«حركة الشباب» تتبنى هجمات انتحارية على مقر القوات الأفريقية في الصومال

تحديد الأسبوع المقبل لاختيار رئيس البرلمان الجديد الصومالي

عناصر من قوات تعاين موقع الانفجار الذي وقع قرب مطار العاصمة الصومالية مقديشو (غيتي)
عناصر من قوات تعاين موقع الانفجار الذي وقع قرب مطار العاصمة الصومالية مقديشو (غيتي)
TT

«حركة الشباب» تتبنى هجمات انتحارية على مقر القوات الأفريقية في الصومال

عناصر من قوات تعاين موقع الانفجار الذي وقع قرب مطار العاصمة الصومالية مقديشو (غيتي)
عناصر من قوات تعاين موقع الانفجار الذي وقع قرب مطار العاصمة الصومالية مقديشو (غيتي)

لقي أمس خمسة أشخاص مصرعهم وأصيب خمسة آخرون، من بينهم انتحاريان، في تفجير سيارتين مفخختين على مقربة من المطار الدولي بالعاصمة مقديشو. حيث انفجرت سيارة مفخخة قرب قاعدة «حلني» التابعة لبعثة ‏الاتحاد الأفريقي في الصومال «أميصوم»، وهي الأكبر للبعثة وتقع بالقرب من مطار «آدم عدي» الدولي.
وقالت الشرطة الصومالية إن انتحاريين هاجموا المقر الرئيسي لقوات حفظ السلام في مقديشو فقتلوا ثلاثة على الأقل من أفراد الأمن الصوماليين.
وأعلنت حركة الشباب المتشددة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع قرب مطار مقديشو الرئيسي وهي منطقة يوجد بها عدد من السفارات وجماعات الإغاثة وشركات الاتصالات.
وقالت الحركة في بيان لها إن مقاتليها شنوا هجومين انتحاريين: «الأول استهدف حاجزا» عند مدخل المطار بهدف «السماح للمهاجم الثاني الذي كان يقود شاحنة باستهداف فندق بيس».
وقال شرطي يدعى محمد أحمد إن مهاجما يقود سيارة اقتحم نقطة تفتيش خارج مقر قوة (أميصوم) فقتل ثلاثة رجال شرطة صوماليين كانوا متمركزين فيها.
وتحركت سيارة أخرى صوب البوابات الرئيسية للمقر، لكنها تعرضت لإطلاق النار من قوات حفظ السلام.
وقالت أميصوم على «تويتر»: «انفجرت على بعد نحو 200 متر عن البوابة. لحقت أضرار بمبان مدنية».
وألحقت الانفجارات القوية أضرارا بواجهة فندق (هوتيل بيس) المجاور لكن لم ترد تقارير فورية عن ضحايا هناك.
وقال المتحدث العسكري باسم الشباب عبد العزيز أبو مصعب إن المقاتلين أرادوا مهاجمة الفندق لأن الزعماء الأفارقة الساعين لحل الصراع في الصومال التقوا فيه العام الماضي.
ورغم طردهم من مقديشو قبل خمسة أعوام، لا يزال المتمردون الشباب يشكلون خطرا على النظام الصومالي، وفق تقرير أممي.
كما شيعت أول من أمس جنازة العقيد عبدي قورجاب نائب قوات القصر الرئاسي والذي اغتيل قبل يومين بشكل مفاجئ داخل مكتبه على يد جندي.
وأقيمت صلاة الجنازة في مسجد القصر الرئاسي بحضور عدد من المسؤولين وعلى رأسهم قائد الشرطة محمد حامد، ورئيس أركان الجيش علي باشي، وقائد القوات الجوية محمد شيخ عي.
من جهتها، حددت اللجنة المكلفة بانتخاب رئيس البرلمان الصومالي، الحادي عشر من الشهر الجاري موعدا لانتخابه.
وقال عبد الرحمن بيله رئيس اللجنة التي تتكون من 15 عضوا تم اختيارهم وفق تقاسم السلطة لدى القبائل الصومالية، حيث يمثل كل قبيلة ثلاثة أعضاء إن اللجنة بدأت بالفعل في تسلم طلبات المرشحين لمنصب رئيس البرلمان ونائبيه.
وأشار إلى أنه تحدد يومي السبت والأحد القادمين موعدا للاستماع إلى كلمات المرشحين لرئاسة البرلمان، حيث سيتم انتخاب رئيس البرلمان في الحادي عشر من هذا الشهر.
وتتكون اللجنة من 15 عضوا تم اختيارهم وفق تقاسم السلطة لدى القبائل الصومالية حيث يمثل كل قبيلة ثلاثة أعضاء.
وأدى البرلمانيون الصوماليون الجدد اليمين الدستورية في مقديشو وسط إجراءات أمنية مشددة بسبب المخاوف من اعتداءات ينفذها المتمردون.
إلى ذلك، أعلنت حكومتا إقليمي البونت لاند وجلمدغ عن التوصل لاتفاقية هدنة لإنهاء النزاع المسلح بمدينة جالكعيو وسط البلاد، بحضور الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس الحكومة عمر شرماركي، والممثل الخاص للأمم المتحدة في الصومال مايكل كيتنغ.
وقالت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية إن الاتفاقية التي وقعها الرئيسان عبد الولي جاس رئيس البونت لاند، وعبد الكريم جوليد رئيس إقليم جلمدغ تضم ثلاثة بنود هي فتح الممرات وعودة التجارة بين السكان المحليين في جالكعيو، بالإضافة إلى تأسيس شرطة مزدوجة لحفظ الأمن وإحلال سلام دائم بين الأطراف المتناحرة.
وستشرف الحكومة والأمم المتحدة على سير الاتفاقية، التي اعتبرت سارية المفعول من لحظة توقيعها، بينما تعهد جاس وجوليد بالعمل على تطبيق الاتفاقية في أسرع وقت ممكن.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.