بوكيتينو أظهر براعته بالتفوق على خطط كونتي

المدير الفني لتوتنهام عرف كيف يجهض طرق تشيلسي فانتزع نصرًا ثمينًا

بوكيتينو يهنئ مهاجمه ديلي ألي فيما يقف كونتي متحسراً (رويترز)
بوكيتينو يهنئ مهاجمه ديلي ألي فيما يقف كونتي متحسراً (رويترز)
TT

بوكيتينو أظهر براعته بالتفوق على خطط كونتي

بوكيتينو يهنئ مهاجمه ديلي ألي فيما يقف كونتي متحسراً (رويترز)
بوكيتينو يهنئ مهاجمه ديلي ألي فيما يقف كونتي متحسراً (رويترز)

يعرف الجميع عن المدير الفني الأرجنتيني لنادي توتنهام هوتسبر الإنجليزي ماوريسيو بوكيتينو ذكاءه الخططي والتكتيكي، وهو ما ظهر بقوة خلال تعامله مع طريقة 3 - 4 - 3 التي يعتمد عليها الإيطالي أنطونيو كونتي مع تشيلسي - وهي المباراة الأولى خلال الموسم الحالي التي يتفوق فيها أي ناد على تشيلسي من الناحية الخططية.
ومنذ التحول إلى طريقة 3 - 4 - 3 عقب الهزيمة بثلاثية نظيفة أمام آرسنال على ملعب الإمارات في سبتمبر (أيلول) الماضي، حقق تشيلسي الفوز في جميع المباريات الـ13 التي خاضها في الدوري الإنجليزي الممتاز، وظل مسيطرًا ومهيمنًا تمامًا على مجريات الأمور للدرجة التي جعلت المديرين الفنيين للفرق الأخرى يشعرون بالخوف من التمسك بطريقة لعبهم المعتادة خوفًا من تلقي خسارة ثقيلة.
وكانت المشكلة تكمن في أن جميع المديرين الفنيين لم يضعوا أيديهم على الشكل البديل الذي يتعين عليهم الاعتماد عليه في مواجهة تشيلسي، قرر رونالد كومان مدرب إيفرتون تغيير الشكل الخططي لفريقه ليلعب بطريقة 3 - 4 - 3 لمواجهة تشيلسي في جميع أجزاء الملعب، وكانت النتيجة تلقي هزيمة ثقيلة بخماسية نظيفة. لكن بوكيتينو قرر أن يلعب بطريقة 3 - 4 - 3، ولكن بالشكل الذي يتناسب مع قدرات وفنيات لاعبيه، وكان ذلك قرارًا جريئًا للغاية في حقيقة الأمر، رغم أن الفوز على واتفورد الأسبوع الماضي بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد وبنفس طريقة اللعب كان خير إعداد لمواجهة متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز.
وخلال معظم فترات الشوط الأول، كان واضحًا أن توتنهام قد خطط لمجاراة تشيلسي في طريقة اللعب التي يعتمد عليها، ونجح كل فريق في مراقبة مفاتيح لعب الفريق الآخر وغلق المساحات تمامًا في وسط الملعب الذي تحول لساحة معركة حقيقية بين موسى ديمبيلي وفيكتور وانياما من جهة، ونغولو كانتي ونيمانيا ماتيتش من جهة أخرى، في حين كان داني روز يخضع لمراقبة لصيقة من فيكتور موزيس، ونجح ماركوس ألونسو في القضاء على خطورة كايل ووكر. وعندما يلعب فريق بطريقة 3 - 4 - 3 أمام بفريق يعتمد على نفس الطريقة، فهذا يعني غلق المساحات في عمق الملعب تمامًا.
ومع ذلك، نجح توتنهام في الاستحواذ على الكرة بشكل كبير، وكان هناك اختلاف واضح في كيفية ممارسة كل فريق للضغط على لاعبي الفريق الآخر، فكان المهاجمون الثلاثة لتشيلسي يضغطون على حامل الكرة بشكل منفرد، في الوقت الذي يعود فيه بيدرو رودريغيز وإدين هازار إلى الخلف للمساعدة في جعل تشيلسي يضغط كوحدة واحدة، وهو ما كان يمنح لاعبي قلب الدفاع في توتنهام وقتًا كافيًا للسيطرة على الكرة والتفكير في الانطلاق بها للأمام أو إرسال كرات طولية.
وكان قلب الدفاع الأيسر لتوتنهام يان فيرتونجين، على وجه التحديد، يرسل كرات للأمام، وجاءت معظم الفرص الخطيرة لتوتنهام في شوط المباراة الأول بهذه الطريقة. كما كان روز يلعب بسرعة فائقة ويتمتع بقدرة كبيرة على الاحتمال، وهو ما أجبر كلا من بيدرو وموزيس للتدخل عليه بتهور أكثر من مرة، في حين وجد ديمبلي مساحة كافية للاتجاه لليسار والانطلاق بطريقته المفضلة بين المدافعين.
