رئيس الحكومة المغربية: الملكية هي الضامن لاستمرارية الدولة

قال إنه كان مولعًا بأغاني أم كلثوم وفيروز

رئيس الحكومة المغربية: الملكية هي الضامن لاستمرارية الدولة
TT

رئيس الحكومة المغربية: الملكية هي الضامن لاستمرارية الدولة

رئيس الحكومة المغربية: الملكية هي الضامن لاستمرارية الدولة

أكد رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله ابن كيران، أن النظام الملكي في المملكة المغربية الضامن لأمن واستقرار واستمرار البلاد، مشيرا إلى أن جميع المغاربة يحبون العاهل المغربي محمد السادس، واعتبر أن الجانب الإنساني الذي يتمتع به الملك الدافع وراء هذا الحب، وهو الذي يجعل المغاربة «متشبثين بالملك».
وقال ابن كيران، في حوار صريح مع الزميلة «الرجل»، إن جميع المغاربة يحبون الملك محمد السادس، موضحا أن فارق السن بينه وبين الملك جعله يتعرف إلى «أخلاقه الفاضلة واللطف الذي شبّ عليه منذ صغره»، واعتبر أن تعيينه رئيسا للحكومة سمح له بأن يقترب أكثر من شخصية الملك «فازداد حبي له بعد ما لمست فيه عن كثب هذا الجانب الإنساني الكبير الذي يتمتع به».
وأوضح ابن كيران، أن العلاقة التي تربطه بملك المغرب هي علاقة ملك برئيس الحكومة، وقال بهذا الخصوص: «أُجل فيه جانبه الإنساني الكبير، وعطفه على مواطنيه وأنا واحد منهم، حيث ساعدني كثيرًا في العناية بوالدتي رحمة الله عليها».
وبخصوص الفضائح التي طالت حكومة ابن كيران، خصوصا ما يعرف بـ«فضيحة الكوبل الحكومي»، قال ابن كيران: «حين يكون الإنسان في موقع المسؤولية من إدارة الشأن العام، فإن بعض الخصوم لا يتوانون في النيل منه، ويعملون على ترويج الشائعات أو النبش في حياته الخاصة، أو المبالغة في تأويل سلوك معين أو مبادرة تخص الحياة الشخصية»، مشيرا إلى أنه لا ينظر إلى زواج الحبيب الشوباني وسمية بن خلدون على أنه فضيحة كما يظل يروج له، «فالرجل أراد الزواج بسيدة مطلقة، فما المانع في ذلك؟ لكن استعجال الطرفين في الإقدام على الزواج باختيار فترة زمنية كانت في موعد الانتخابات لم يكن توقيتًا مناسبًا ربما، لأننا كنا مستهدفين، وهو ما وفر فرصة لهؤلاء الخصوم، لمحاولة النيل من الحزب والتشويش عليه، والتهويل من مسألة عادية لا تلزمهم في شيء».
وتجدر الإشارة إلى أن ابن كيران يشدد دوما على أن حزبه لا ينتمي إلى مدرسة «الإخوان المسلمين»، وأن حزبه حزب سياسي وليس حزبا دينيا، ويرفض في السياق ذاته الخلط بين السياسة والدين، مشددا على أن هذا الأخير يجب أن يكون بيد الدولة، موضحا في الوقت نفسه أن بعض الأشخاص أعطوا صورة مرعبة ورهيبة عن الإسلام.
وفي الجانب الإنساني، كشف ابن كيران في حديثه للزميلة «الرجل» عن ولعه بالطرب بقوله: «لا أخفيكم سرًا بأنني مولع بالاستماع إلى الفن الرفيع»، مشيرا إلى أنه كان يحفظ قبل التحاقه بالحركة الإسلامية كثيرا من أغاني أم كلثوم وفيروز وعبد الحليم حافظ، وكان يغني هذه الأغنيات في بعض المناسبات، ومن ضمنها العائلية، مضيفًا أنه عمل مع الكورال في مناسبات عدة، لكنه أكد أنه لم يكن يرغب في أن يصبح مطربا، وأنه أخذ منعطفا جديدا حين التحق بالحركة الإسلامية، «فقد تغيرت حياتي لتأخذ مسارًا جديًا، ولم أعد كما في السابق أقصد السينما أو أؤدي الأغاني الطربية في أي مناسبة».
ولا يخفي ابن كيران أن الحنين ما زال يشده إلى ذاك الزمن والذكريات الجميلة، حيث يسترجعها في بعض الأحيان ويطلق العنان لحنجرته للتغني ببعض الأغاني سواء في البيت أو داخل السيارة.
وفي إطار صراحته المعهودة، قال ابن كيران، إنه يؤيد تعدد الزوجات «وإذا قال لك أي رجل إنه غير راغب في التعدد فهو كاذب»، حسب تعبيره، وعلل عدم زواجه بالثانية بوفائه لزوجته، مشيرا إلى أن «زوجته نبيلة ترفض التعدد كما حال باقي النساء».
وبخصوص قصة زواجه، قال ابن كيران: «زواجي بابنة عمي نبيلة كان ثمرة حب شديد، وحين تقدمت إليها كان موقف والدها هو الرفض، لكنها تشبّثت بي، ويقتضي الوفاء عدم الإساءة إليها».
وفي السياق ذاته، باح ابن كيران بسر آخر عندما قال: «البعض كان يراهن على أنني سأتزوج بالثانية، لكنني لم أفعل. فلم أكن أحب أن يشمت بها أي أحد».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.