{الصين للبترول} تذوّب «جدار الجليد» بين المجتمع والجالية العربية

تبلور تعاون الجامعة مع المدرسة السعودية في العاصمة الصينية

الدورات نتاج تعاون بين جامعة البترول والمدرسة السعودية في العاصمة الصينية
الدورات نتاج تعاون بين جامعة البترول والمدرسة السعودية في العاصمة الصينية
TT

{الصين للبترول} تذوّب «جدار الجليد» بين المجتمع والجالية العربية

الدورات نتاج تعاون بين جامعة البترول والمدرسة السعودية في العاصمة الصينية
الدورات نتاج تعاون بين جامعة البترول والمدرسة السعودية في العاصمة الصينية

مع بداية العام الدراسي الحالي وجّهت البروفسورة تشيان تشويه عميدة كلية التعليم المستمر التابعة لجامعة الصين للبترول ببكين، بتنفيذ أول دورة في اللغة الصينية لأبناء الجالية العربية، وذلك كخدمة مجتمعية تهدف بالدرجة الأولى إلى اكتساب مهارات اللغة ومن ثم تؤدي إلى تذويب «جدار الجليد» الحائل دون التواصل السلس والعفوي بين أفراد الجاليات العربية من جهة ومجتمع بكين ذي الثقافات الصينية المتعددة الضاربة في جذور التاريخ إلى نحو 5 آلاف سنة، تلك الحضارة التي صمدت وما زالت بالمحافظة على إرثها اللغوي.
وتبعا لذلك، تم تكليف المهندس الدكتور ياسر محمود، وهو أول كادر أكاديمي عربي يتم تعيينه بالجامعة بعد نيله درجة الدكتوراه فيها كمندوب عن الجامعة، بالإشراف على تنفيذ أول دورة في اللغة الصينية لأبناء الجالية العربية ببكين.
وكان يوم الاثنين الموافق 21 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام المنصرم يوما تاريخيا يمثل ضربة البداية لأول برنامج وأول مجموعة تنخرط في تعلّم أساسيات اللغة الصينية خلال منتصف الفصل الدراسي الأول، ليحسب ذلك إنجازا في رصيد الجامعة الصينية بالتعاون مع المدرسة السعودية ببكين. أدى ذلك النجاح لتكوين مجموعة ثانية (مجموعة عطلة نهاية الأسبوع) والتي بدأت برنامجا تدريبيا مكثفا، انطلقت فعالياته في ديسمبر (كانون الأول) المنصرم على شكل برنامج تدريبي بإشراف مندوب الجامعة ورعاية إدارة المدرسة السعودية.
وشملت هذه الدورة في مجملها تدريب نحو 15 من أفراد الجالية العربية في بكين، علما بأن الجامعة تضع في حسبانها آمالا كبيرة لترقية المستوى ليصبح هؤلاء «المتدربون» «مدربين» في اللغة الصينية خلال عامين فقط من التدريب المكثف والمستمر.
الجدير بالذكر أن اتفاقية كان قد تم التوقيع عليها في وقت سابق بعد لقاءات ناجحة بين الطرفين بدأت منذ نهاية العام الماضي، وخلصت إلى تقديم خدمة تدريبية في مجال اللغة والثقافة الصينية للمجتمع العربي في بكين لعدة مستويات من الأساس حتى الاحتراف بأفضل خبرات وتكنولوجيا التدريب وأقل الرسوم الدراسية والتكاليف الأخرى. وقد وقع عن جامعة البترول مدير إدارة التطوير جيانغ تشونلي، وعن المدرسة وكيلها حسن جبلي.
وكانت تأسست المدرسة السعودية ببكين عام 2003م وهي مؤسسة غير ربحية تتبع لوزارة التعليم في السعودية تحت إدارة المدارس السعودية في الخارج، تقدم خدمات التعليم العام للسعوديين خاصةً ولكافة أبناء الجالية العربية بشكل عام إلى جانب خدمة المجتمع.
وتعتبر كلية التعليم المستمر إحدى كليات جامعة الصين للبترول الرئيسية التي تأسست في عام 1953م. وتُعنى بتقديم أفضل الخدمات التدريبية في أكثر من 100 مجال في الهندسة والتقنية والإدارة والاقتصاد واللغات، وتسعى الكلية بتنفيذ سياسة الصين «الحزام والطريق» وذلك بتوطين المعرفة عبر التنمية البشرية وتأهيل المختبرات.
وتعتبر اللغة الصينية من أصعب اللغات المكتوبة تعلما. ورغم أنه قد تم تبسيطها في نهاية القرن الماضي لتواكب سياسة الانفتاح الاقتصادي التي انطلقت فيما بعد، فإن الصعوبة التي يصفها بها البعض تكمُن في طريقة تعلمها ويتمثل ذلك في الآتي على سبيل المثال والتوضيح: (1) النطق والكتابة، حيث لكل رمز صوت وصورة، وعدد الرموز غير معروف تحديدا، لكن بعض الباحثين يقدرونها بنحو 10 آلاف رمز، (2) الحركات الصوتية التي يمكن تشبيهها بالفتحة والإمالة والشدة والكسرة والسكون.



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.