معلم و معلومة: قصر هامبتون كورت

قصر هامبتون كورت في غيلفريد بإنجلترا
قصر هامبتون كورت في غيلفريد بإنجلترا
TT

معلم و معلومة: قصر هامبتون كورت

قصر هامبتون كورت في غيلفريد بإنجلترا
قصر هامبتون كورت في غيلفريد بإنجلترا

يقع قصر هامبتون كورت على بعد نحو 15 ميلا جنوب غربي لندن على ضفاف نهر التيمس. ويتميز القصر بهندسة عصر تيودور المعمارية الإنجليزية الراقية، ويضم الكثير من المباني الفخمة من تصميم المعماري الشهير كريستوفر رين.
كان توماس ولسلي، مستشار الملك هنري الثامن، أول من سكن القصر بعد أن اشتراه عام 1514 لاستخدامه لغرض السكن، غير أن القصر جرى تطويره لاحقا ليكتسب مظهر قصر ملكي يضم 280 غرفة للضيوف وطاقم من العاملين قدر بنحو 500 فرد. لكن علاقة توماس ولسلي بالملك هنري ساءت بسبب فشله في التفاوض مع البابا بشأن طلاقه. وكان الملك هنري الثامن قد تزوج زوجته الأولى، كاثرين أوف أرغون، عام 1509 لكنها لم تنجب له ابنا بعد زيجة دامت 24 عاما وسعى الملك لطلاق زوجته والزواج بخليلته أن بولين كي ينجب منها وريثا للعرش. وكان والد الملك هنري الثامن قد تولي عرش بريطانيا عقب حرب أهلية، وشعر بأهمية وجود ابن له يضمن به استمرار عائلته في الحكم. بعد ذلك اتهم الملك مستشاره توماس ولسلي بالخيانة، لكن الحالة الصحية للأخير تدهورت في تلك الفترة ومات بينما كان في طريقه إلى لندن لحضور محاكمته. عقب ذلك، قام هنري الثامن بمصادرة ممتلكات مستشاره السابق، ومنها قصر هامبتون كورت، وأصبح القصر مقر الإقامة الرئيسي للملك في لندن بعد انتقاله إليه، واستمر هنري في عمل التحسينات للمبنى وأضاف إليه ساعة ضخمة على البوابة الرئيسية. كان هنري الثامن مولعا بالحدائق وزراعة الأشجار والنباتات، ولأن هنري كان هاويا للصيد، فقد حرص القائمون على القصر أن تكون باحته غنية بالطيور.
واصل خلفاء هنري الثامن الإقامة بقصر هامبتون كورت، وكانت إليزابيث الأكثر اهتماما بالحدائق والكثير من النباتات النادرة التي أحضرت للقصر من أماكن بعيدة. ضمت الحديقة نباتات التبغ والبطاطس التي جرى استيرادها من الولايات المتحدة.
أعيد بناء قصر هامبتون كورت في عهد الملك ويليام الثالث (1689 - 1702)، وكلف المعماري الشهير كريستوفر رين بإزالة المبني القديم كاملا وبناء مبنى جديد. لكن عدم وجود المال اللازم أدى إلى عرقلة المشروع، ولم يزل سوى جزء صغير من القصر المبني على طراز عصر الملك تيودور، وانتهى العمل بالقصر عام 1894، وكان ملعب التنس بالقصر الذي يستخدمه الملك هنري الثامن من ضمن الأماكن التي بنيت على هذا الطراز والتي نجت من خطط الإزالة. وتتميز باقي الأماكن التي صممها المعماري كريستوفر وارن بجاذبيتها، حيث تعكس نمط العمارة المستوردة من مختلف أنحاء أوروبا في تلك الفترة. استمر ملوك بريطانيا في الإقامة في القصر حتى اعتلى الملك جورج العرش عام 1760.
القصر وحدائقه الجذابة الرائعة مفتوحة للجمهور الآن على مدار العام. وبالقصر متاهة كبيرة تمثل مصدر جذب كبير للأطفال والعائلات، وجرى افتتاح حلبة للتزلج على الجليد بباحة القصر خلال أعياد الكريسماس الحالي، ناهيك عن غيرها من وسائل الترفيه.
يمكن الوصول بسهولة لقصر هامبتون كورت بالقطار من محطة واترلو بعد رحلة تستغرق 37 دقيقة. والقصر يقع على مقربة من طريق «إم 25» الدائري حول لندن، ولذلك يمكن الوصول للقصر بسهولة واستخدام ساحة انتظار السيارات بجوار القصر. وفي الصيف يجري تشغيل وسيلة مواصلات محدودة باستخدام القوارب من منطقة ويستمنستر إلى قصر هامبتون كورت، لكن الرحلة تستغرق ثلاث ساعات كاملة. غير أن هناك خيارا بديلا حيث يستطيع زائر القصر أن يستقل القطار إلى منطقة ريتشموند ثم يستقل القارب عبر نهر التيمس لبضعة أميال إلى قصر هامبتون كورت، وهذه الرحلة تستغرق ساعة واحدة وأربعين دقيقة.



