مقتل صانع أحزمة «الدواعش» لهجوم ثاني الحرمين

الأمن السعودي أطاح الصيعري والصاعدي قبل أن يفجرا نفسيهما في الرياض

طايع الصيعري  -  طلال الصاعدي
طايع الصيعري - طلال الصاعدي
TT

مقتل صانع أحزمة «الدواعش» لهجوم ثاني الحرمين

طايع الصيعري  -  طلال الصاعدي
طايع الصيعري - طلال الصاعدي

تمكنت السلطات الأمنية السعودية، من قتل السعودي طايع الصيعري، خبير تنظيم داعش في صناعة الأحزمة الناسفة والقنابل المتفجرة، الذي جهّز أحزمة ناسفة استخدمت في هجمات إرهابية، منها المسجد النبوي في المدينة المنورة ومسجد قوات الطوارئ بعسير، وعملية أخرى قرب مستشفى سليمان فقيه بجدة.
وأطيح بالصيعري في عملية استباقية بعد رصد تواجده مع زميله الداعشي طلال الصاعدي في منزل في شمال العاصمة الرياض، أمس، وعثر بحوزتهما على حزامين ناسفين في حال تشريك كامل، وقنبلة يدوية محلية الصنع، وحوضين يحتويان على مواد كيماوية لتصنيع المواد المتفجرة، وفقا لبيان صدر عن وزارة الداخلية السعودية.
وأوضح اللواء منصور التركي، المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية، أن الجهات الأمنية «خلال أدائها مهامها وواجباتها في مكافحة الإرهاب وملاحقة عناصره وكشف مخططاتهم والإطاحة بشبكاتهم وإحباط عملياتهم التي يستهدفون بها أمن البلاد واستقرارها، تمكنت من رصد تواجد المطلوب الخطر طايع بن سالم بن يسلم الصيعري (سعودي الجنسية)؛ لدوره الخطير في تصنيع أحزمة ناسفة نفذت بها عدد من الجرائم الإرهابية، مختبئًا في منزل يقع بحي الياسمين شمال مدينة الرياض ومعه شخص آخر ظهر أنه يدعى طلال بن سمران الصاعدي (سعودي الجنسية)».
وقال اللواء التركي، إن المطلوبَين اتخذا من ذلك المنزل وكرًا إرهابيًا لتصنيع المواد المتفجرة من أحزمة وعبوات ناسفة، ووفقًا لهذه المعطيات باشرت الجهات الأمنية فجر أمس، تطويق الموقع وتأمين سلامة سكان المنازل المجاورة والمارة، وتوجيه نداءات في الوقت ذاته لتسليم نفسيهما، إلا أنهما رفضا الاستجابة وبادرا بإطلاق النار بشكل كثيف على رجال الأمن في محاولة للهرب من الموقع.
وأشار المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية إلى أن رجال الأمن عملوا على تحييد خطر المطلوبَين، خصوصا أنهما يرتديان حزامين ناسفين كانا على وشك استخدامهما، إلا أن سرعة تعامل رجال الأمن معهما مما حال دون ذلك: «ونتج من العملية، مقتلهما وإصابة أحد رجال الأمن بإصابة طفيفة نقل على إثرها إلى المستشفى وحالته مستقرة، فيما لم يُصب أحد من الساكنين أو المارة بأي أَذًى».
وذكر اللواء التركي، أنه بعد الانتهاء من العملية، جرى تفتيش المنزل وضبط بحوزة الإرهابيين، على حزامين ناسفين في حال تشريك كاملة وتم إبطالهما، وقنبلة يدوية محلية التصنيع، وحوضين صغيرين بهما مواد يشتبه بأن تكون كيماوية تستخدم لتصنيع المواد المتفجرة من أحزمة وعبوات ناسفة.
وأكد المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودية، أن تلك المضبوطات تشير إلى مدى خطورة ما كان المذكوران يخططان للإقدام عليه من عمل إجرامي عمَلا للإعداد عليه، خصوصا أن المذكور طايع الصيعري، يعد خبيرًا يعتمد عليه تنظيم داعش الإرهابي في تصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة، وتجهيز الانتحاريين بها وتدريبهم عليها لتنفيذ عملياتهم الإجرامية التي كان منها عملية استهداف المصلين بمسجد قوة الطوارئ في عسير، والعمليتان اللتان جرى إحباطهما في المواقف التابعة لمستشفى سليمان فقيه في جدة في رمضان الماضي، فيما استهدفت الثانية بكل خسة ودناءة المسجد النبوي الشريف.
وتصدت السلطات الأمنية لمحاولات فرار الإرهابيين من المنزل، خصوصا أن مقطعا مرئيا، انتشر عبر مواقع الإنترنت، كشف عن مواجهة أحد رجال الأمن لأحدهم، وجهًا لوجه بالسلاح، وهو يطلق عليه النار، قبل أن يستخدم الإرهابي الحزام الناسف الذي كان يرتديه.
وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن القتيل طايع الصيعري، كان مبتعثا في نيوزلندا على حساب وزارة التعليم بالسعودية، لدراسة الهندسة الكهربائية، ثم انقطع عن دراسته، وغادر إلى مناطق الصراع، ثم عاد إلى السعودية بطرق غير مشروعة، واستمر بانتمائه إلى التنظيم الإرهابي.
وشدد التركي على أن الأجهزة الأمنية عند قيامها بعمليات المداهمة أبلغت الساكنين والموجودين بالحي بإخلاء الحي على وجه السرعة، والعمل على الحد من الخطر الإرهابي، وهو ما تم بفضل الجهود الأمنية.
من جانب آخر، أشار اللواء منصور التركي خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر نادي ضباط قوى الأمن الداخلي في وقت متأخر مساء أمس، إلى أن الأجهزة الأمنية لا تستبعد وجود معامل لتجهيز المواد المتفجرة أخرى غير التي تم ضبطها، منوهًا بأن تنظيم داعش يستهدف السعودية وسماحة الإسلام، كما أنه نفذ خلال العامين الماضيين نحو 30 جريمة إرهابية داخل المملكة.
إلى ذلك، أكد اللواء بسام عطية، خبير استراتيجيات مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية السعودية، أن المطلوبين اللذين قتلا على يد رجال الأمن في حي الياسمين شمال مدينة الرياض أمس لهما أدوار موازية، إضافة إلى ضبط أحزمة ناسفة كانت بمقر وجودهما، مضيفًا أنه جرى رصد محاولات جادة من قبل طلال الصاعدي للتخلص من السوار الإلكتروني وهو ما أفقده كثيرا من المزايا التي تمنح بعد انتهاء محكوميات المتورطين بجرائم إرهابية.
وفي معرض رده على سؤال يتعلق بقوة المتفجرات التي وجدها الأمن، قال عطية إن أحد المواقع التي تم ضبطها في الوكر الذي كان يدار من إرهابي سوري (موقوف)، كان يحمل مواد لو انفجرت كان يمكن أن تؤدي إلى أضرار يقدر محيطها بمليون متر مربع، مقدرًا حجم كمية المتفجرات التي استهدفت المملكة من قبل كل التنظيمات الإرهابية بنحو 57 طنًا من المواد المتفجرة ضبطتها الأجهزة الأمنية، وهي مواد تستطيع شدة تفجيرها أن تحدث هزة أرضية بمقدار 5 درجات على مقياس ريختر، في حين جرى حصر نحو 6 أطنان فقط من المواد المتفجرة نفذها المفجرون داخل السعودية.



