مجلس النواب الأردني يرجئ التصويت على حجب الثقة عن وزير الداخلية

تشكيل لجنة تقصي حقائق في أحداث الكرك

وزير الداخلية سلامة حماد
وزير الداخلية سلامة حماد
TT

مجلس النواب الأردني يرجئ التصويت على حجب الثقة عن وزير الداخلية

وزير الداخلية سلامة حماد
وزير الداخلية سلامة حماد

أرجأ مجلس النواب الأردني في جلسته، أمس، التصويت على الثقة بوزير الداخلية سلامة حماد، بناء على طلب الحكومة، وذلك على لسان نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات وزير التربية والتعليم محمد الذنيبات.
ويجيز الدستور الأردني تأجيل التصويت على الثقة لمرة واحدة لا تتجاوز مدتها عشرة أيام، إذا طلب ذلك الوزير المختص أو هيئة الوزارة، ولا يحل المجلس خلال هذه المدة.
وكان حماد استغرب قرار الذنيبات بالضرب على الطاولة وهو يصرخ، الأمر الذي فُسر بغياب التنسيق والتشاور بين الوزيرين.
ويبدو أن الوزير حماد كان واثقا من عدم نجاح مذكرة حجب الثقة، وكان يريد التخلص من هاجس «المذكرة» الموقعة من 48 نائبا، وتبناها النائب الدكتور مصلح الطراونة، عقب التقصير في التعامل مع حادثة اعتداءات الكرك الإرهابية، التي أدت إلى مقتل 14 من قوات الأمن والدرك، ومواطنين، وسائحة أجنبية، وعشرات الجرحى.
ووافق المجلس على تفويض المكتب الدائم بتشكيل لجنة تقصي حقائق بخصوص الأحداث التي شهدتها محافظة الكرك للوقوف على أوجه القصور، إن وجدت، واتخاذ ما يلزم من قرارات ومحاسبة المقصرين.
وكان عدد من النواب وقعوا على مذكرة نيابية، تطالب بطرح الثقة بوزير الداخلية، سلامة حماد، على خلفية الأحداث الإرهابية التي وقعت في محافظة الكرك، إذ يتطلب قرار حجب الثقة عن الوزير تصويت الأكثرية المطلقة 66 نائبا.
على صعيد آخر، أقرّ مجلس النواب القانون المعدل لقانون السياحة لسنة 2016 الذي يأتي وفق أسبابه الموجبة، لمواكبة التطورات السريعة في صناعة السياحة، والحد من مخالفات أصحاب المهن السياحية التي تؤثر سلبا على السياحة، ومنح الشخصية الاعتبارية لأي موقع سياحي ذي طبيعة خاصة، فضلا عن تحقيق التكامل والانسجام بين الجهات ذات العلاقة بوضع الخطط السياحية.
ورفض النواب إنشاء إدارات أو هيئات لمواقع سياحية ذات شخصية اعتبارية، وفق ما جاء في مشروع القانون المعدل، الوارد من الحكومة، بشطب المادة 7 من القانون المعدل، التي أجازت لمجلس الوزراء بناء على تنسيب وزير السياحة، إنشاء إدارات أو هيئات لمواقع سياحية تكتسب أهمية خاصة، على أن يحدد هياكلها وموازناتها، بشكل يساعد على تطوير هذه المواقع، واستثمارها، وإدامتها، وتحديد سائر الأمور المتعلقة بها، بموجب نظام يصدر لهذه الغاية، ومنح هذه المواقع السياحية الشخصية الاعتبارية، فضلا عن قبول هذه الهيئات للتبرعات والهبات والوصايا والاقتراض، بموافقة مجلس الوزراء.
وأشارت وزيرة السياحة الأردنية، لينا عناب، إلى أن المادة 7 جاءت لمعالجة الوضع القانوني لبعض المواقع السياحية ذات الطبيعة الخاصة، الذي يحد من قدرة الوزارة على تطويرها.
وانتقد نواب بشدة، وزيرة السياحة، موضحين أن اعتراف الوزيرة بعدم قدرة وزارتها على إدارة وتطوير بعض المواقع السياحية، يؤكد عجزها عن أداء واجبات الوظيفة ومهامها.
ورفض النواب منح صفة الضابطة العدلية لموظفي وحدة التوعية والتوجيه والرقابة المشتركة، فيما يختص بالمنشآت السياحية. كما شطب المجلس المادة التي تمنح وزير السياحة حق السماح لأصحاب المهن السياحية، باستبدال الكفالة المالية بوثيقة تأمين تغطي مسؤوليتهم، وفقا لأحكام وشروط تحدد بنظام يصدر لهذه الغاية.
ويمنح القانون وزير السياحة فرض غرامة لا تزيد على عشرة آلاف دينار ولا تقل عن 500 دينار، للمنشأة السياحية المخالفة، وغرامة لا تزيد على ألف دينار ولا تقل عن مائة دينار للممارس المخالف في أي مهنة سياحية، فضلا عن صلاحيات إغلاق المحل، وسحب ترخيص المهنة وإلغائه، ومصادرة الكفالة البنكية التي قدمها مالك ترخيص المهنة، وذلك في حال لم تجر إزالة المخالفة خلال المدة المحددة في الإنذار.
ويضيف مشروع القانون إلى صلاحيات المجلس الوطني للسياحة، مهام تحديد الخدمات السياحية التي تقدم في المنشآت والأماكن السياحية، بعد رفض النواب إضافة مهمة تحديد المخالفات والجزاءات المترتبة عليها.
ويضم المجلس الوطني للسياحة، الذي يرأسه وزير السياحة الأمناء العامين لوزارات: السياحة، والآثار (نائبا للرئيس)، والداخلية، والبيئة، والشؤون البلدية، والأوقاف، والصحة، بالإضافة إلى المديرين العامين: الآثار العامة، وهيئة تنشيط السياحة، وشركة تطوير المناطق التنموية، ورئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم الطيران المدني، وأحد مفوضي منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، أحد مفوضي سلطة إقليم البترا، وتسعة أعضاء من القطاع الخاص لمدة سنتين، على أن يكون بينهم ممثلون عن جمعيات الفنادق الأردنية، والأردنية للحرف والصناعات التقليدية، وأدلاء السياح، والمطاعم السياحية، والنقل السياحي، ووكلاء السياحة والسفر.