مساعٍ سعودية لتحويل 8 مدن واعدة إلى وجهات عالمية

التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)
التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)
TT

مساعٍ سعودية لتحويل 8 مدن واعدة إلى وجهات عالمية

التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)
التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)

وسط مسعى السعودية لتنمية مدنها والارتقاء بمعايير جودة الحياة العصرية وتوسيع نطاق العروض السياحية، أبرم عدد من الجهات في القطاعين الخاص والحكومي اتفاقيات بارزة مؤخّراً في هذا الإطار، وشهد معرض «سيتي سكيب» العالمي في الرياض توقيع عدد من هذه الاتفاقيات.

وبهدف تحسين جودة الحياة في عدد من المدن الواعدة في السعودية، أعلنت «أسفار»، الشركة السعودية للاستثمار السياحي، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة السعودي، عن توقيع مذكرة تفاهم مع «وزارة البلديات والإسكان»، ووفقاً للمسؤولين، سيوفّر هذا التعاون الاستراتيجي فرصاً ترفيهية وثقافية ورياضية جديدة في الأماكن العامة غير المستغلة، ما يسهم في نمو قطاع السياحة في البلاد.

تعزيز الثقافة المحلية والجمال الطبيعي للمناطق

وفي حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، قال الدكتور فهد بن مشيط، الرئيس التنفيذي لشركة أسفار: «نسعى إلى تحويل المدن الواعدة في السعودية إلى وجهات عالمية من خلال استثمارات استراتيجية تعزز الثقافة المحلية، وتبرز الجمال الطبيعي الفريد لكل منطقة». وأضاف أن هذه المبادرات «تمثِّل خطوة مهمة في رحلتنا المستمرة نحو بناء شراكات قوية وتوحيد الجهود بين القطاعين العام والخاص لدفع عجلة السياحة في السعودية».

جانب من التوقيع بين «وزارة البلديات والإسكان» و«أسفار» إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة السعودي. (الشرق الأوسط)

وبحسب ابن مشيط، تتطلّع «أسفار» إلى تعزيز علاقتها مع البلديات وهيئات تطوير المناطق التي تستثمر فيها لتحقيق مهمتها، كاشفاً عن التزام بـ«ترسيخ مكانة السعودية على خريطة السياحة العالمية، وأن نكون جسراً نحو نمو مستدام يحقق قيمة طويلة الأمد للمجتمعات السعودية عبر كافة مناطق السعودية وإثراء تجارب الزوار».

تحويل المساحات إلى وجهات حيوية

وعلمت «الشرق الأوسط» أن التعاون الاستراتيجي يستهدف أيضاً تحويل المساحات غير المستغلة إلى وجهات مجتمعية حيوية، ما يساعد في تحسين جودة الحياة في عدد من المدن الواعدة في السعودية عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر، وذلك تماشياً مع مشروع «بهجة» المبادرة الوطنية للوزارة، بهدف تنمية المدن وتعزيز رفاهية سكانها وتجربة زوارها نحو تحقيق مفهوم جودة الحياة، كما يتناغم مع ما تلتزم به «أسفار» من تحويل المدن الواعدة إلى وجهات سياحية بارزة، تحقيقاً لمستهدفات «رؤية السعودية 2030».

التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)

8 مدن واعدة

ووفقاً لمصادر «الشرق الأوسط»، جاءت الـ8 مدن الواعدة، التي ستعمل «أسفار» على تحويلها إلى وجهات سياحية بارزة كالتالي: الأحساء، الباحة، الجوف، حائل، الخبر، ينبع، الطائف، الدمام.

وفي الإطار ذاته، أُبرمت الاثنين اتفاقية ثلاثية، جمعت أمانة المنطقة الشرقية، وهيئة تطوير المنطقة الشرقية، وشركة «أسفار»، بحضور خالد البكر الرئيس التنفيذي لبرنامج جودة الحياة في السعودية، وهدفت الاتفاقية إلى تعزيز الاستثمار السياحي في مدينة الخبر، ودعم أهداف برنامج جودة الحياة في السعودية، وتضمّنت الاتفاقية إلى جانب تعزيز الوجهات السياحية والترفيهية في المنطقة الشرقية، وتحديداً مدينة الخُبر، تطوير موقع «الكورنيش الجنوبي» ليصبح وجهة سياحية متكاملة ورائدة في القطاع السياحي للمواطنين، المقيمين والزوار على حد سواء.