«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
TT

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية، وحاجياتهم الحيوية الملموسة»، متهماً «التصورات المتطرفة» بالمراهنة على تطلعات آيديولوجية تبرر التضحية بطموحات الشعوب في سبيل مشروعات ترى التدمير إنجازاً والتنمية تهمة.

وأشار «اعتدال»، الذي يتّخذ من الرياض مقرّاً له، في تقرير نشر عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، الأربعاء، إلى عدد من الأسباب التي تدفع الفكر المتطرّف إلى مهاجمة الدول المستقرة، لافتاً إلى اعتبارات متطرّفة عدة مقابل ما يقدّمه الاستقرار للتنمية والأمن والمستقبل.

الأزمات «لحظات عابرة»

الدول المستقرّة، وفقاً للتقرير، تعدّ كل أزمة «لحظةً عابرة» ينبغي تجاوزها للعودة إلى مهامها الأساسية القائمة على العناية بجودة الحياة وضمان الأمن، بينما تُعدّ الأزمات «جزءاً من عقيدة التطرف بمختلف مشاربه»، وبيّن أن الاستقرار «محك واقعي لمدى صدق الوعود والعهود التي يطلقها المتطرفون عبر خطابهم الترويجي والاستقطابي»، وللاستدلال على أن «المتطرّفين» لا يملكون أي مشروع حقيقي غير الدعوة إلى التدمير والصراع، أوضح «اعتدال» أن خُلُو العالم من الأزمات، وشيوع الاستقرار بين الدول، «سيحرمهم لا محالة من الوضع المعلق الذي تخلقه الصراعات».

وضمن الأسباب التي تدفع الفكر المتطرف إلى مهاجمة الدول المستقرة، يرى التقرير أن «الاستقرار يُمَتَّنُ حالة الولاء بين المجتمعات وبين الدول»، عادّاً أن ذلك يحول دون «تنامي المشاعر السلبية والانفعالات المريضة والحاقدة بين الناس، مما يُعدّ حرماناً للمتطرفين من مادتهم الأساسية».

ويعتقد يوسف الرميح، وهو مستشار أمني سعودي، أن الفكر المتطرّف «يحاول استهداف الدول المستقرة والدول المضطربة على حدٍّ سواء».

دوافع واختلافات

ويرى الرميح أن «الدول المستقرة ليس لديها هامش للأفكار المضطربة، مما يدفع بالمتطرفين إلى محاولة الاصطياد في الماء العكر واختراق المجتمعات عبر استهداف مواطنين، خصوصاً الشباب، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات العامة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ بهدف خلخلة هذا النظام العام في المجتمع».

يذكر أن «اعتدال» يضطلع بمهام رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف، وحجب منافذه بمختلف أشكالها وتعطيل مصادر تغذيتها. وقد دُشّن من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعدد من قادة الدول خلال في مايو (أيار) عام 2017 بالرياض.