رحيل الرئيس البرتغالي الأسبق ماريو سواريز

ارتبط اسمه بالحريات وثورة القرنفل ومسيرة البناء الأوروبية

رحيل الرئيس البرتغالي الأسبق ماريو سواريز
TT

رحيل الرئيس البرتغالي الأسبق ماريو سواريز

رحيل الرئيس البرتغالي الأسبق ماريو سواريز

توفي أمس، الرئيس البرتغالي الأسبق ماريو سواريز، عن 92 عامًا لتطوى صفحة شخصية طبعت ببصماتها في تاريخ بلادها طيلة أربعة عقود، وكانت من أشد المدافعين عن الحرية وعن البيت الأوروبي.
وأكد خوسيه باراتا، المتحدث باسم مستشفى الصليب الأحمر في لشبونة، خبر الوفاة لوكالة الصحافة الفرنسية من دون أن يوضح سببها. وكان سواريز نقل إلى المستشفى في 13 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بسبب «تدهور عام في وضعه الصحي»، وأدخل قسم العناية المركزة في مستشفى الصليب الأحمر. وبعد تحسن عابر، عاد وضع الرئيس السابق الصحي وتدهور فجأة في 24 ديسمبر 2016 من دون أن تكشف أسباب ذلك. وبحسب مقربين منه، فإن سواريز لم يتعاف أبدًا من التهاب في الدماغ أصيب به في يناير (كانون الثاني) 2013، وتفاقم وضعه الصحي أكثر إثر وفاة زوجته في يوليو (تموز) 2015.
وأعلن رئيس حكومة البرتغال أنطونيو كوستا الحداد في البلاد لمدة ثلاثة أيام ابتداء من غدٍ الاثنين. وقال رئيس الحكومة الاشتراكي من نيودلهي، حيث يقوم بزيارة رسمية: «فقدنا اليوم الشخص الذي كان مرارًا وجه وصوت حريتنا التي ناضل من أجلها طيلة حياته». وأضاف أن «خسارة ماريو سواريز تعني خسارة من لا يعوض في تاريخنا الحديث». من جهته قال رئيس الجمهورية مارسيلو ريبيلو دي سوسا المحافظ، عن سواريز: «لقد كان مقاتلاً من أجل الحرية، ولا بد للبرتغال من أن تناضل من أجل إبقاء إرثه حيًا».
كما قال زعيم المعارضة من اليمين الوسط بدرو باسو كويلو إنه «يوم حزين لكل البرتغاليين. لقد كان أحد مؤسسي النظام الديمقراطي الذي نعيش في ظله اليوم». دوليًا تسارعت ردود الفعل التي أشادت بالرئيس البرتغالي السابق.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بيان عن سواريز إن «اسمه سيبقى إلى الأبد مرتبطًا بثورة القرنفل وأيضًا بمسيرة البناء الأوروبية».
وتابع أن «مسيرته ومعاركه وعلاقاته الشخصية مع بلادنا تذكرنا بعمق العلاقات التي تربط بين فرنسا والبرتغال».
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إن «حياة ماريو سواريز تختصر بالتاريخ الحديث للبرتغال، لأنه كان مهندس مقاومة الديكتاتورية، ومهندس انتقال بلاده نحو الديمقراطية». رئيس الحكومة الإسبانية المحافظ ماريانو راخوي قال إن سواريز كان «أوروبيًا كبيرًا ورجلاً محوريًا في مسيرة الديمقراطية البرتغالية». وبقي سواريز الذي يعتبر أب الديمقراطية البرتغالية التي تكرست في 1974، في مقدمة المشهد السياسي في بلاده لأربعين عامًا. وهو مؤسس الحزب الاشتراكي البرتغالي، وكان وزيرًا للخارجية، وشغل رئاسة الوزراء مرتين، قبل أن يتولى الرئاسة بين 1986 و1996، إضافة إلى كونه نائبًا أوروبيًا. اعتبر سواريز مهندس انضمام البرتغال إلى الاتحاد الأوروبي عام 1986.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».