ملامح من الخطة التنفيذية لمركز الملك سلمان لإغاثة السوريين

الحملة السعودية تسيّر قافلتها الثانية إلى حلب

إحدى الشاحنات التابعة للقافلة السعودية الإغاثية الثانية للنازحين من حلب («الشرق الأوسط»)
إحدى الشاحنات التابعة للقافلة السعودية الإغاثية الثانية للنازحين من حلب («الشرق الأوسط»)
TT

ملامح من الخطة التنفيذية لمركز الملك سلمان لإغاثة السوريين

إحدى الشاحنات التابعة للقافلة السعودية الإغاثية الثانية للنازحين من حلب («الشرق الأوسط»)
إحدى الشاحنات التابعة للقافلة السعودية الإغاثية الثانية للنازحين من حلب («الشرق الأوسط»)

سيرت الحملة الوطنية السعودية لنصرة السوريين قافلتها الإغاثية الثانية للنازحين من محافظة حلب تحت شعار «لأجلك يا حلب»؛ وذلك استكمالاً لما بدأته في الأسبوع الماضي من إرسال القوافل الإغاثية المحملة بالألبسة والكسوة الشتوية، إضافة إلى المخابز المتنقلة.
وأرسلت الحملة من خلال مكتبها في تركيا أول من أمس 16 شاحنة محملة بأكثر من 160 ألف قطعة شتوية متنوعة من بطانيات و«جواكت وكنزات وأطقم شتوية» ضمن برنامج الحملة الشتوي (شقيقي دفئك هدفي4).
ومع استمرار الحملة السعودية لإغاثة الشعب السوري باستقبال التبرعات في جميع مناطق المملكة، أظهرت خطة الاستجابة التنفيذية لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لإغاثة الشعب السوري، عددًا من البرامج المباشرة التي سيطبقها المركز، وتتسم بعنصري تلمس الاحتياج، والذهاب إلى الأماكن الأكثر احتياجًا، كما أنها ستخصص جزءا من المساعدات للنازحين بالداخل.
وتستهدف برامج الغذاء منح 150 ألف وجبة غذاء طارئة، إضافة إلى توفير المأوى والمواد غير الغذائية، وهي التبرع بمائة ألف وحدة مأوى وتقديم 50 بطانية، إضافة إلى ألفي وحدة تدفئة و100 ألف لتر وقود للتدفئة، و100 ألف حقيبة وقود للتدفئة، و100 ألف حقيبة شتوية لنحو 16 ألف أسرة.
كما أظهرت خطة الاستجابة التي سيقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية التنفيذية تقديم المساعدات على الجوانب الصحية، وهي التبرع بـ150 ألف حقيبة إسعاف طارئة تشمل المستلزمات الطبية، وهي الأدوية الطبية الطارئة، وتقديم الأدوية النفسية الطارئة، وتقديم اللقاحات المخصصة إلى كبار السن والأطفال، إضافة إلى تقديم حقائب النظافة الشخصية تشمل البالغين والنساء.
وحدد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عددًا من المحددات التي تستهدفها الخطة التنفيذية مناطق النزوح، وهي «ريف حلب الشمالي، وإدلب، و(باب الهوى – باب السلام وجرابلس)».
وحددت الخطة المنظمات الدولية والمحلية المتواجدة في حلب، وهي منظمات الأمم المتحدة المقسمة إلى ست منظمات «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الدولية والإنسانية (أوتشا) وصندوق الأمم المتحدة للطفولة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبرنامج الصحة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمية، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين».
ووفقًا لآخر إحصائيات عامة للوضع الإنساني في سوريا، فإن عدد اللاجئين السوريين يصل إلى 4.8 مليون لاجئ، كما يقدر عدد النازحين بنحو 6.3 نازح كما أكد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن نحو 13.5 مليون سوري في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة، وأن نسبة الفقر في سوريا تقدر لنحو 85 في المائة.
كما كشفت الإحصائيات العامة للوضع الإنساني في سوريا حاجة 7 ملايين سوري إلى المساعدات الغذائية بشكل عاجل، كما أن نحو 4.3 مليون سوري بحاجة للمساعدات الإيوائية.
ويزاد الوضع السوري سوءًا، فبناء على التقارير الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الصادر بتاريخ 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فإن عدد النازحين بلغ 40 ألف نازح من مدينة حلب إلى مدينة إدلب، كما أن نحو 57 ألفا نزحوا على الأقل من شرق حلب بناء على التقرير الصادر عن مكتب تنسيق الأمم المتحدة لشؤون الإنسانية (أوتشا)، كما أن الحكومة التركية في صدد إنشاء مخيمات لعدد عشرة آلاف نازح بين الحدود التركية والسورية؛ وذلك بالتنسيق مع هيئة الهلال الأحمر التركي.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».