السكري والنوبات القلبية وآلام الظهر والرقبة... الأمراض «الأغلى ثمنًا» في الولايات المتحدة

نصف الموازنة الصحية تنفَق على 20 مرضًا فقط

السكري والنوبات القلبية وآلام الظهر والرقبة... الأمراض «الأغلى ثمنًا» في الولايات المتحدة
TT

السكري والنوبات القلبية وآلام الظهر والرقبة... الأمراض «الأغلى ثمنًا» في الولايات المتحدة

السكري والنوبات القلبية وآلام الظهر والرقبة... الأمراض «الأغلى ثمنًا» في الولايات المتحدة

تشخيص وعلاج 20 مرضا فقط من ضمن أكثر من 150 مرضا منها، يستهلك أكثر من نصف الموازنة الصحية للولايات المتحدة الأميركية، وفقا لدراسة تحليلية مالية جديدة شاملة دققت في الإنفاق الصحي لعلاج كل مرض من الأمراض.
واعتبرت الدراسة التي نشرت في مجلة «رابطة القلب» الأميركية «جاما»، أن مرض السكري هو المرض «الأغلى ثمنا»؛ إذ إن النفقات الخاصة بتشخيصه وعلاجه بلغت 101 مليار دولار، وهو الرقم الذي يعني أن «ثمنه» قد ازداد بشكل أسرع خلال 18 عاما، 36 مرة مقارنة بسرعة ازدياد كلفة تشخيص النوبات القلبية وعلاجها، وهي النوبات التي ظلت تحتل المرتبة الأولى في قائمة الوفيات.
وبينما يؤثر المرضان المذكوران عادة، أكثر في الأشخاص الذين تكون أعمارهم 65 سنة أو أكثر، فإن آلام أسفل الظهر والرقبة التي تصيب الأشخاص البالغين من العاملين في مناحي الحياة الاقتصادية، تحتل المرتبة الثالثة في التكاليف المالية.
وجاء ارتفاع ضغط الدم والتعرض للحوادث في المرتبتين الرابعة والخامسة ضمن قائمة من 5 أمراض رئيسية تكلف 18 في المائة من الموازنة الصحية الشخصية، أي تلك التي تنفق على الأشخاص المرضى بمبالغ وصلت إلى 437 مليار دولار عام 2013. وضمت قائمة الأمراض «الغالية» العشرين بعض الأمراض، مثل اضطرابات الهيكل العظمي، كالتهابات الأوتار، ومتلازمة الرسغ النفقي، والتهاب المفاصل الروموتويدي، والعناية الصحية بالأسنان، والعناية بالنساء أثناء الحمل وبعد الولادة.
وسجلت الدراسة الأمراض العشرة الأولى الرئيسية «الأغلى ثمنا»:
• السكري - 101.4 مليار دولار.
• النوبة القلبية - 88.1 مليار دولار.
• آلام أسفل الظهر والرقبة - 87.6 مليار دولار.
• ارتفاع ضغط الدم - 83.9 مليار دولار.
• التعرض للحوادث - 76.3 مليار دولار.
• اضطرابات الاكتئاب - 71.1 مليار دولار.
• مشكلات الفم والحلق - 66.4 مليار دولار.
• أمراض السمع والبصر - 59 مليار دولار.
• الأمراض الجلدية، ومن ضمنها حب الشباب والتهاب النسيج الخلوي - 55.7 مليار دولار.
وأشار التقرير إلى الفروق بين الإنفاق على البرامج الصحية العامة وبين الإنفاق الصحي الشخصي، ومن ضمنه الإنفاق على مرضى لا يمتلكون أموال العلاج أو الإنفاق من قبل مؤسسات وشركات التأمين الحكومية والخاصة. وقال الدكتور جوزيف ديلمان، الأستاذ المساعد في معهد القياسات والتقييم الصحيين بجامعة واشنطن الذي أشرف على الدراسةن إنها «جاءت لتنوير أصحاب القرار في القطاعين العام والخاص بهدف تقديم لوحة عن الإنفاق، وكيفية تخصيص الموارد الصحية بشكل أكثر كفاءة».
وإضافة إلى مبلغ 2.1 تريليون دولار الذي أنفق على 155 مرضا درسها الدكتور ديلمان، فإن تقريره قدم تقديرات بإنفاق 300 مليون دولار أخرى على الأدوية المقتناة من دون وصفة طبية. وقال التقرير إن «العناية الصحية المنزلية الخاصة ظلت غير مدروسة؛ الأمر الذي قد يدفع بالمبلغ الكلي للإنفاق الصحي الشخصي إلى مبلغ 2.4 تريليون دولار لعام 2013».
ورصد التقرير الموسوم «إنفاق الولايات المتحدة على العناية الصحية الشخصية والصحة العامة 1996 - 2013»، اتجاهات الإنفاق على مدى 18 عاما. ورغم أن غالبية الإنفاق تم على أمراض غير معدية؛ فقد سجلت الدراسة أن الأمراض التنفسية مثل التهاب القصبات وذات الرئة احتلت المراتب الأولى في تلك الأمراض.
ومن بين أهم ما رصده التقرير، أن الإنفاق على النساء من عمر 85 عاما وأكثر، كان الأكثر في المعدل لكل امرأة؛ إذ بلغ 31 ألف دولار، ذهب أكثر من نصفه (58 في المائة) إلى العناية في مؤسسات الرعاية الصحية، بينما أنفقت 40 في المائة أخرى على أمراض القلب، والزهايمر وحوادث السقوط على الأرض. وكان الإنفاق على الرجال أقل؛ إذ بلغ على الرجال من عمر 85 وأكثر، 24 ألف دولار للشخص الواحد عام 2013، بينما أنفقت نسبة 37 في المائة على مؤسسات الرعاية. وشكلت نفقات برامج التعليم والتوعية الصحية مثل مكافحة التدخين والتوعية بمخاطر السرطان 3 في المائة من كل النفقات.



