، قائلا إن «كل الأمور درست بعناية، هناك عقوبات ستطبق على المخالفين، وقد خصصنا لكل 2500 صيدلية صيدلي شاب لمتابعة تطبيقها قرار الجمعية العمومية. سوف تشهد مصر نجاح أكبر دعوة إضراب في تاريخها»، لافتا إلى أن «الخطوة المقبلة في التصعيد ستكون عدم تسديد المطالبات المالية لشركات الدواء، قبل إعلان الإغلاق الكلي لأجل غير مسمى».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.