هولاند من بغداد: القضاء على «داعش» يستغرق أسابيع وليس سنوات

عشرات القتلى والجرحى بتفجير انتحاري في العاصمة العراقية

هولاند من بغداد: القضاء على «داعش» يستغرق أسابيع وليس سنوات
TT

هولاند من بغداد: القضاء على «داعش» يستغرق أسابيع وليس سنوات

هولاند من بغداد: القضاء على «داعش» يستغرق أسابيع وليس سنوات

اكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، اليوم (لاثنين)، ان القضاء على داعش ب‍الموصل يستغرق اسابيع وليس سنوات، فيما اشار الى ان التنظيم يتراجع امام القوات العراقية ونهايته قريبة.
وقال هولاند الذي يزور العراق، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء حيدر العبادي "اعبر عن تضامن فرنسا مع الشعب العراقي في الحرب على الارهاب، واهنأ العراقيين بانتصارات الموصل"، مبينا ان "القضاء على داعش بالموصل يستغرق اسابيع وليس سنوات، وسوف نرى نهايته قريبا". مضيفا ان "داعش يتراجع امام القوات العراقية"، مبديا دعمه لـ"القوات العسكرية في تحرير الموصل وتوفير سبل حماية المدنيين في مناطق العمليات". وتابع هولاند "اتفقنا مع القيادة العراقية على ان يكون المقاتلون على الارض من العراقيين حصرا".
جدير بالذكر، ان قائد قوات التحالف الدولي الجنرال ستيفن تاوسند، اعلن في السادس والعشرين من الشهر الماضي ان قواته تحتاج لعامين اضافيين من القتال العنيف لإنهاء "داعش" في العراق وسوريا، فيما اشار الى ان عملية الموصل توقفت بعض الشيء لإراحة المقاتلين.
أمنيا، قُتل أكثر من 32 شخصًا وجرح نحو 61 في حصيلة أولية لتفجير بواسطة سيارة مفخخة اليوم، في مدينة الصدر شمال شرقي بغداد، تزامنا مع زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للعراق دعمًا للمعركة التي تخوضها القوات العراقية والتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش".
واستهدف التفجير تجمعًا لعمال عند مدخل المدينة التي تتعرض بشكل شبه مستمر إلى تفجيرات دموية تبنى تنظيم داعش غالبيتها، وكان آخرها 3 تفجيرات قتلت 29 شخصًا في أنحاء العاصمة أول من أمس، وتفجير قرب النجف أمس أسفر عن مقتل 7 رجال أمن.
وأظهرت صور تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي عمودًا من الدخان الأسود وعشرات الجرحى المضرجين بالدماء الذين يتم إجلاؤهم.
وقال عقيد في الشرطة إن عدد القتلى بلغ 32 وأصيب 61 آخرون بجروح، وهو ثاني تفجير دام يضرب بغداد خلال الأيام القليلة الماضية.
من جهته، قال هولاند الذي التقى نظيره العراقي فؤاد معصوم، أمام الجنود الفرنسيين الذين يقومون بتدريب القوات الخاصة العراقية، إن «التحدي هو استعادة الموصل، ولتحقيق ذلك عليكم في الأسابيع المقبلة تدريب ودعم ومرافقة القوات العراقية، وتقديم أفضل المشورة إليها». وأضاف أن «التحرك ضد الإرهاب في العراق يسهم أيضًا في حماية بلادنا من أعمال إرهابية»، وأن عام 2017 سيكون «عام الانتصار على الإرهاب، إلا أن النصر لا معنى له إذا لم ترافقه إعادة إعمار في العراق»، حيث تواصل القوات العسكرية معركتها لاستعادة مدينة الموصل آخر معاقل «داعش».
من جانبه، أكد معصوم أهمية الدعم الفرنسي لبلاده في المرحلة الحالية، موضحًا أن زيارة هولاند الأولى إلى بغداد في 2014 لعبت دورًا مهمًا في دعم العراق من قبل المجتمع الدولي في حربه ضد «داعش»، وحول مضمون الاجتماع الذي عقده الجانبان، قال معصوم: «أكدنا ضرورة الدعم الفرنسي للعراق في المرحلة الحالية وتدريب قواتنا»، «بحثنا خلال الاجتماع أهمية المصالحة الاجتماعية، وأبدى هولاند استعداد فرنسا لدعمنا في هذا المجال».
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الفرنسي خلال زيارته التي تستمر حتى بعد ظهر اليوم رئيس الوزراء حيدر العبادي، وسيتوجه بعد ذلك إلى أربيل للاجتماع مع رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني.
وكان هولاند أعلن مساء السبت أنه سيزور العراق ليوجه «تحية» إلى الجنود الفرنسيين الذين يشاركون في الحرب ضد «داعش».
ويشارك الجيش الفرنسي بنحو 500 جندي في العراق يدعمون القوات العراقية بواسطة 4 مدافع من نوع «كايزار» جنوب الموصل، ويقدمون التدريب والمشورة إلى الجنود العراقيين وقوات «البيشمركة» الكردية من دون المشاركة مباشرة في المعارك.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.