تطوير أشجار لمكافحة آفات زراعية مدمِّرة

مرض اخضرار الحمضيات من الآفات المدمّرة التي تصيب أشجار الموالح (جامعة فلوريدا)
مرض اخضرار الحمضيات من الآفات المدمّرة التي تصيب أشجار الموالح (جامعة فلوريدا)
TT

تطوير أشجار لمكافحة آفات زراعية مدمِّرة

مرض اخضرار الحمضيات من الآفات المدمّرة التي تصيب أشجار الموالح (جامعة فلوريدا)
مرض اخضرار الحمضيات من الآفات المدمّرة التي تصيب أشجار الموالح (جامعة فلوريدا)

طوَّر باحثون من جامعة «فلوريدا» الأميركية نوعاً جديداً من أشجار الموالح المعدَّلة وراثياً التي يمكنها مقاومة الحشرات الصغيرة المسؤولة عن نقل مرض الاخضرار البكتيري المدمّر.

وأوضحوا أنّ هذه الأشجار تشكّل حلاً بيئياً مستداماً لمكافحة الآفات الزراعية؛ مما يقلّل من الاعتماد على المبيدات الكيميائية، ويخفّض التكاليف، ويُحسّن البيئة؛ ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «Journal of Invertebrate Pathology».

ويُعدُّ مرض اخضرار الحمضيات، المعروف أيضاً باسم «تعفّن الحمضيات»، من الأمراض المدمِّرة التي تصيب أشجار الموالح مثل البرتقال. ويُنقل عبر حشرات صغيرة تُعرف بـ«السيليد الآسيوي»، التي تهاجم الأشجار وتسبّب تدهورها؛ مما يؤدّي إلى توقّف إنتاج الثمار واصفرار الأوراق، ويؤثّر سلباً في المحاصيل. ومنذ اكتشاف المرض في فلوريدا عام 2005، انتشر بسرعة وتسبَّب في تراجع كبير في صناعة الحمضيات، ما دفع الباحثين والعلماء لإيجاد حلول مبتكرة لمكافحته.

وتعتمد الطريقة التي اختبرها الباحثون على إدخال جين إلى الأشجار المعدَّلة وراثياً يسمح لها بإنتاج بروتين قادر على قتل اليرقات الصغيرة من «السيليد الآسيوي»، التي تُعدُّ الناقل الرئيسي للمرض.

ويُستمد هذا الجين من بكتيريا تُسمى «Bacillus thuringiensis»، تنتقل عبر التربة. وعند إدخاله إلى الأشجار، تتمكن من إنتاج البروتين الذي يقتل اليرقات؛ مما يمنعها من الوصول إلى مرحلة البلوغ والتكاثر، وبالتالي تقليل أعداد الحشرات الناقلة للمرض في البيئة المحيطة بالشجرة.

ورغم فاعلية هذه الأشجار في قتل اليرقات، لا تزال الحشرات البالغة التي تضع البيض تمثّل تحدّياً في التحكّم بها. لذلك، يواصل العلماء بحوثهم لإيجاد حلول لمكافحتها.

وحتى الآن، جرى اختبار الأشجار المعدَّلة جينياً في المختبر، ويعدُّ الباحثون هذا الاكتشاف من الحلول الواعدة لمكافحة المرض الذي أثّر بشكل كبير في صناعة الحمضيات في فلوريدا على مدار العقدين الماضيين.

وأشار الفريق إلى أنهم يتطلّعون لتجربة الأشجار المعدَّلة وراثياً في الحقل خلال المستقبل القريب، وإذا أثبتت التجارب الحقلية فاعلية هذه التقنية، فإنها قد تقدّم أداة قوية للقضاء على الحشرات الناقلة للمرض، وبالتالي وقف انتشار «تعفّن الحمضيات»، ما يساعد في حماية محاصيل الموالح في فلوريدا وأماكن أخرى.

وأضافوا أنّ النتائج تشير إلى إمكانات كبيرة لاستخدام التكنولوجيا البيئية في الزراعة لمكافحة الآفات والأمراض بكفاءة أكبر وأقل تأثيراً في البيئة، مقارنةً بالحلول التقليدية مثل المبيدات الكيميائية.