هل يشغل الشرع مقعد سوريا في الجامعة العربية؟

مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)
مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

هل يشغل الشرع مقعد سوريا في الجامعة العربية؟

مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)
مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)

تزامناً مع الاستعداد لزيارة وفد من جامعة الدول العربية إلى دمشق خلال أيام، أثيرت تساؤلات بشأن ما إذا كان قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع سيشغل مقعد بلاده في اجتماعات الجامعة المقبلة.

وأعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، في تصريحات متلفزة مساء الأحد، أنه «سيزور العاصمة السورية دمشق خلال أيام على رأس وفد من الأمانة العامة للجامعة لعقد لقاءات من الإدارة السورية الجديدة وأطراف أخرى؛ بهدف إعداد تقرير يقدم للأمين العام، أحمد أبو الغيط، وللدول الأعضاء بشأن طبيعة التغيرات في سوريا».

وكانت «الشرق الأوسط» كشفت قبل أيام عن عزم وفد من الجامعة على زيارة دمشق بهدف «فتح قناة اتصال مع السلطات الجديدة، والاستماع لرؤيتها»، وفقاً لما صرح به مصدر دبلوماسي عربي مطلع آنذاك.

وخلال تصريحاته، عبر شاشة «القاهرة والناس»، أوضح زكي أنه «قبل نحو ثلاثة أيام تواصلت الجامعة العربية مع الإدارة السورية الجديدة لترتيب الزيارة المرتقبة».

وبينما أشار زكي إلى أن البعض قد يرى أن الجامعة العربية تأخرت في التواصل مع الإدارة السورية الجديدة، أكد أن «الجامعة ليست غائبة عن دمشق، وإنما تتخذ مواقفها بناءً على قياس مواقف جميع الدول الأعضاء»، لافتاً إلى أنه «منذ سقوط نظام بشار الأسد لم يحدث سوى اجتماع واحد للجنة الاتصال العربية المعنية بسوريا منتصف الشهر الماضي».

وأوضح الأمين العام المساعد أن «الجامعة العربية طلبت بعد ذلك بأسبوع اجتماعاً مع الإدارة السورية الجديدة»، وقال: «نقدّر الضغط الكبير على الإدارة الجديدة، وربما عدم وجود خبرات أو أفكار كافية لملاحقة مثل هذه الطلبات».

وعقدت لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا اجتماعاً بمدينة العقبة الأردنية، في 14 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أكدت خلاله الوقوف إلى جانب الشعب السوري في هذه المرحلة الانتقالية.

وحول الهدف من الزيارة، قال زكي: «هناك دول عربية تواصلت مع الإدارة الجديدة، لكن باقي أعضاء الجامعة الـ22 من حقهم معرفة وفهم ما يحدث، لا سيما أنه ليس لدى الجميع القدرة أو الرغبة في التواصل». وأضاف أن «الزيارة أيضاً ستتيح الفرصة للجانب السوري لطرح رؤيته للوضع الحالي والمستقبل».

ولن تقتصر زيارة وفد الجامعة إلى سوريا على لقاء الإدارة الجديدة، بل ستمتد لأطراف أخرى فصَّلها زكي بقوله: «سنلتقي أي أطراف من المجتمع المدني والقيادات الدينية والسياسية». لكنه في الوقت نفسه نفى إمكانية لقاء «قسد»، وقال «(قسد) وضعها مختلف، كما أنها بعيدة عن العاصمة، حيث ستقتصر الزيارة على دمشق».

ومنذ إطاحة نظام بشار الأسد، في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تسعى الإدارة السورية الجديدة إلى طمأنة الدول العربية والمجتمع الدولي. وفي هذا السياق، تواصلت دول عربية عدة مع الإدارة الجديدة، سواء عبر زيارات رسمية أو وفود برلمانية واستخباراتية أو اتصالات هاتفية.

