هولاند على خط النار في العراق: 2017 عام الانتصار

التقى معصوم والعبادي وبارزاني واعتبر أن معركة الموصل ستحسم «بعد أسابيع»... والرقة «الهدف القادم»

الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لدى زيارته إحدى اطراف الموصل حيث وقف على سير عمليات قتال تنظيم داعش أمس (أ.ب)
الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لدى زيارته إحدى اطراف الموصل حيث وقف على سير عمليات قتال تنظيم داعش أمس (أ.ب)
TT

هولاند على خط النار في العراق: 2017 عام الانتصار

الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لدى زيارته إحدى اطراف الموصل حيث وقف على سير عمليات قتال تنظيم داعش أمس (أ.ب)
الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لدى زيارته إحدى اطراف الموصل حيث وقف على سير عمليات قتال تنظيم داعش أمس (أ.ب)

شدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على أن محاربة تنظيم داعش في العراق «تساهم في حماية بلادنا من الإرهاب» في 2017 الذي توقع أن يكون «عام الانتصار على الإرهاب».
ورغم سلسلة الأحداث الإرهابية التي تضرب العراق في أكثر من موقع، حط الرئيس الفرنسي في بغداد أمس، حيث التقى الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري، ثم توجه إلى أربيل حيث تفقد مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قوات البيشمركة على خطوط المواجهة مع تنظيم داعش.
وهذه ثاني زيارة للرئيس الفرنسي إلى العراق؛ حيث كانت زيارته الأولى في سبتمبر (أيلول) 2014، مباشرة بعد سقوط الموصل بأيدي تنظيم داعش، وكان بذلك السباق إلى إعلان دعم عسكري كبير من فرنسا للقوات العراقية بمواجهة المتطرفين. وبعد عامين من بدء العمليات العسكرية للتحالف الدولي المناهض للإرهاب بقيادة الولايات المتحدة، التي تشارك فيها فرنسا بقوة، يعد الرئيس الفرنسي الوحيد بين زعماء الدول الأوروبية الأساسيين الذي يزور العراق.
وفي بغداد، توقع هولاند أمام الجنود الفرنسيين الذين يقومون بتدريب قوات النخبة لمكافحة الإرهاب، أن يكون 2017 «عام الانتصار على الإرهاب». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله إن «التحرك ضد (داعش) في العراق يساهم في حماية فرنسا من الإرهاب». إلا أنه تدارك بأن «النصر» لا معنى له إذا لم ترافقه «إعادة إعمار» في العراق.
وتابع هولاند أن «أي مشاركة في إعادة الإعمار في العراق تؤمن شروطا إضافية لتفادي أن يشن (داعش) أعمالا على أرضنا».
وفرنسا هي الدولة الثانية من حيث حجم المساهمة في التحالف الدولي. ومنذ بدء مشاركتها في سبتمبر 2014، قامت بأكثر من 5700 طلعة جوية وألف ضربة، ودمرت أكثر من 1700 هدف في العراق وسوريا. ويشارك الجيش الفرنسي أيضا بنحو 500 جندي في العراق يدعمون القوات العراقية بواسطة 4 مدافع من نوع «كايزار» جنوب الموصل، كما يقدمون التدريب والمشورة إلى الجنود العراقيين وقوات البيشمركة الكردية من دون المشاركة مباشرة في المعارك.
والتقى هولاند الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري.
ونقلت وكالة «رويترز» عن الرئيس الفرنسي قوله في مؤتمر صحافي مع العبادي إن فرنسا ستحارب أي متطرفين فرنسيين تجدهم في ميادين القتال في العراق وستعتقلهم إذا عادوا لموطنهم وستعمل على نزع الفكر المتطرف من أطفالهم. وحسب مصادر دبلوماسية فرنسية، فإن هناك نحو 60 مواطنا فرنسيا يحاربون في صفوف متشددي «داعش» في الموصل، وإن هناك مئات آخرين في باقي أنحاء البلاد وفي سوريا.
وفي وقت لاحق أمس، وصل هولاند إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، حيث كان في مقدمة مستقبليه رئيس الإقليم مسعود بارزاني. وبعد وصوله زار مع بارزاني قوات البيشمركة في جبل زردتك. ونقلت عنه شبكة «رووداو» تأكيده أن «فرنسا ستقدم جميع الاحتياجات الضرورية لقوات البيشمركة». وأضاف هولاند: «زيارتنا لجبهات القتال هي للاطلاع على تقدم قوات البيشمركة والجيش العراقي ضد الإرهابيين».
ومن تلة مشرفة راقب هولاند وإلى جانبه بارزاني ووزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان بمنظار خط الجبهة، فيما حال الضباب دون رؤية الموصل. وقال الرئيس الفرنسي: «لا يمكن رؤية الموصل». واتخذت تدابير أمنية مشددة خلال زيارة هولاند استخدمت فيها مروحيات وطائرات استطلاع بلا طيار والمئات من عناصر البيشمركة الذين تمركزوا على طول 50 كلم تفصل أربيل عاصمة كردستان العراق عن خط الجبهة.
وقال لودريان: «بعشيقة هناك»، مشيرا إلى المدينة التي استعادها الأكراد من التنظيم المتطرف في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني). بدوره قال بارزاني: «كانت هناك أنفاق في كل مكان في تلك المنطقة، وسيكون الأمر أسوأ في الموصل على الأرجح».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.