قيادات «الاستقلال» المغربي تطالب شباط بالرحيل من أمانة الحزب

قيادات «الاستقلال» المغربي تطالب شباط بالرحيل من أمانة الحزب
TT

قيادات «الاستقلال» المغربي تطالب شباط بالرحيل من أمانة الحزب

قيادات «الاستقلال» المغربي تطالب شباط بالرحيل من أمانة الحزب

يبدو أن بقاء حميد شباط على رأس الأمانة العامة لحزب الاستقلال المغربي أصبحت مسألة وقت لا أقل ولا أكثر، بل إن أيامه أو حتى شهوره على رأس أقدم حزب سياسي في البلاد باتت معدودة.
فبعد أن جدد كل من عزيز اخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، ومحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، تأكيدهما على أنهما لن يقبلا بمشاركة حزب الاستقلال في الحكومة المرتقبة، عقب لقائهما مساء أول من أمس مع عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المكلف، وتلميح نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقا) إلى إمكانية تخلي ابن كيران عن مشاركة «الاستقلال» في الحكومة، جاء بيان وقعه 38 من قيادات الحزب، ضمنهم محمد بوستة وعباس الفاسي، الأمينان العامان السابقان للحزب، ليرمي شباط بـ«ثالثة الأثافي»؛ إذ جاء في البيان «أن حميد شباط أثبت أنه غير مؤهل ولا قادر على مواصلة تحمل مسؤولية الأمانة العامة لحزب الاستقلال»، وبالتالي عليه الرحيل من الأمانة العامة الحزب.
ودعا البيان القيادة الاستقلالية إلى محاسبة شباط على حصيلة ولايته للحزب منذ 2012. مشيرا إلى أن تداعيات تصريحاته الأخيرة «تلزمنا اليوم كاستقلاليين الوقوف مع الذات، والقيام بنقد ذاتي علني وصريح من أجل إرجاع الأمور إلى نصابها، وعودة الحزب إلى مساره الحقيقي المستمد من رصيده التاريخي والنضالي بفتح ملف التصرفات التي قام بها شباط منذ توليه الأمانة العامة للحزب إلى اليوم، والتي اتسمت، بكل أسف، بالتقلب في المواقف السياسية، وإضعاف الهياكل التنظيمية وتدبير سيئ للانتخابات أفضت إلى نتائج سيئة أفقدت الحزب مكانته ومدنه ودوائره».
وأربك البيان الجديد كل حسابات شباط، الذي لوح قبل ساعات من صدور البيان بفزاعة الإجراءات التأديبية في حق ثلاثة من أعضاء اللجنة التنفيذية، بينهم رئيس المجلس الوطني للحزب، عبروا عن استنكارهم لتصريحه المثير للجدل، الذي اعتبر فيه موريتانيا أرضا مغربية، إضافة إلى دعوته لانعقاد المجلس الوطني للحزب اليوم (السبت) في المقر المركزي بالرباط.
في غضون ذلك، حذّر توفيق حجيرة، رئيس المجلس الوطني للحزب، في بيان تلقت «الشرق الأوسط نسخة منه، من دعوة شباط لانعقاد المجلس، مشيرا إلى أنها «لم تكن موضوع قرار اجتماع رسمي للجنة التنفيذية، ولم أستشر بصفتي رئيسا للمجلس في عقدها، ولا في جدول أعملها». وأضاف حجيرة موضحا «أعلن أن هذا الاجتماع لا ضرورة له قطعا في ظل الظرف الحزبي الحالي. وأطعن في شرعية هذه الدورة، ولائحة حضورها، وطريقة إعدادها وقراراتها، وطريقة التحضير لها، التي اعتمدت الأساليب التي أعرفها عن ظهر قلب. وعليه لا يمكن لي أن أترأس مجلسا وطنيا لم أدع له، وسأقاطعه احتجاجا على تدبير الدعوة خارج منطق النظام الأساسي للحزب». وأرخت تداعيات أزمة حزب الاستقلال بظلالها على المشاورات التي يجريها رئيس الحكومة المعين من أجل تشكيل الحكومة المرتقبة، التي تواصلت مساء أول من أمس بعقد اجتماع بين ابن كيران وعزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي فاجأ ابن كيران باصطحابه محند العنصر، أمين عام الحركة الشعبية إلى الاجتماع.
ولم يسفر اجتماع القادة الثلاثة عن أي تقدم في المواقف. وصرح أخنوش عقب الاجتماع بأنه حاول مع العنصر إقناع ابن كيران بالتخلي عن فكرة إشراك «الاستقلال» في الحكومة، وأن هذا الأخير طلب مهلة للتفكير.
وجدد أخنوش رفضه المشاركة في حكومة تضم «الاستقلال» لأنه لا يمكنه وضع الثقة في أطراف عبرت عن مواقف مضادة لبيانات صادرة عن الدولة المغربية وعن وزارة الخارجية، في إشارة إلى تعامل الأمين العام لحزب الاستقلال مع البيان الصادر عن وزارة الخارجية المغربية على إثر تصريحاته بخصوص موريتانيا.
ومباشرة بعد اجتماعه مع أخنوش والعنصر، استقبل ابن كيران في مقر إقامته حليفه السياسي نبيل بنعبد الله، أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، لبحث آخر تطورات مشاورات تشكيل الحكومة.
وعقب الاجتماع أكد بنعبد الله في تصريحات صحافية، أن تداعيات تصريحات شباط زادت في تعقيد مشاورات تشكيل الحكومة، و«جعلت رئيس الحكومة في حيرة من أمره». وأوضح بنعبد الله أن رئيس الحكومة المعين وجد نفسه في مأزق بين الوعد الذي أعطاه لحزب الاستقلال بإشراكه في الحكومة
وبين تداعيات التصريحات الأخيرة لشباط بخصوص موريتانيا وتفاعلاتها، وما يمكن أن تؤدي إليه من تأويلات في حال إشراك حزب الاستقلال في الحكومة.
وقال بنعبد الله «يمكن القول إننا كنا في وضع لمدة أسابيع وأصبحنا في وضع آخر. وضع جد معقد»، مشيرا إلى أن هناك رغبة حتى يكون حزب الاستقلال في الحكومة، و«نحن اعتبرنا أنه موقف يحترم، مع البحث عن حلول وسطى وتوافق مع أطراف أخرى أساس منها (الأحرار) و(الحركة الشعبية)».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.