وهو ما وصفه رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور محمد عز العرب، بـ«الانفتاح العربي». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «اختيار وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني للسعودية أولى محطاته الخارجية يعدّ تأكيداً على رغبة دمشق في تعميق علاقتها العربية، لا سيما مع حاجتها إلى دعمها من أجل رفع العقوبات عن البلاد وإعادة إعمارها».

وأكد عز العرب أن «زيارة وفد الجامعة العربية المرتقبة إلى دمشق ستعمّق العلاقات العربية - السورية، في سياق انفتاح متبادل بين الجانبين».

واتفق معه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور أحمد يوسف أحمد، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الجامعة العربية تتحرك بما يتلاءم مع توجهات أعضائها أو على الأقل الدول الوازنة فيها».

هذا الانفتاح العربي يأتي إيماناً بأن «سوريا دولة كبيرة ومهمة»، بحسب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، الذي قال: «سوريا تحتاج إلى كل الدعم العربي السياسي والمادي»، مضيفاً: «قد يكون الوضع غير مرضٍ للبعض، ويمكن تفهم هذا، لكن الشأن السوري أمر مرتبط بالسوريين أنفسهم إلى أن يبدأ في التأثير على دول قريبة».

وأضاف: «سوريا تمر بمرحلة جديدة، لكتابة التاريخ بأيدي مواطنيها، وعلى الدول العربية مدّ يد العون لها».

وبشأن شغل الشرع مقعد سوريا في الجامعة، قال زكي إن «القرار بيد الدول العربية وليس الأمانة العامة»، موضحاً أنه «لو كانت سوريا غير ممثلة ومقعدها شاغر كان من الممكن بحث عودتها الآن وربما وضع بعض المطالب لتحقيق ذلك».

وأضاف: «الواقع يقول إن سوريا موجودة في الجامعة وتشغل مقعدها، أما من يمثلها في هذا المقعد فهو أمر سوري في الأساس. عند تغيير الحكم في أي دولة يمثل الحكم الجديد بلده في المنظمة». لكن زكي أشار في الوقت نفسه إلى أن «هناك أموراً تتعلق بتمثيل شخص معين للدولة، وهنا قد يكون الأمر مرتبطاً بمجلس الأمن، حيث إن هناك قرارات تخصّ التنظيم الذي يرأسه الشرع لا بد من التعامل معها بشكل سريع وسلس».

وقال: «سوريا دولة كبيرة وما يحدث لها يعني العرب، ونظام الحكم الحالي غير النمطي قد لا يسهل الانفتاح عليه، لكن في النهاية دولة بهذه التركيبة لا يمكن أن تترك من جانب العرب».

وأقرّ مجلس وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ عقد في القاهرة في 7 مايو (أيار) 2023 عودة سوريا لمقعدها بالجامعة، منهياً قراراً سابقاً بتعليق عضويتها صدر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، بعد 8 أشهر من اندلاع الاحتجاجات في سوريا.

بدوره، قال الكاتب والباحث السياسي السوري، غسان يوسف، لـ«الشرق الأوسط» إن «الإدارة الحالية هي التي تقود العملية السياسية في سوريا، وهي سلطة الأمر الواقع، وأي اجتماع في الجامعة العربية سيحضره من يمثل هذه الإدارة لأنه ليس هناك بديل آخر الآن».

بينما أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن «شغل الشرع لمقعد بلاده يتطلب اعترافاً من الجامعة العربية بالإدارة الجديدة، فالتواصل الذي حدث حتى الآن لا يعني بالضرورة اعترافاً به». وأشار إلى أن «الأمر قد يرتبط أيضاً بقرارات مجلس الأمن بهذا الشأن وما إذا كان سيسقط تكييف (الإرهاب) عن (هيئة تحرير الشام)».

لكن أحمد أشار إلى أن «الانفتاح العربي الحالي قد يحل المسألة، لا سيما مع وجود سوابق تاريخيّة اعترفت فيها الجامعة بحكم انتقالي كما حدث في العراق عام 2003».

وفي سبتمبر (أيلول) عام 2003 أعلنت الجامعة العربية، عقب اجتماع على مستوى وزراء الخارجية، الموافقة على شغل مجلس الحكم الانتقالي العراقي مقعد بلاده في الجامعة بصورة مؤقتة إلى حين قيام حكومة شرعية في بغداد.

وأعرب عز العرب عن اعتقاده أن «الفترة المقبلة ستشهد رفعاً للعقوبات الدولية عن سوريا، وتعزيزاً لشرعية الإدارة الجديدة».

وبينما أكد غسان يوسف أن «العقوبات لم ترفع عن سوريا حتى الآن»، أبدى تفاؤلاً بـ«إمكانية تغير الوضع مع عقد مؤتمر الحوار الوطني في سوريا الذي سيعطي مشروعية للحكومة».

وكانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف سابقاً باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت علاقتها به عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما أن قائدها أحمد الشرع، وكان وقتها يكنى «أبو محمد الجولاني» مدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.