ابن كيران يعتزم تشكيل الحكومة المرتقبة من أحزاب الغالبية السابقة

وضع «فيتو» على مشاركة الاتحادين «الدستوري» و«الاشتراكي» فيها

عبد الإله ابن كيران في لقاء سابق مع عزيز أخنوش («الشرق الأوسط»)
عبد الإله ابن كيران في لقاء سابق مع عزيز أخنوش («الشرق الأوسط»)
TT

ابن كيران يعتزم تشكيل الحكومة المرتقبة من أحزاب الغالبية السابقة

عبد الإله ابن كيران في لقاء سابق مع عزيز أخنوش («الشرق الأوسط»)
عبد الإله ابن كيران في لقاء سابق مع عزيز أخنوش («الشرق الأوسط»)

تلقى عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار المغربي، عرضا بشأن تشكيل الغالبية المرتقبة، من رئيس الحكومة المعين عبد الإله ابن كيران، وذلك خلال لقاء جمعهما في منزل هذا الأخير بالرباط صباح أمس الأربعاء.
وكان ابن كيران قد التقى صباح أمس أيضا كلاً من محند العنصر، الأمين العام للحركة الشعبية، ونبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقا).
وبعد استبعاد مشاركة حزب الاستقلال في الحكومة المرتقبة، يكون أخنوش قد حقق نصرا جزئيا، بيد أن النصر الأكبر كان من نصيب ابن كيران الذي ظفر بدعم ومساندة حزب الاستقلال (46 نائبا في البرلمان)، الذي عد نفسه ضمن الغالبية التي سيشكلها ابن كيران رغم أنه لن يشارك في حكومته.
وقال رئيس التجمع الوطني للأحرار إن لقاءه مع ابن كيران كان مهمًا، مشيرا إلى أنه تلقى عرضا من رئيس الحكومة المعين سيناقشه مع شركائه محند العنصر، الأمين العام للحركة الشعبية، ومحمد ساجد، الأمين العام للاتحاد الدستوري، لكن دون أن يفصح عن تفاصيل العرض الذي قدم له.
وذكر أخنوش أنه سيطلع الرأي العام على تفاصيل العرض بعد يومين، وهي المدة التي يبدو أن رئيس الحكومة المعين منحها لأخنوش للتشاور والتباحث مع شركائه، قبل تلقي الرد النهائي بشأن تشكيل الحكومة.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر متطابقة مقربة من حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار، أن رئيس الحكومة المعين قدم عرضا لأخنوش حول الغالبية المرتقبة، وهي الغالبية السابقة نفسها، أي «العدالة والتنمية» و«التجمع الوطني للأحرار» و«الحركة الشعبية» و«التقدم والاشتراكية».
وتأكيدا لذلك، قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن ابن كيران أخبره خلال لقائه به صباح أمس بنيته تشكيل الحكومة المرتقبة من الغالبية السابقة.
وذكر بنعبد الله في تصريح صحافي أمس أن ابن كيران أبلغ أخنوش والعنصر بالشيء نفسه، وأنهما طلبا مهلة للتشاور.
وأبلغ ابن كيران أخنوش، حسب المصادر المتطابقة ذاتها، بأنه يعد حزب الاستقلال ضمن الغالبية المقبلة، رغم أن مشاركته في الحكومة أصبحت غير ذات موضوع. ولم يكتف ابن كيران بهذا الحد؛ إذ أبلغ أخنوش بضرورة أخذ مقاعد حزب الاستقلال الـ46 بعين الاعتبار عند توزيع الحقائب الوزارية.
وعلمت «الشرق الأوسط» أيضا أن ابن كيران أبلغ أخنوش بـ«فيتو» حول مشاركة حزبي الاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الحكومة المقبلة.
ويبدو أن ابن كيران لم يغفر لإدريس لشكر، الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، موقفه الملتبس وغير الواضح في بداية انطلاق مشاوراته المتعلقة بتشكيل الحكومة.
وإذا سارت الأمور كما أرادها ابن كيران، فإن عدد المقاعد النيابية للغالبية المقبلة ستكون 247 مقعدا من مجموع 395 مقعدا، التي يتكون منها مجلس النواب. ويتعلق الأمر بـ«العدالة والتنمية (125)»، و«التجمع الوطني للأحرار (37)»، و«الحركة الشعبية (27)»، و«التقدم والاشتراكية (12)»، إضافة إلى مقاعد حزب الاستقلال الـ46.
وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت أول من أمس خبرا مفاده أن ابن كيران سيطرح على الأمانة العامة لحزبه تركيبتين للغالبية الحكومية: الأولى تضم «العدالة والتنمية (125 مقعدا)»، و«التجمع الوطني للأحرار (37 مقعدا)»، و«التقدم والاشتراكية (12 مقعدا)»، وتتكون من 174 مقعدا نيابيا، يضاف إليها 46 مقعدا نيابيا لحزب الاستقلال، الذي قرر السبت الماضي مساندة حزب العدالة والتنمية، سواء شارك في الحكومة أم لم يشارك فيها، وتصبح الغالبية بالتالي تتوفر على 220 مقعدا. أما التركيبة الثانية، فتشمل إلى جانب الأحزاب الثلاثة المذكورة، حزب الحركة الشعبية (27 مقعدا) ليصبح مجموع مقاعد الغالبية الحكومية 247 مقعدا من مجموع 395 مقعدا في مجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان).
وذكرت «الشرق الأوسط» أيضا أن ابن كيران سيطرح على الأمانة العامة مسألة ما إذا كانت الحقائب الوزارية التي كانت ستمنح لحزب الاستقلال في حال مشاركته بالحكومة، سيحتفظ بها حزب «العدالة والتنمية»، أم سيتم توزيعها على بعض التكنوقراط المقربين من حزب الاستقلال.
يذكر أن اللقاء بين أخنوش وابن كيران استغرق نحو ساعة، وجاء عقب التئام الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ليلة أول من أمس، التي أعطت الضوء الأخضر لابن كيران للمضي قدما في مواصلة مشاوراته بشأن تشكيل الغالبية الجديدة، وتسريع تشكيل الحكومة، زِد على ذلك موافقتها على استبعاد «العدالة والتنمية» حزب الاستقلال من الحكومة المنتظرة، وهو استبعاد يبدو أنه متوافق عليه بين الحزبين.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.