ولم يصنع بيدرو وهازارد هجمات مرتدة تذكر على مرمى توتنهام، نظرًا لأن موسى ديمبلي وفيكتور وانياما قد نجحا في حماية دفاع فريقهما بشكل رائع. وكانت الهجمة المرتدة الأكثر تنظيمًا لتشيلسي من صناعة ديغو كوستا في عمق الملعب، وأدت إلى وقوع مشادة بينه وبين بيدرو، لأن الأخير لم يركض بالسرعة المطلوبة. ولم يظهر هازار، الذي يعد أخطر المفاتيح الهجومية لتشيلسي هذا الموسم، بالشكل المعروف عنه، في الوقت الذي اعتمد فيه الفريق على إرسال كرات بينية لكوستا، الذي كان دائم الوقوع في مصيدة التسلل.
وضغط توتنهام بكل قوة وأجبر مدافعي تشيلسي على إرسال كرات طولية للأمام، ومعظمها لم يكن بالدقة المطلوبة. ولعب نجما خط الوسط المهاجم لتوتنهام، كريستيان إريكسون وديلي ألي، أدوارًا هامة في الهجوم، ففي حال فقدانهما للكرة كانا يندفعان لداخل الملعب للمساعدة في الضغط على لاعبي خط وسط تشيلسي، أما في حال الاستحواذ على الكرة فكانا يتحركان بشكل رائع، وهو ما ساعد على إحراز الهدف الأول لألي.
وشكل إريكسون خطورة كبيرة خلف خطوط فريق تشيلسي، في حين كان ألي يلعب مهاجمًا ثانيًا لاستغلال قدرته الكبيرة على إحراز الأهداف. ولذا لم يكن من الغريب أن يأتي هدف توتنهام من صناعة إريكسون الذي وجد المساحة المناسبة وأرسل تمريرة متقنة على رأس ألي، الذي وضع الكرة في مرمى تيبو كورتوا. ومع نهاية الشوط الأول، كان هذا الهدف هو التسديدة الوحيدة على المرمى، وهو ما يعكس رغبة كل فريق في إيقاف خطورة لاعبي الفريق الآخر.
بدأ تشيلسي الشوط الثاني بكل قوة وضغط على توتنهام بطول الملعب، رغم أن ذلك سمح لتوتنهام بشن هجمات مرتدة بشكل أكبر، ولم تمر سوى عشر دقائق حتى أحرز توتنهام هدفه الثاني، الذي كان نسخة طبق الأصل من الهدف الأول، إذ أرسل إريكسون كرة متقنة على رأس ألي، الذي لم يتوانَ في إيداع الكرة في الشباك. من الواضح أن تشيلسي لم يتعلم الدرس، فرغم أن خط دفاعه قدم أداءً قويًا خلال الأشهر الأخيرة، فإن قصر قامة سيزار أزبيليكويتا قد تجعل الفريق عرضة لتلقي الأهداف عن طريق الكرات الطولية التي ترسل للمهاجمين على القائم الثاني.
ورغم أن ألي هو من أحرز الهدفين وسرق الأضواء من الجميع، أعتقد أن إريكسون هو نجم اللقاء الأول بسرعته الكبيرة وضغطه على حامل الكرة وقوته البدنية وذكائه في التمركز بعيدًا عن رقابة لاعبي الفريق المنافس، وهو ما جعله يبدو صانع الألعاب الوحيد في تلك المباراة، بعدما أرسل تمريرتين متقنتين أنهى بهما المباراة.
وعقب المباراة أشار بوكيتينو إلى أن الفوز أظهر تطور مستوى فريقه الذهني هذا الموسم.
وقال: «في الحقيقة هو مجرد فوز بثلاث نقاط، ولكن بعد سلسلة انتصارات تشيلسي المتتالية، كانت فرصة جيدة لنثبت أن مستوانا تحسن وأننا تعلمنا من الموسم الماضي». وأضاف: «كنت سعيدًا للغاية بعد المباراة لأننا أظهرنا قدرتنا الكبيرة على المنافسة. في هذا النوع من المباريات أحيانا لا تكون في حاجة لتقدم أداء جميلا.. ولكن أن تكون ندًا لمنافسك. هذا ما افتقدناه الموسم الماضي.. أن نقارع المنافسين ونفوز بالدوري الممتاز».
وواصل: «بالنسبة لي كان هذا إنذارًا مهمًا للمنافسين وخطوة كبيرة للأمام... الفريق في حاجة للحفاظ على هذه العقلية. إذا كنت قادرًا على مقارعة المنافسين ستكون دائمًا قريبًا من الفوز بالبطولات».



خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
TT

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)

أشار البرتغالي جورجي خيسوس، المدير الفني لفريق الهلال، إلى إمكانية مشاركة البرازيلي مالكوم أمام النصر، في المباراة التي تجمعهما، اليوم السبت في كأس السوبر السعودي.

وقال خيسوس، في المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة: «مجدداً الهلال طرف في نهائي آخر ضد منافس قوي، ستكون مباراة قوية. ستظهر صورة الكرة السعودية التي وصلت إلى المستوى العالي، والعالم يشاهد».

وأضاف: «الفريقان يملكان لاعبين كثراً على مستوى عالٍ من الجودة، وبالطبع نبحث عن أن نظهر الوجه القوي للكرة السعودية».

وتابع: «المباراة ستكون منقولة على مستوى العالم ودول أوروبا والبرازيل، نرغب في أن نظهر أفضل صورة للكرة السعودية، نرغب في أن نظهر ما أظهرناه في الموسم الماضي».

وواصل: «في كل مكان بالعالم النهائيات والديربيات يكون فيها شد ذهني لا يمكن السيطرة عليه بالكامل، المستوى هذا من الصعب أن نتحكم خلاله في ردة الفعل. هناك بعض اللحظات التي يكون فيها شحن وهي طبيعية».

وبسؤاله عن موقف البرازيلي مالكوم من المباراة، أوضح خيسوس: «لقد تدرب مع الفريق اليوم، وبناءً على ذلك سنتخذ القرار الأنسب، كل شيء سيعتمد على التمرين الأخير».

وأردف: «مالكوم من أفضل اللاعبين الموجودين على مستوى الهلال والدوري، وبالنسبة لي بصفتي مدرباً معرفة مالكوم التكتيكية مهمة، وهو حل مهم لنا، يجعل الأمور أسهل».

ورفض خيسوس الحديث عن لاعبه سعود عبد الحميد الذي ارتبط بالانتقال إلى صفوف روما الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

وأكد: «الهلال يملك قائمة قوية من اللاعبين، وفترة الإعداد كانت من أجل العمل على استعداد اللاعبين، خصوصاً مثل الموجودين خارج الفريق الموسم الماضي؛ مثل حمد اليامي الذي كان بالشباب، ويملك إمكانات جيدة».

وواصل: «نحن معتادون على حب الجماهير الذي يتحرك معنا، لامسنا هذا الأمر العام الفائت، نحاول أن نمنحهم بطولة أخرى، وقفوا معنا، ودعمونا، ونحن موجودون لأجل إرضاء الجماهير».

وأتم خيسوس حديثه بالإشادة بمهاجمه ميتروفيتش، قائلاً: «إنه محترف على مستوى عالٍ داخل وخارج الملعب، بداية الإعداد كانت رائعة؛ إذ خسر بعض الوزن، ميتروفيتش مثال لنوعية المحترف المثالي».

من جانبه، يأمل الصربي ألكسندر ميتروفيتش، مهاجم الهلال في الفوز بكأس السوبر على حساب النصر.

وقال ميتروفيتش في المؤتمر الصحافي: «ستكون مباراة قوية ضد منافس قوي، لعبنا أمامهم في الموسم الماضي، ونتمنى أن نكون الطرف المنتصر».

وأفاد: «لا يوجد شيء اختلف في الإعداد لمواجهة النصر. إنها مثل أي مباراة أخرى، نركز على أنفسنا وتنفيذ تعليمات المدرب أفراداً ومجموعة».

وأكمل: «ستكون مباراة كبيرة حافلة بالحضور الجماهيري، نحن محظوظون بوجود الجماهير داخل أرضنا وخارجها».

واختتم: «السعادة ستكون أكبر إن انتصرنا مع تسجيلي للأهداف، ولكن الهدف الرئيسي إسعاد الجماهير والفوز باللقب».