كأس الأمم الأفريقية صداع في رأس الأندية الأوروبية

أكثر من 200 لاعب محترف يستعدون للتوجه إلى الغابون مع منتخباتهم

كوت ديفوار بقيادة يايا توريه وكتيبة كاملة من المحترفين حصدت كأس 2015 (أ.ف.ب)
كوت ديفوار بقيادة يايا توريه وكتيبة كاملة من المحترفين حصدت كأس 2015 (أ.ف.ب)
TT

كأس الأمم الأفريقية صداع في رأس الأندية الأوروبية

كوت ديفوار بقيادة يايا توريه وكتيبة كاملة من المحترفين حصدت كأس 2015 (أ.ف.ب)
كوت ديفوار بقيادة يايا توريه وكتيبة كاملة من المحترفين حصدت كأس 2015 (أ.ف.ب)

على وقع أعمال العنف والاحتجاجات، تستعد الغابون لاستضافة بطولة كأس الأمم الأفريقية خلال الفترة من 14 يناير (كانون الأول) الحالي إلى الخامس من فبراير (شباط) المقبل، ووسط اعتراض كبير من الأندية الأوروبية التي ستفقد العديد من لاعبيها الأفارقة المحترفين.
وفي الوقت الذي أضفى فيه النجوم الأفارقة المحترفون الكثير من البريق على البطولة القارية، وبفضلهم باتت البطولة واحدة من أهم بطولات كرة القدم وأكثرها جذبا للأنظار، فإن توقيت المنافسات ما زال يواجه بانتقادات واسعة من أندية أوروبا التي تضطر لترك لاعبيها في منتصف الموسم لأجل المشاركة مع منتخباتهم.
وينتظر أن يشارك في بطولة الغابون نحو 200 لاعب محترف من أبرز أندية أوروبا، ومنهم من بات ركيزة مهمة يصعب تعويضها أمثال الغابوني بيار ايمريك أوباميانغ مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني، والسنغالي ساديا ماني نجم ليفربول الإنجليزي، والجزائري رياض محرز جناح ليستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي، والمصري محمد صلاح هداف روما الإيطالي، وغيرهم كثير.
ووفقا لمجلة «أفريقيا سوكر» وصل عدد المحترفين من القارة السمراء في أندية أوروبا على اختلاف درجاتها إلى 700 لاعب، وتحتل نيجيريا مركز الصدارة بـ105 لاعبين، ويليها في الترتيب الكاميرون التي تمتلك 77 لاعبا، ثم غانا 59، والسنغال 53، والمغرب 49، وكوت ديفوار 45، وجنوب أفريقيا 37، وبعدها بفارق كبير تأتي غينيا والجزائر 28، والكونغو 24، وأنغولا 22، والمغرب 16، ومصر 9 لاعبين.
ويعكس هذا العدد الكبير مدى تأثر الأندية الأوروبية من غياب محترفيها الأفارقة، وهو ما ظهر في انتقادات البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد لتوقيت البطولة. وأعرب مورينيو عن غضبه من منتخب كوت ديفوار الذي رفض بقاء مدافع الفريق ايريك بيلي يوما واحدا (من المهلة التي يمنحها الفيفا لاستدعاء الدوليين والمحددة بأسبوعين) مما حرم مانشستر من جهود لاعبه أمام وستهام يونايتد أول من أمس.
وقال مورينيو: «طلبنا أن يتم تأجيل وصول بيلي يوما واحدا، لكنهم (كوت ديفوار) رفضوا».
وليس مورينيو وحده الغاضب من توقيت البطولة الأفريقية بل أيضا مسؤولو الاتحادات الأوروبية الذين يطالبون بتأجيلها إلى منتصف يونيو (حزيران) بعد انتهاء المنافسات المحلية.
وعلى الرغم من أن البطولة تأتي في ظل حالة من القلق والتوتر في أعقاب إعادة انتخاب الرئيس علي بونغو رئيسا للغابون وما تلا ذلك من أعمال شغب، فإن الاتحاد الأفريقي للعبة أصر على إقامتها في موعدها.
ومع رفض الدعوات المطالبة بمقاطعة كأس أفريقيا، ما لم تنقل إلى بلد أكثر استقرارا، مضت المنتخبات الستة عشر المتأهلة في برنامج استعدادها بحشد كل لاعبيها المحترفين.
ووفقا للإحصائيات الأخيرة سيصل المنتخب الغاني إلى الغابون برفقة 22 لاعبا محترفا من بين الـ23 المسجلين بالقائمة التي ضمت لاعبا واحدا فقط من الدوري الغاني وهو حارس المرمى ريسارد أوفوري.
كما تضم قائمة كوت ديفوار 18 لاعبا محترفا بأوروبا؛ 8 منهم في الدوري الإنجليزي الممتاز. وأعلن منتخب المغرب عن ضم 16 لاعبا محترفا من أصل الـ23، بينما سجل منتخب الجزائر 15 محترفا، ومالي نفس العدد، فيما كانت قائمة السنغال بكاملها من اللاعبين المحترفين بالخارج، بينما تعد قائمة مصر وتونس الأقل في عدد المحترفين بـ8 و6 لاعبين على التوالي.
وإذا كان ارتفاع عدد المحترفين هو الهاجس الذي يقلق الأوروبيين، فإنه الأمر الذي جعل عشاق الساحرة المستديرة يحولون أنظارهم إلى أفريقيا لمشاهدة هؤلاء النجوم ولعلها أيضا تكون سببا في الكشف عن مواهب جديدة في القارة السمراء في ظل سوق الانتقالات الشتوية الجارية حاليا.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».